الكتابة اشرف المهن واعلاها مقاماً
الكتابة اشرف المهن واعلاها مقاماً 1-761
اثبتت التنقيبات الاثرية بأن حكام مدينة اوما في الالف الثالث قبل الميلاد اي في عصر فجر السلالات السومرية ، كانوا وقبل ان يتسلموا مناصبهم الجديدة يعملون بصفة كتبة ، وهو تقليد فريد من نوعه يعكس علو منزلة الكاتب عند ابناء بلاد الرافدين.
الكاتب السومري دودو اول كاتب في التأريخ 2400 ق.م
تعتبر الكتابة من اشرف المهن واعلاها مقاماً لما لها من اهمية في حياة الامم والشعوب بشكل عام ولتأثيرها الروحي على الانسان بشكل خاص تلك الكتابات الادبية التي تحاكي الوجدان ,لذلك كانت الكتابة وما زالت دليلا من دلائل المعرفة لدى الانسان ، فالانسان المتعلم يجب ان يتقن الكتابة لانها مفتاح العلم ,وليس غريبا ان يتمتع الكاتب بمكانة اجتماعية مرموقة ٍ في بلد عرف عنه بأنه مبتكر الكتابة فبلاد الرافدين
بالاضافة لذلك ، لُقب بعض الحكام بألقاب الكاتب ، مثلا حاكم مدينة أشنونا اشو-ايليا من سلالة اور الثالثة بحدود (2028-2004) عام قبل الميلاد لُقب ب (توب سار) اي الكاتب.
مهد الكتابة الاولى فيها خطت اولى العبارات ومنها انتشرت الكتابة الى انحاء العالم القديم وكان خطها المسماري خطا عالمياً بامتياز ومثل هكذا بلد عرف قيمة الكتابة وماتعنيه لابد له ان يعطي للكاتب مكانة متميزة في المجتمع ومما يؤكد ذلك ان معظم الكتبة كانو من ابناء حكام المدن او موظفي المعبد او اولاد القادة العسكريين او اولاد الكهنة , وقد دفعت المكانة العظيمة التي تتمتع بها الكاتب في بلاد الرافدين القديمة بعض الملوك والحكام بارسال ابنائهم الى الدراسة لمعرف اسرار الكتابة وامتهان هذه المهنة المحترمة ويعكس هذا التوجه مضامين عدد من النصوص التي اكتشفت في تنقيبات مدينة اوما الاثرية اذا تبين من خلال دراسة تلك النصوص ان حكام مدينة اوما فيعصر فجر السلالا ت السومرية 2800-2600 ق.م كانوا يعملون بصفة كتبة قبل ان يتسلموا مناصبهم الجديدة وهو تقليد فريد من نوعه عكس علو منزلة الكاتب .
وفي العصر الآشوري الحديث ، كان الكاتب هو الشخص الثالث في اي تنظيم اداري للدولة او القصر او المعبد.


••••••••••••••••••••••••••••••
المصدر: Partners of destiny/babylon the gate of gods,creative women in Iraqi civilizations_Lutfia Al-Dulaimi