خيار البحر ، الكائن المسؤول عن نظافة مياه البحر.
خيار البحر
الكائن المسؤول عن نظافة مياه البحر ، خيار البحر ، قد لا يأخذ الكثير في الإعتبار أهمية الكائنات البحرية البسيطة والصغيرة مثل "خيار البحر"، علي الرغم من شكله وتركيبته الملفته للنظر.
إلا أن هذا الكائن البسيط يتمتع بأهمية كبيرة جدا لبيئة البحار ، حيث يعمل كعامل مهم في تنقية مياه البحر والمساهمة في الحفاظ على نقائها.
خيار البحر يشبه شكل الخيار العادي، ولذلك يطلق عليه هذا الإسم. وهو كائن بسيط يعيش في البحار والمحيطات ، ويعتبر منظومة فلتر طبيعية تساهم في تنقية المياه البحرية.
يوجد خيار البحر بكثرة في البحر الأحمر ، وهذا ما يجعل مياهه نقية وصافية بشكل إستثنائي.
يقول الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار في جامعة قناة السويس، إن خيار البحر يلعب دورًا مهمًا جدًا في تنقية مياه البحر.
فالدراسات تشير إلى أن هذا الكائن البسيط قادر على التغذية على الفضلات العضوية في المياه وإزالة الجسيمات الصغيرة من المواد العضوية التي يمكن أن تعكر نقاء المياه.
يقوم خيار البحر بهذه العملية عن طريق إمتصاص الجسيمات داخله وإستخدامها كمصدر للغذاء، ثم يخرج الفضلات التي تكون عبارة عن رمال.
خيار البحر
بالإضافة إلى تنقية المياه ، يساعد خيار البحر في تقليب التربة قبالة سواحل البحر. ويمكنه أيضًا التغذية على اليرقات الخاصة بنجم البحر الشوكي، الذي يُعَدّ واحدًا من أكثر الكائنات البحرية خطورة على الشعاب المرجانية. يعني هذا أن وجود خيار البحر يساهم في الحد من إنتشار هذا الكائن الضار.
وفيما يتعلق بالإستفادة من خيار البحر، يُستخدم في العديد من المنتجات الطبية، بما في ذلك علاجات المفاصل والأمراض الروماتيزمية، ويعتَبَر مكملًا غذائيًا ومقويًا جنسيًا.
ومع ذلك، يواجه خيار البحر تهديدات بسبب إنتشار الأقاويل حول فوائده العلاجية. فقد زاد الإهتمام بصيده، بشكل مفرط وغير قانوني، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تأثير سلبي على بيئة البحر والشعاب المرجانية.
بإختصار، يعتبر خيار البحر كائنًا بسيطًا يلعب دورًا حيويًا في صحة بيئة البحر الأحمر ونقائها. وللحفاظ على هذه البيئة البحرية الغنية والجميلة، يجب على الإنسان الإهتمام بحماية هذا الكائن والحفاظ على توازن النظام البيئي في البحر الأحمر وغيره من المحيطات والبحار حول العالم.
أهمية خيار البحر للبيئة البحرية :-
يعتبر خيار البحر صديق البيئة الأول حيث يقوم بدور هام في المنظومة البيئية و يلعب دورا هاما في عملية الإتزان البيئي بين مختلف الأنواع والفصائل في البيئة البحرية يتمثل دوره في الأتي :
1- يتغذى على المواد العضوية المنتشرة في الرواسب بعملية تسمى البلعمة حيث يأخذ الرواسب ومابها من مواد عضوية ويقوم بهضم إحتياجاته الغذائية منها ثم يقوم بطرد الفضلات وهى عبارة عن رمال تكون مشبعة بالأملاح الغذائية والتي تساعد على نمو الطحالب والنباتات البحرية والتي تكون منتشرة بغزارة في أماكن تجمع حيوانات خيار البحر.
2- يقوم الحيوان بعمل ترشيح للمياه والتي تكون مشبعة بالمواد العالقة المختلفة ومنها يرقات أنواع أخرى من الحيوانات البحرية مثل نجم البحر وخلافه مما يحد من انتشارها بصورة وبائية قد تؤثر أو تؤدى إلى إتلاف المنظومة البيئية البحرية كما في حالة إنتشار نجم البحر الشوكى وما سببه في إتلاف الشعاب المرجانية.
3- بويضات ويرقات خيار البحر تعتبر غذاء جيد لبعض أنواع الأسماك واللافقاريات الأخرى.
