حضارة_المايا
حضارة_المايا 1-756
حضارة المايا هي إحدى الحضارات الأولى والأكثر تطوراً التي نشأت في منطقة المكسيك وأمريكا الوسطى الحالية. تعود جذور هذه الحضارة إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، وقد ازدهرت خلال الفترة الممتدة بين القرون الثالث والتاسع الميلادي.
يشير الحديث عن «المايا القديمة» إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى زمن ما قبل كولومبوس، لأن لها إرث علمي وفلكي مشهود وهام على مستوى العالم. فقد أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة. لم ينشأ التقدم كالكتابة، النقش، والتقويم مع المايا فحسب بل تطور بالكامل. ويمكن كشف تأثير تلك الحضارة في هندوراس وبليز، غواتيمالا، والسلفادور الغربية ممتدة إلى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك أي أكثر من 1,000 كم (620 ميل) من منطقة المايا. وتم العثور آثار عمرانية وفنية للمايا خارج المنطقة، ويعتقد أنها بسبب التبادل التجاري والثقافي.
لم يختف شعب المايا نهائياً لا في وقت تراجع الفترة الكلاسيكية ولا مع وصول الغزو الإسباني واستعمارهم للأمريكيتين، حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي الأكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد المميّزة والمعتقدات التي هي نتيجة لاندماج الأفكار والثّقافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو. في الوقت الحالي ملايين الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح الأدب الماياوي حياة هذه الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها من قبل اليونسكو في عام 2005 على أنها من روائع التراث الشفهي اللامادي للبشرية، ومن الأعمال الأدبية بوبول فوه للأساطير التأريخية، وكتب شيلام بالام التي تقدر بتسعة كتب. وما دمره الغزو الإسباني هو نموذج لحضارة ماقبل كولومبوس التي تقدر بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق
التاريخ
يمكن تقسيم تاريخ حضارة المايا إلى ثلاثة أطوار رئيسية:
1. المايا القديمة (2000 ق.م - 250 م): تعتبر هذه الفترة بداية الحضارة المايا وتطورها. خلال هذه الفترة، نشأت أولى مدن المايا وبدأت تظهر أنماط الزراعة والتخطيط الحضري.
2. المايا الكلاسيكية (250-900 م): تعتبر هذه الفترة ذروة حضارة المايا، حيث شهدت تطوراً هائلاً في مجالات الفن والعمارة والكتابة والفلك. من المدن المهمة التي نشأت خلال هذه الفترة: تيكال، بالنكو، وكوبان.
3. المايا المتأخرة (900-1539 م): هذه الفترة شهدت تراجع حضارة المايا وانهيار معظم المدن الكبرى. يعتقد الباحثون أن أسباب هذا التراجع تتعلق بالجفاف الشديد والنقص في الموارد والحروب الداخلية.
الإسهامات
العمارة
تميزت حضارة المايا بتصميمات عمرانية مبتكرة، وتشمل الهرم الكبير في تشيتزن إيتزا ومعبد السلالم المرفوعة في تيكال. كما كان لديهم مهارات متقدمة في مجال الهندسة والبناء، مما أدى إلى بناء مراكز حضرية معقدة تتضمن معابد وساحات رياضية وقصوراً.
الكتابة
تطورت لغة المايا الهيروغليفية كوسيلة للتواصل وتدوين التاريخ والأحداث الهامة. تعتبر هذه الكتابة واحدة من أقدم أشكال الكتابة في العالم وتميزت بتعقيد بالغ وجمال فني.
الرياضيات والفلك
تميز العلماء المايا بقدراتهم في مجال الرياضيات والفلك، حيث استخدموا نظاما رقميا يحتوي على الصفر وابتكروا تقويماً دقيقاً للغاية. كما قاموا برصد حركات الكواكب والقمر والكواكب وتوقعوا الكسوفات الشمسية والقمرية. كان الفلك موضوعاً مهماً في حياة المايا، حيث اعتقدوا أن الأجرام السماوية تؤثر على حياتهم اليومية ومصيرهم.
الدين والفلسفة
كانت حضارة المايا تتبع ديانة متعددة الآلهة، حيث كانوا يعبدون الكثير من الآلهة المرتبطة بالطبيعة والعناصر مثل الشمس والمطر والزراعة. كما اعتقدوا بوجود عوالم متعددة متصلة بعالم البشر وأن الوفاة والميلاد هما مراحل انتقالية بين هذه العوالم. اهتموا أيضاً بالتضحيات البشرية والحيوانية كوسيلة لإرضاء آلهتهم.
الفن
تنوعت مجالات فن المايا لتشمل النحت والفخار والنقوش والرسم وصناعة المجوهرات. كانت الأعمال الفنية تمثل الأحداث الدينية والاجتماعية والتاريخية بطابع فني مميز يعبر عن تعقيد ثقافة المايا وجمالها.
الختام
تعتبر حضارة المايا واحدة من أعظم الحضارات التي نشأت على وجه الأرض. لقد سبقوا عصرهم في عدة مجالات مثل العمارة والكتابة والرياضيات والفلك والفن. رغم تراجعهم وانهيار معظم مدنهم، إلا أن آثارهم وإسهاماتهم لا تزال قائمة وتمثل جزءاً مهماً من التراث الإنساني.


المصدر: مواقع ألكترونية