الأسكندر الأكبر( المقدونى )اعظم الفاتحين فى التاريخ
رحلة عبر الزمن (طيبة التى حكمت العالم ) منشور رقم ( 50 ) من تاريخ مصر القديم
الأسكندر الأكبر( المقدونى )اعظم الفاتحين فى التاريخ وعلاقته بذى القرنين (336) ق.م
هو الإسكندر المقدوني، , قاهر امبراطورية الفرس وواحد من أذكى و أعظم القادة الحربيين على مر العصور. ولد في ( بيلا ), العاصمة القديمة لمقدونيا. والده فليب الثاني ملك مقدونيا وامه أوليمبياس أميرة ايبروس. درس الفلسفة على الفيلسوف أرسطوطاليس الذى. دربه تدريبا شاملا على فنون الخطابة والادب و الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.في صيف (336) ق م أغتيل الملك فيليب فاعتلى العرش ابنه الإسكندر ووجد نفسه محاطا بالأعداء من حوله من كل جانب ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج.
بدأ التخلص من المتآمرين وأعدائه من الداخل بالحكم عليهم بالاعدام. ثم انتقل الى ثيساليا واستعاد الحكم على مقدونيا.و أعاد تأسيس موقعه في اليونان باختيار الكونغرس له , كان يصاحب اباه فى غزواته وكانوا يخططان لحملة ضد الفرس وبعد وفاة والده تولى حملة ناجحة و سحق كل الذين كانوا يهددون أمنه من المتمردين بالداخل وعمل على توحيدهم تحت لوائه.,
و بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس فى ربيع عام 334 ق م بجيش تعداده 35,000 مقدوني وضابطا., منهم انتيجواس الاول وبطليموس الأول وسليقوس الاول، عند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة, قابل جيش من الفرس فالحق بجيش الفرس هزيمة شنعاء خسر الجيش المقدوني فيها 110 مقاتلا.
وبعد هذه الحرب الضارية أصبح الإسكندر مسيطرا على كل ولايات آسيا.و استمر فى تقدمه جنوبا فواجه جيش الفرس الاول الذي قاده الملك داريوس الثالث في أسوس شمال شرق سوريا عام 333 ق م انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوس هزيمة نكراء, فر داريوس شمالا تاركا أمه وزوجته وأولاده حيث عاملهم الإسكندر معاملة جيدة قريبة لمعاملة الملوك، وفق ما تروي الروايات.وفتح مدينة صور بعد حصار دام سبعة أشهر في عام واحتل غزة ثم توجه الى مصر حيث استقبله السكان كمنقذ, وبهذا النجاح أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 ق م على رأس نهر النيل اسس مدينة الاسكندرية المعروفة الآن التي غدت عاصمة علمية وادبية وتجارية للثقافة اليونانية.
في ربيع عام 331 ق م حج الإسكندر الى المعبد العظيم وسيط الوحي آلهة الشمس (آمون) الذي هو (زيوس) عند اليونان, و جعله نفسه ابناً للآله لاعتقاده بأن أصوله الـهية، أعاد ترتيب قواته في صور عابرا نهري دجلة والفرات، فقابل داريوس بجيش يقارب المليون مقاتل وهذا الرقم مبالغ فيه في الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش وهزمه هزيمة ساحقة في معركة (كاوكاميلا) في اكتوبر عام 331 ق م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في (أسيوس).
أما داريوس فقد قتله حراسه عندما كان بطريقه إلى مدينة همدان هاربا من جيوش الإسكندر التي كانت تلاحقه. حوصرت مدينة بابل في بلاد الرافدين بعد معركة (كاوكاميلا) وأحتل مدينة سوسا ذات الكنوز الهائلة, وبعد ذلك وفي نصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر الى (بيرسبوليس) عاصمة الفرس. فاحتلها فنهب الثروات الملكية وأخذ الغنائم ثم حرق المدينة خلال حفلة شرب الخمر.