4- يقوم بعملية تقليب للتربة القاعية في نطاق المد والجزر حيث يقوم بشفط وإبتلاع الرمال والحصى والطين ويهضم ما يحتاجه منها في فترة زمنية تقدر بإحدى عشرة ساعة ويطرد الفضلات .إن عمليات التقليب هذه في نطاقات المد والجزر تؤثر على الرواسب التحت سطحية وتسبب في تغير التكوينات الدقيقة للرواسب التحتيه وخواصها وتساعد على عدم تصلب القاع وتعفنه من الرواسب العضوية ولقد وجد إن جنس stichopus يقوم بتحريك مابين 500 إلى 1000 طن من الرواسب التحتيه في السنة في مساحة 1.7 ميل مربع أما جنس H.atra فقد ذكر الباحثون انه يبتلع 3.93 جرام/ يوم مما يعنى إن تجمعات هذا الحيوان قد تكون مسئولة عن تقليب 4600 كجم من الرواسب في السنة لكل ألف متر مربع خصوصا في ألاماكن التي يكثر فيها النشاط البشرى من تجريف وردم وصرف صحي وخلافه.
5- يحافظ على قلوية الماء حيث يقلل قيمة الأس الهيدروجيني في الماء الذي يخرج من الحيوان نتيجة العمليات الحيوية داخل الحيوان ولهذا أهميته في المحافظة على الوسط البيئي في البيئة البحرية من اجل المحافظة على باقي الحيوانات الأخرى ولقد ثبت من التجارب المعملية أن الأس الهيدروجيني ph للمحتوى المائي للحيوان 6.6و7.3 بمتوسط 6.96.
6- أهم دور للخيار في البيئة البحرية قدرته على فصل الملوثات البترولية من الماء المحيط به وتجمعه في حويصلات داخل جسم الحيوان ويحولها إلى صور أكثر كثافة قابلة للترسيب وتنفصل مع الرواسب القاعية.
7- بعض أنواع الأسماك الصغيرة تنظف الفتحة الخلفية ( فتحة الشرج ) لخيار البحر وتتغذى على بقايا ومخلفات الحيوان كما أن بعض الديدان الدقيقة لها علاقة بخيار البحر وخاصة على الجلد حيث تقوم هذه الديدان بتنظيف الجلد من الخارج من المواد الغذائية المفيدة لها
ومن جه أخري يعتبر الإستغلال غير المرشد للكثير من أحياء المنظومة البحرية ، قد ألحق أضرارًا بالغة بها وزج بكثير منها إلي دائرة الأنواع المهددة بالانقراض , حيث أدي الصيد الجائر لحيوان خيار البحر الذي يعيش علي أعماق متفاوتة من المياه أدي إلي إختفاء أنواع كثيرة منه.
وهو أمر له خطورته علي منظومة التوازن الاحيائي داخل المياه لدوره الرئيسي في حماية الشعاب المرجانية من خطر الملوثات حيث يقوم بتنقية المياه منها, وما يثير القلق ما تؤكده بعض الآراء المتخصصة هو أن عودة خيار البحر لمعدلاته الطبيعية تحتاج لأكثر من50 سنة.
معلومات مثيرة أخرى عن خيار البحر :
قد يكون أحد أكثر الأشياء إثارة للدهشة بشأن خياريات البحر هو أنها حيوانات وليست نباتات.
يوجد حوالي 1500 نوع من خياريات البحر وتتميز بمجموعة متنوعة من الألوان والأشكال والأحجام. يمكن أن يتراوح طولها من أقل من بوصة إلى عدة أقدام.
يمتلك خيار البحر فمًا في أحد طرفيه وفتحة شرج في الطرف الآخر. تحيط بالفم حلقة من المجسات (أقدام أنبوبية). هذه المخالب التي تجمع جزيئات الطعام. تتغذى بعض خياريات البحر بالترشيح ولكن الكثير منها تحصل على طعامها من قاع المحيط.
على الرغم من أن خياريات البحر لديها خمسة صفوف من الأقدام الأنبوبية، إلا أنها تتحرك ببطء شديد، هذا إن تحركت على الإطلاق.
يتنفس خيار البحر من خلال شجرة تنفسية متصلة بفتحة الشرج.
تقع الشجرة التنفسية داخل الجسم على جانبي الأمعاء وتتصل بالمذرق. يتنفس خيار البحر عن طريق سحب الماء المؤكسج عبر فتحة الشرج. ويدخل الماء إلى الشجرة التنفسية ويتم نقل الأكسجين إلى السوائل داخل تجويف الجسم.
يعيش خياريات البحر في مجموعة واسعة من الموائل، بدءًا من المناطق الساحلية الضحلة وحتى أعماق البحار. تم العثور عليها في جميع المحيطات حول العالم.
يتم حصاد خيار البحر لاستخدامه في الغذاء والدواء. يحتوي خيار البحر على نسيج ضام، والذي يبدو أنه يتحول بطريقة سحرية من كونه صلبًا إلى مرنًا في ثوانٍ معدودة. تتم دراسة هذا الجانب من خيار البحر لتطبيقه المحتمل على صحة وإصلاح الأوتار والأربطة البشرية.
تعتبر هذه الحيوانات طعامًا شهيًا في بعض المناطق وتحظى بشعبية خاصة في الدول الآسيوية. ومع ذلك، فقد تسبب الصيد غير المنظم لخيار البحر في إنخفاض في بعض المناطق.
المصدر: مواقع ألكترونية