العاشقان علي ونينو
تمثال جورجيا هو تمثيل لشاب يدعي علي، وفتاة تسمى نينو. العاشقين قد فرقهما المكان، وكل منهما كان عاشقًا للآخر. وفي هذه الأسطر نذكر قصة التمثال، وقصة مصممه.
إنه تمثال الحب الذي خلد قصة العشق بين مسلم أذربيجاني، وأميرة جورجية. هذا التمثال يعد تحفة فنية استمدت روعتها من القصة الحقيقة التي دارت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية بين علي ونينو.
ولسوء الحظ لم تكتمل قصة العشق تلك كعادة قصص العشق. ولكن هذه القصة فريدة إذ انتهت بموت علي بقصف جوي لمنزله.
هنا سنتعرف على قصة تمثال جورجيا المعدني، وقصة علي ونينو، والمصممة التي صنعت التمثال لتحظى بالاستمتاع عند رؤية هذه التحفة أمام عينيك.
علي ونينو
ظهرت قصة علي ونينو للمرة الأولى عندما ابتكرها المؤلف اليهودي ليف نوسيمباوم الذي اتخذ من اسم قربان سعيد ستارًا لنشر أعماله في فترة الحكم النازي لألمانيا.
تدور أحداث الرواية في الفترة بين عامي 1918 - 1920 وهي فترة أعقبت تبعات الحرب العالمية الأولى والتي كان الحكم الأوروبي مسيطرًا على الدول الشرقية، والتي كانت منها أذربيجان بلد علي.
في القصة تصور لعاصمة أذربيجان "باكو" رائعة، والتي كان يسكنها علي التلميذ الذي يعيش حياة مرفهة مع عائلته الأرستقراطية.
مع مرور الأيام يقع علي في حب فتاة جورجية ذات ثقافة، وطابع أوروبي مسيحي، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين العاشقين إلا أن الحب وفق بينهما، وأتت الحرب مرة أخرى لتفرق بينهما بموت علي في غارة جوية.
تمثال جورجيا المتحرك
يمثل تمثال جورجيا اللوحة الفنية التي خلدت قصة الحب التي انتشرت للغاية بعد أن ترجمت رواية قربان إلى ما يقرب من 30 لغة عالمية، وطبعت بما يقرب من 100 طبعة.
التمثال فريد للغاية إذ يتحرك ويجتمع كل 10 دقائق في حركة تدل على الواقع الذي عاشه كل من علي، ونينو من تفرق، ثم اجتماع، ثم تفرق.
إنه قطعة فنية رائعة يمكنك الاستمتاع برؤيتها عند شروق الشمس، وعند وقت المغيب كذلك حيث يكون شعاع الشمس ساقطًا على تمثال جورجيا في مشهد لطيف، وعاطفي.
مكان تمثال جورجيا
باتومي هي الدرة التي تتباهى بها جورجيا. هذه المدينة بها الكثير من المعامل السياحية الرائعة التي تخطف الأنفس، والأنظار.
فمن حديقة باتومي الخضراء، وشارع باتومي المليئ بالمعالم السياحية، والسوق الذراعي، وساحل البحر الأسود الذي يقع علي ضفافه تمثال جورجيا الأشهر.
باتومي هي المدينة التي يتواجد بها تمثال علي ونينو، وهي واحدة من أهم المدن التي لا بد من التوجه إليها عند زيارة جورجيا لما بها من المزارات السياحية، ولما تتمتع به من أجواء تضم العديد من الثقافات المختلفة كالإسلامية، والمسيحية، والأوروبية، والروسية.
مصممة تمثال جورجيا
في العام 2010 ظهر تمثال جورجيا للمرة الأولى حيث اعتنت بتصميمه الفنانة التشكيلية تماراكفيسيتادز Tamara Kvesitadze .
التمثال الضخم ألهمت قصة الحب بين علي ونينو تمارا على صنعه من قطع معدنية على هيئة مجسمين شفافين يتحرك كل منهما في الساعة الـ 7 مساءً باتجاه بعضهما البعض، وفي النهاية يندمجان بدون أن يتصلان للأسف.
هذه الحركة الرائع تأخذ ما يقرب من 10 دقائق في مظهر فني جذاب قد أضيئت فيها الأجزاء الشفافة بألوان زاهية تمنح العاشقين حياة أكثر، وتألق بدلاً من مظهر المعدن الصامت.
لقد مثلت رواية علي ونينو، وإن كانت قصة تخيلية لدى سكان جورجيا العمل الأدبي الذين يحتفلون به، ويرفعون من قدره للغاية حتى اعتبرت الرواية الوطنية الأولى بجورجيا.
تمثال جورجيا هو كذلك تحفة لا يمكنك زيارة جورجيا بدون رؤيتها، والآن كيف ترى أنت قصة علي، ونينو؟
المصدر: مواقع ألكترونية