بهذا الانتصار أصبحت سيطرة الإسكندر تمتد الى خلف الشواطيء الجنوبية من بحر الكاسبيان الى أفغانستان وبلوشستان وشمالا من باكتريا وسوقديانا غرب تركستان التي تعرف بآسيا الوسطى. استغرقت حملة الإسكندر 3 سنوات من ربيع 337 ق م الى ربيع 330 ق م احتل هذه الممالك المتعددة.
باكمال سيطرته على بقايا الامبراطورية الفارسية وصل جزءاً من غرب الهند, عبر نهر الاندوس في عام 326 ق م محتلا بذلك البنجاب الهندية.
في هذه المرحلة تعب المقدونيين فثاروا عليه رافضين الاستمرار معه فتولى بناء جيش آخر ثم أبحر الى الخليج العربي ثم عاد برا عبر صحراء ميديا وبنقص الطعام والشراب خسر عددا من قواته هناك. مضى في خططه فسيطر على منطقة الخليج العربي للاستعداد لهجوم محتمل. وصل الإسكندر (بابل) في ربيع 323 ق م و في شهر تموز أصيب بحمى شديدة مات على أثرها فى قصر نبوخذ نصر تاركا امبراطورية عظيمة واسعة و مخلفا صراعات شديدة بين ضباطه ., كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث كان تكتكتيكيا بارعا وقائد قوات عبقري بدليل قدرته على احتلال كل تلك المساحات الواسعة لفترة قصيرة. كان شجاعا سخيا لكنه كان شديدا صلبا في السياسة. كان مدمنا للكحول اذ يقال أنه قتل أقرب أصدقائه كليتوس في حفلة شرب لكنه ندم بعدئذ ندما عظيما على ما فعله بصديقه الودود. وصف المؤرخون الإسكندر بأنه كان ذا حكمة يسعى لبناء حكم قائم على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في امبراطورية واحدة .
درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه، وتبنى بنفسه عادات وتقاليد الفرس فتزوج شرقيات منهن روكسانا ابنة اخ داريوس وأنجبت ابنه الوحيد الاسكندر الرابع و كانت حاملا فيه عندما توفى الاسكندر، وشجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج بالفارسيات..
أهم ما انجزه اثر دخوله مصر تاسيس مدينة الإسكندرية وغيير من معالمها تغييرا جذريا حيث كانت مكانا استراتيجيا مهما على البحر الاببض المتوسط، ومن ثم عسكريا وتجاريا كما انها تتمتع بوفرة المياه على النيل حيث توارد عليها في عهده التجار وطلاب المعرفة والعلماء وجميع الفئات وبهذه الإنجازات أصبحت اللغة اليونانية واسعة الإنتشار ومسيطرة على لغات العالم. وتوفى الاسكندر بعدما اصيب بحمى شديدة ., وهناك رواية على أنه مات مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذى كان يثق فيه ثقة عمياء ويبدو أن المحيطين به كانوا يتأمرون عليه نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه طلب من الاغريق تأليهه اواخر ايامه وكان يحتسى الخمر دائما .و اهم ماخلفه هو قائده بطليموس الاول احد ضباطه والذى تولى حكم مصر بعد وفاته وأنشا مكتبة الاسكندرية وصرف اموال هائلة عليها وجمع المخطوطات القديمة والبرديات وتماثيل قديمة تعود لعصور مختلفة وكانت المكتبة فى ذلك العهد تحفة فريدة وضمت حوالى 700 الف بردية بالاضافة لأعمال الشاعران هوميروس وارسطوطاليس .وصارت لشخصية الاسكندر الأكبر لدى جميع الشعوب حكايات واساطير ., حتى ان بعض من المفسرين يعتقدوا بأن الاسكندر المقدوني هو نفسه ذى القرنين المذكور بالقران الكريم .
المصدر : مواقع إلكترونية