TASEGDA AKPSI المعمار القابسي
المعمار القابسي 1-758
يُعتبر المعمار الأمازيغي أحد مظاهر الثقافة والحضارة في مناطق أمازيغية عديدة بتونس و قابس خاصة. ويتميز بروعة أشكاله الهندسية، وجمالية تصميماته وزخارفه، التي تعكس مظهرا من مظاهر الإبداع لدى الإنسان الأمازيغي، عبر القرون، والذي استمر في تطوير هذا الطراز المعماري عبر التاريخ، مع احتفاظه بمميزاته الأصيلة، التي تجعله مختلفا ومميَّزا عن العمارة المشرقية وكذا الغربية وغيرهما.
عدد من المآثر العمرانية والمساجد والقصبات والقصور والأسوار، في عدد من مناطق تونس
كقصر تاناكت و قصر ازمور ، و ايضا كاسوار مثل سور قفصا و قابس الذي هدمه الفرنسيون
و ظل بعضها شامخا إلى اليوم، ولم تلوثه نوائب الدهر. ويحيل شموخ هذا المعمار على براعة الإنسان الأمازيغي في إخراج هذه التُّحف المعمارية، المتسمة بالدقة في البناء، وبزخرفة غاية في الجمال، فضلا عن تميّزها باستعمال مواد محلية، لا تحتاج إلى طلاء خارجي إضافي، فتقف البناية كأنها لوحة فنية تُثير الناظرين.
المؤسف ان الانسان القابسي لا يعرف ان هويته و تراثه بين يديه و على القابسي ان يعود لاصله و تراثه الاصلي الامازيغي التونسي الذي يجعله فريدا و اصيلا في ارضه بين كل العالم …
و ما حصل في حريق سوق جارا الذي يعتبر من اعتق و اندر الاسواق مش في تونس كهو و لكن في كل شمال افريقيا هي مؤامرة و مخطط و ليس عفويا على الاطلاق اذ ان السوق احترق مرتين في العيد … امر يدعو للريبة في ظل ان حكومة قيس عسيد لم تتخذ اي تحريات في امر هذه الجريمة الكبيرة في حق تاريخ تونس ككل … اظن ان نظام دولة اجنبية هي وراء هذا الحريق … من اجل ان تتفرد بوحدها بهذه الفسيفساء التاريخية الحية … في قابس
لا نلوم فقط على الاجانب بل نبدأ بالنظر حولنا اولا ، لمذا القابسي لا يعرف بما عنده ، لمذا لا يفتخر الا بموروث الاجنبي سواء ان كان عربي حجازي او مشرقي سوري … رأيت في فترة قد خلت اطفال من شنني يرقصون في حفل منظم من قبل رياض الاطفال، على انغام " الدبكة " الشامية؟
هل القابسي و خاصة الجيل السابق منهم الذي تربى على انغام ام كلثوم " سفيرة العروبة " و تربى على هذيان عبد الناصر … و تربى في جو مليء بالقنابل و الحروب . هل هذا الجيل حقا سيفهم ما اقوم ام سيشتم كما عوّده النظام العروبي الهادف لقتل الهوية … فرأينا من اقربائنا من انتحر ،
انتحر هوياتيّا و ثقافيّا !
رغم المساوئ في الجيل السابق الذي لم يحافظ على ارث خلده اجدادنا الذين حاربوا على ارض قابس كيوبا و تاكفاريناس و يغرتن …
كل امل و فرح عندما ارى عقول يانعة خصبة من تربة قابس أين تربى الإنسان القبصي
و نثر زرعه في كل ارجاء افريقيّا … سوف تصير قابس تكابس يوما ما !


المصدر : مواقع ألكترونية