« ابن عم الأرض »
« ابن عم الأرض » 1--1536
هل تعلمون ان هناك كوكب تتوقر فيه ظروف الحياة
في 23 يوليو 2015، أعلن العلماء في وكالة ناسا اكتشافًا مثيرًا عبر مهمة تلسكوب كيبلر الفضائي، الذي تم إطلاقه خصيصًا للبحث عن الكواكب الخارجية. كان هذا الاكتشاف هو كوكب كيبلر-452b، الذي أصبح يُعرف بـ"ابن عم الأرض" نظراً لوجوده في المنطقة الصالحة للسكن حول نجمه ولتشابهه الكبير مع كوكبنا
بدأت القصة في مارس 2009، عندما أطلقت ناسا تلسكوب كيبلر، الذي تم تصميمه للبحث عن الكواكب الخارجية باستخدام تقنية "الترانزيت". هذه التقنية تعتمد على مراقبة الانخفاضات الطفيفة في سطوع النجوم، والتي تحدث عندما يمر كوكب أمام نجمه من منظور الأرض. هذا التلسكوب الفريد من نوعه كان لديه مهمة طموحة: اكتشاف كواكب شبيهة بالأرض في مناطق قابلة للحياة.
بعد سنوات من جمع البيانات وتحليلها، اكتشف فريق كيبلر كوكبًا مثيرًا للاهتمام. الكوكب الجديد الذي تم اكتشافه، كيبلر-452b، كان يدور حول نجم يشبه الشمس يسمى كيبلر-452. ما جعل هذا الكوكب مميزًا هو موقعه في المنطقة الصالحة للسكن، وهي المنطقة التي يمكن أن توجد فيها المياه السائلة، وبالتالي تكون الظروف مواتية لوجود الحياة
« ابن عم الأرض » 14-70
كان كيبلر-452b أكبر بحوالي 60% من الأرض، مما يجعله "أرضًا فائقة". كان يدور حول نجمه في مدار يستغرق 385 يومًا، وهو مشابه بشكل ملحوظ للعام الأرضي. هذا يعني أن كيبلر-452b يتلقى تقريبًا نفس كمية الطاقة من نجمه كما تتلقاها الأرض من الشمس، مما يعزز إمكانية وجود بيئة مناسبة للحياة
أثار هذا الاكتشاف حماس العلماء والجمهور على حد سواء. الكوكب كيبلر-452b يمثل خطوة مهمة نحو فهمنا للكون وإمكانية وجود كواكب أخرى قد تدعم الحياة. بينما لم يتم التأكد بعد من وجود حياة على هذا الكوكب، إلا أن اكتشافه يعتبر علامة فارقة في البحث عن الكواكب الخارجية.
رغم حماس العلماء، تبقى هناك تحديات كبيرة. فالمسافة البعيدة بين الأرض وكيبلر-452b، التي تقدر بحوالي 1400 سنة ضوئية، تجعل من الصعب دراسة هذا الكوكب بشكل مفصل. التلسكوبات المستقبلية، مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، قد تقدم المزيد من المعلومات حول تركيب غلافه الجوي والظروف السائدة على سطح

إن قصة كيبلر-452b هي قصة الطموح البشري والاستكشاف العلمي. إنها تذكرنا بأننا في بداية رحلة طويلة نحو فهم مكاننا في الكون. كيبلر-452b ليس مجرد كوكب، بل هو رمز للأمل في العثور على كواكب أخرى قد تكون موطنًا للحياة. هذا الاكتشاف يشجع العلماء على مواصلة البحث والسعي لفهم الكون الواسع والمثير.


المصدر:مواقع ألكترونية