على نفس نَسَقِ موضوعي عن عَلَمَيْ "مازيغ" و"بني مازيغ"، سأتكلّمُ في موضوعي هذا عن إخوتنا في العِرْقِ واللّسانِ والدّينِ والوطَنِ، برابرِةِ "زواوة/"گاوَاوَة"، أي: ءيمازيغن نْ "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن"!


زواوة/"گاوَاوَة"أو "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن 699


* لا أريدُ، أيضًا، أن أتفلْسف كثيرا! فقد أعددْتُ قُصاصاتٍ من مُؤلّفاتٍ لعُلماءَ مُسلمِين، من المشرقِ والمغربِ والأندلُسِ، وردَ فيها ذِكْرُ "زواوة/گاوَاوَة".
---
* وهدفي، الأوّلُ والأخيرُ، هو الدّفاعُ والمنافحة عن صقعٍ من أصقاع بلادنا الكبيرة "الجزائر" ووطننا العظيم "بلاد المغرب"؛ وإماطةُ اللُّبس ودرء الشّبُهاتِ عن إخوةٍ لنا، اتّفقت المصادرُ، قديمًا وحديثًا، على أنّهم برابرُ "ءيمازيغن"، مثل سائر البربر، مِن سُكّان هذا الوطَنِ وهذه الأرضِ الأُوَل.
---
* اسمُ هذا القبيلِ، بِلِسانِهِم، هُو "ءيگاواوْن"، أي الگاواوِيُّون؛ أو "أث گَاوَة"، أي بنو گَاوَة. واسمُهُم، باللّسانِ الزّاناتيّ (الجزائريّ الغربيّ)، هو "ءيزَواوْن"، أي زواوة أو الزّواويّون. وكبارُ السّنّ، عندنا (ءيشاويّن نْ وَوْراس)، ومنهُم والِدِي، يعرِفونهُم منذ القديم، يوم أن كانوا يأتون أريافنا برسْمِ التّجارةِ، باسم "ءيگاواوْن".


