الإمامة في الصلاة بين الذكورة والأنوثة!
الإمامة في الصلاة بين الذكورة والأنوثة! 11303
عندما تأمم هذا الطفل الذي في الصورة المصلين في رمضان؛ وبينهم أساتذة وأطباء واقتصاديون ومثقفون! لم يعترض أحدٌ على إمامته لكونه ذكراً وحافظاً للقرآن!
ولكن عندما تأممت امرأة أكاديمية المصلين؛ ثارت ثائرة بعض المتدينين الذكور، لأنها في الدين الموازي عورة! علماً أنه في (لسان العرب) العورة: هي كل عيب أو خلل في الشيء. وفي كتاب "فقه اللغة وسر العربية" للثعالبي، العورة: ما يستحي المرء من إظهاره. فما علاقة المرأة بذلك حتى تُوصف بالدين الموازي بأنها عورة؟
لدينا عشرات آلاف النساء يحفظن القرآن؛ وهنَّ على درجة علمية كبيرة ومحترمة، ولكن الفقه الذكوري؛ لا يسمح لهنَّ بإمامة المصلين! بل يجب عليهنَّ مهما امتلكنّ من ثقافة وعلم وشهادات أنْ يقفنّ في الصلاة خلف صفوف المصلين الذكور؛ فصوتهنّ عورة! وأيديهنّ عورة! ووجههنَّ عورة، وكلهنَّ فتنة!
الكاتبة والمفكرة السوريّة/الكندية (عفراء جلبي) تحمل الدكتوراه في الفلسفة والتأويل من قسم الأديان والثقافات المقارنة في جامعة (كونكورديا) أبوها عالم وطبيب؛ وخالها المفكر والفيلسوف جودت سعيد، عندما توجّهت إلى مركز النور الثقافي في مدينة تورنتو الكندية، وألقت خطبة العيد هناك؛ ثم صلّت بالمسلمين صلاة العيد، ثارت ثائرة ذكور الدين الموازي؛ بأن ذلك ممنوع ولا يجوز!
وعندما أرادت د.أمينة ودود، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة (فرجينيا كومونولث) الأمريكية أن تؤمَّ وتخطب بمصلين رجالاً ونساءً في صلاة يوم الجمعة؛ رفضت ثلاثة مساجد استضافة الصلاة! بعد أن وصل تهديد بتفجير المسجد من قبل متشددين! لِتُقام الصلاة في مبنى تعود ملكيته لكاتدرائية القديس يوحنا الأسقفية في مدينة (مانهاتن)
الإمامة في الصلاة بين الذكورة والأنوثة! 1-2976
يا إلهي أي دين هذا؛ يسمح لطفل لم يبلغ الحُلم أن يتأممَ الناس بالصلاة؛ ويمنع مفكرة وكاتبة ومثقفة ودكتورة وبروفيسورة لكونها أنثى!
رغم أن التاريخ الفقهي لم يعترض على إمامة وخطابة الثائرة سكينة بنت الحسين والعظيمة غزالة الشيبانية والصحابية أمُّ ورَقةَ بنتُ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ. والقضية خلافية عند الفقهاء. فالطبري والمزني وأبو ثور وابن عربي، أجازوا إمامة المرأة بالرجال مطلقاً فيما عدا خطبة وصلاة الجمعة.
نحن أمة الأفضلية فيها للأعضاء التناسلية؛ لا للإمكانات العقلية. فإلى متى؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم


المصدر : مواقع ألكترونية