هكذا فرض الموحدون رفع الأذان بالأمازيغية..
︎ تختلف المعطيات التي تقدمها المصادر عن اللغة الأمازيغية خلال العصر الموحدي اختلافاً واضحاً عن العصور الأخرى... فالسلطة الموحدية.. ما إن استتب لها الأمر حتى عمدوا إلى إجراء إصلاحات أكثر جرأةً فيما يخص المسألة اللغوية.. ومن أبرز هذه الإصلاحات إضفاء الطابع الرسمي والمؤسساتي على اللغة الأمازيغية...
︎ رأينا في المقال السابق أن جميع الأنشطة الرسمية.. السياسية والعسكرية التي كانت تجري في سائر أرض المغرب والأندلس كانت تتم باللسان الغربي [ اللغة الأمازيغية المصمودية ] مع حضور الترجمان لنقل المعاني إلى الأندلسيين الذين كانوا لا يتكلمون سوى العربية.. لكن ماذا عن الجانب الديني؟
︎ من العناية التي خص بها الموحدون لغتهم الأم هو فرض التدريس بها في المساجد و المدارس.. وإقامة خطبة الجمعة بها.. وهذه السياسة لم تكن من فراغ بل تم تطبيقها لأن السلطة الموحدية كانت واعية بالمستوى المتدني للعربية لدى الأمازيغ..
︎ من أوجه هذه العناية أيضا هو إحداث نداء للصلاة باللغة الأمازيغية.. كان يُرفع مباشرة بعد الأذان المعتاد بالعربية.. ويروي الشاطبي الغرناطي في كتابه "الإعتصام" أنه كان يسمى "تصاليت الإسلام".. وأيضا إضافة مقاطع أخرى للأذان العربي كوجوه تندرج ضمن حكم التثويب منها: "قيام تصاليت" و "سودرتن" و "تاردي" و غيرها الكثير....كلها كانت تستعمل للنداء للصلاة...
︎ والأكثر إثارة هي الصمود القوي الذي أبانت عنه هذه الإصلاحات الموحدية.. فالشاطبي الغرناطي الذي عاش في القرن 14 ميلادي يذكر أنه شهد بنفسه تطبيق هذه الشرائع في مسجد غرناطة بالأندلس في حياته..
︎ يبدو إذن أن هذه السياسة اللغوية الإصلاحية ظلت نتائجها صامدة حتى بعد سقوط دولة الموحدين على يد بني مرين.. وشملت جميع الأراضي التي حكمها الموحدون بما فيها الأندلس.. وباعتبار أن دعوة ابن تومرت انطلقت بشكل علني سنة 1120م ميلادية... والتي دشنها بتشريع تعاليمه بين تلاميذه وفي موطنه إكيليز ببلاد هرغة...
يمكن أن نستنتج أن الأذان باللغة الأمازيغية كان يرفع في سائر بلاد المغرب والأندلس لمدة تقارب 3 قرون!
︎ المصادر والإحالات وفق الترقيم المعتمد بالتعليق الأول!
المصدر : مواقع ألكترونية