زواوة/"گاوَاوَة"أو "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن 794


* بين النّسّابةِ خلافٌ، هل "زواوة"، هؤلاء، هُم إخوة زوّاغة "ءيزوّاغن" وزوارة "ءيزْوارْن"، من قبائل جبالِ طرابُلس، من جذم ژريسة "ءيژَريسْن"، أحدِ أجذامِ برابرة مادغيس "ءيمازيغن ءيمدغاسن"، وهو قولُ نسّابي البربر، ممّن نقل عنهُم ابنُ خلدونٍ وابنُ حزم؛ أمْ هُم من كْتامة "ءيكْتامْن"، سُكّان بلادِ القبايل، مِن تلول عمالة قُسنطينة، أحدِ أجذام البربر البرانس "ءيمازيغن ءيبرنوسن"، وهو قولُ شاذّ لابن حزم (ذكرهُ حين كلامِهِ عن بُيُوتاتِ البربر بِالأندلُسِ، ولَمْ يعْزُهُ لأحَدٍ)! على أنّ ابن خلدونٍ قد غلّب هذا القول الأخيرَ لابن حزمٍ، مُعتمِدًا على موطنهم بجوار كْتامة ومُناصرتِهِم معَهُم لِعُبَيْدِ اللهِ المهديّ الفاطميّ!
---
1. لعلّ أوّل نصّ أشار إلى "زواوة" هؤلاء هو "كتاب البلدان" لابن واضحٍ اليعقوبيّ (المتوفّى: 292هـ/905م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) ثُمّ مُدُنٌ، بعد ذلك، سُكّانُها صنهاجةُ و"زواوة"، يُعرفون بالبرانسِ؛ وهم أصحابُ عمارةٍ وزرعٍ وضرع.
---
2. النّصّ الثّاني من كتابِ "افتتاح الدّعوة"، للقاضي النّعمان التّميميّ (المتوفّى: 363هـ/974م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) وانقادت عجّيسةُ و"زواوة" لأبي عبد الله وجمِيعُ كتامةِ مگْرِيس [جبل بالقُرب من سْطِيف]، وانصرف بالعساكرِ إلى تاژرُوت.
---
3. النّصّ الثّالث من كتاب "جمهرة أنساب العرب" لابن حزمٍ الأندلُسيّ (المُتوفّى: 456هـ/1064م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍيْنِ اثنيْنِ (2):
أ) ولد بر: مادغيس وبرنس .. وولد مادغيس: زچّيگ. فولد زچّيگ: ژَرِي ولْوا الكبير ونفوس وأداس .. فولد ژَري بنُ زچّيگ بن مادغيس: يحيى وتمزيت. فولد يحيى بنُ ژَري بنِ زچّيگ بنِ مادغيس: چانا، وهو أبو چاناتة؛ وسمگان؛ وورسطّف .. وولد سمگان بنُ يحيى: زوّاغة و"زواوة".
ب) "زواوة"، مِن كْتامة: منْهم [بالأندلُسِ] بنو مُشرّفٍ الشِّقُنْدِيُّونَ [نسبةً إلى Secunda، إحدى مُدُن الأندلُس].
---
4. النّصّ الرّابع من كتاب "أخبار ملوك بني عُبيد" لابن حمّادٍ الصّنهاجيّ (المتوفّى: 628هـ/1231م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) وسار إسماعيل المنصورُ [من ملوك بني عُبيد]، فنزل بموضع يُقال له أبو حمار [في أصل النّصّ: أبو حميل]؛ ومنهُ إلى فحص طاقّة [ءيغژر نْ تاقّا]؛ ومنهُ إلى مدينة بلّزمةَ [لقْصر نْ بلّزْمْث]؛ ومنهُ إلى مدينة نِقاوُس؛ وإلى طُبنة، فأقام بها أيّامًا كثيرة؛ وورد عليه كِتابُ جعفر بنِ عليّ بن حمدونٍ، صاحبِ المَسيلةِ والزّابِ، يخبر بمحبُوس عندهُ، ثار بجبلِ أوْراس؛ واجتمعت عليه قبائل كثيرة من "زواوة" وصنهاجة وعجّيسة.
5. النّصّ الخامس من كتاب "وَفَيَات الأعيان" لابن خلّكان الإربِلِيّ (المتوفّى: 681هـ/1282م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) "زواوة": قبيلةٌ كبيرة بظاهر بجاية، من أعمال أفريقيا، ذاتُ بُطونٍ وأفخاذ.
---
6. النّصّ السّادسُ من كتاب "الجُغرافيا" لابن سعيدٍ المغربيّ (المتوفّى: 685هـ/1286م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) وفي الجُزء الأوّل جبلُ بني راشد [جبل العُمُور]، وهُم من زَناتة؛ ولهُم نِتاجٌ في الخيل معروف. وتتشعّب في هذا الجزءِ جبالُ صنهاجة و"زواوة" وغيرهم مما يطول ذكره.
---
7. النّصّ السّابعُ من كتاب "تاريخ الإسلام" لشمس الدّين الذّهبيّ (المتوفّى: 748هـ/1347م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) ومِن أُمّهات قبائلِ البربر: مْليلةُ، وزَنّارةُ، ولْواتةُ، و"زْواوةُ"، وهوّارةُ، وزَويلةُ، وغفجومةُ، ومرطةُ، وغُمارة.
---
8. النّصّ الثّامنُ من كتاب "مسالك الأبصار" لابن فضل الله العُمَرِيّ (المتوفّى: 749هـ/1349م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في موضعٍ واحد (1):
أ) ويليهم [أي: سدويكش، من كْتامة]، في جبالِ "زْواوةَ"، بربرٌ من بني حسنٍ و"زْواوة".
---
9. النّصّ التّاسعُ من كتاب "العِبر" لابن خلدونٍ الحضْرَمِيّ (المتوفّى: 808هـ/1406م).
ذُكِرَ فيه اسمُ "زواوة" في حواليّ ثلاثين (30) موضعا:


زواوة/"گاوَاوَة"أو "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن 8102


أ) ومن سمگان: زوّاغة و"زواوة"، بنو سمگان بن يحيى. وابنُ حزمٍ يَعُدُّ "زواوة"، الّتي بالواو، في بُطُون كتامة؛ وهو أظهر، ويشهد له الوطن. فالغالب أن "زواوة"، الّتي تُعَدُّ في سمگان، هي الّتي بالرّاءِ [أي: زوارة]، وهي قبيلة معروفة.
ب) أما بِلادُ بجاية وقُسنطينةَ، فهي دار "زواوة" وكْتامة وعجّيسة وهوّارة. وهي اليوم ديار للعرب؛ إلا مُمتنع الجبال، وفيها بقاياهم.
ج) ويعُدُّ نسّابة البربر لهُم بُطونًا كثيرة: بني مْجَسْطة [؟] وبني مليكش [أث مْلِيكُش] وبني كوفي [أث كوفي] ومْشدّالة [ءيمْشَدّالْن] وبني زريقُف [ءيزرقْفاون] وبني كوزيت [؟] وكرسفينة [؟] ووزَلْجة [ؤزَلاَّگْن] وتوجة [ءيتّوجان] وزكلاوة [؟] وبني مزّاية [ءيمزّايْن]. ويُقالُ إنّ بني مْليكُش من صنهاجة، والله أعلم.
د) ومن قبائلهم المشهورة لهذا العهد: بنو يجر [أث ءِيجُر] وبَنُو مانگلاّت [أث مانگلاّت] وبنو بترون [أث بثرون] وبنو ينّي [أث ءِينّي] وبنو بو غردان [أث بو غرذان] وبنو يتّورغ [أث ءِيتّورغ] وبنو بو يوسف [أث بو يوسُف] وبنو عيْسي [أث عَيْسِي] وبنو بو شعيب [أث بو شعيب] وبنو صدقة [أث صدقَة] وبنو غُبرين [أث غُبْري] وبنو گَشْطُولة [ءيگُوشْظال].
ه) ومَواطن "زواوة" بنواحي بجايةَ، ما بين مواطن كْتامة وصنهاجةَ، أوطنوا مِنْها جبالاً شَاهقةً مُتوعّرةً، ترتَدُّ عنها الأبصارُ، وتَضِلُّ فِي خُمُرِها المَسَالكُ؛ مِثل بني غبرين [أث غُبري]، بجبل زيري، وفيه شَعْراءُ مِنْ شَجَرِ الزّانِ يشَهّرُ بها لهذا العهد؛ ومثل بني فراوسن [أث فْراوْسن] وبني يراتن [أث ءِيراثْن]، وجبلهم ما بين بجاية وتدلّس، وهو أعصَمُ معاقلِهم وأمنَعُ حُصونِهم، فلهم به الاعتزازُ على الدُّوَلِ والخِيارُ عليْها في إعطاء المغرم.


زواوة/"گاوَاوَة"أو "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن 987


و) وكانت رياسة بَني يراتن [أث ءيراثْن] منهم، في بني عبد الصّمدِ [أث عبذ الصّمذ]، من بيوتاتهم؛ وكانت عند تغلُّب السّلطان أبي الحسن [المرينيّ] على المغرب الأوسط شَيْخَةٌ عليهم، من بني عبد الصّمدِ هؤلاءِ، اسمها شَمْسِي، وكان لها عشرةٌ من الولدِ؛ فاستفحل شأنُها بهِم، ومَلَكَتْ عليْهِم أمرهُم.
ز) وكلّهم [أي: كْتامَةُ] رعايا معبدون للمغارمِ، إلّا من اعتصم بقِنَّةِ الجبل؛ مثل بني زلدْوِي بجبلهم [جبل بابور]، وأهل جبال جيجل، و"زواوة" أيضا في جبالهم.
ح) (الإِلمامُ بذِكْرِ "زواوة" مِنْ بُطون كْتامة)
هذا البطن من أكبر بُطون البربر، ومواطنهم كما تراه مُحتفّة ببجاية إلى تدَلّس، في جبال شاهقةٍ وأوعار مُتَسَنَّمَة. ولهُم بُطون وشُعوب كثيرة. ومواطنهم مُتّصلة بمواطن كْتامة هؤلاء. وأكثر النّاسِ جاهلون بنسَبِهِم. وعامة نسّابة البربر على أنّهم من بني سمگان بنِ يحيى بن ژَرِيس، وأنّهم إخوة زوّاغة؛ والمحقّقون من النسّابة، مثل ابن حزم وأنظارهِ، إنّما يعدّونهم في بُطون كتامةَ، وهو الأصوبُ؛ والمواطِنُ أوضحُ دليل عليه. وإلاّ فأين مَواطِنُ زوّاغة، وهي طرابلس وبالمغرب الأقصى، من مواطن كتامة. وإنّما حُمِلَ على الغلط في نسبهم إلى كْتامة تصحيف اسم زوارة بالرّاءِ بعد الواو، وهم إخوة زوّاغة بلا شكّ. فصُحّف على القارئ الرّاءُ بِالواو، فعُدّ "زواوة" إخوان زوّاغة؛ ثم استمرّ التّصحيفُ، وجُمعا في نسب سمگان؛ والله أعلم.
---


زواوة/"گاوَاوَة"أو "ءيزَواوْن/ءيگاواوْن 1076


رابط خريطة بلاد القبائل:
https://photos.app.goo.gl/68264NkTYmr3XLtL6
---

كَتَبَهُ ولاَ فَخْر: عليّ بن ژروال بوزيّان الرّشاشيّ اللّمّوشيّ الهوّاريّ الأمازيغيّ البرنوسيّ الأوراسيّ السّلفيّ.