صراع الملك وابنه
في سنة 1340، تزوج أمير البرتغال (بيدرو) من أميرة قشتالة (كونستانس) من أجل تدعيم أواصر العلاقات الطيبة بين البلدين.
لسوء الحظ، لم تحظ الأميرة (كونستانس) باهتمام زوجها، بل كان ذلك من نصيب وصيفتها وخادمتها (إنيسيا دي كاسترو). حظي (بيدرو) و(إنيسيا) بعلاقة غير شرعية طويلة، التي أسفر عنها ميلاد ثلاثة أبناء.
لم يقم الثنائي أبدا بإخفاء علاقتهما عن الجميع، وتسبب الأمر في فضيحة في البلاط الملكي البرتغالي.
قام على إثر ذلك الملك (ألفونسو) والد الأمير (بيدرو) بنفي (إنيسيا) إلى دير بعيد، غير أن هذا لم يمنع الأمير العاشق الولهان من رؤيتها سرا.
عندما توفيت زوجته الأميرة (كونستانس) في سنة 1345، جعل (بيدرو) من (إنيسيا دي كاسترو) مركز ومحور حياته.
على مدى عشرة سنوات، عاش (بيدرو) و(إنيسيا) مع بعضهما البعض مثل زوج وزوجة. رفض الملك (ألفونسو) أن يأذن لهما بالزواج، بل ذهب إلى أبعد من ذلك أن حاول أن يدبر لابنه الأمير زواجا ملكيا، غير أن هذا الأخير ظل يرفض في كل مرة.
أدرك الملك (ألفونسو) أن (بيدرو) لن يتخلى عن عشيقته، فأمر قتلة مأجورين بأن يغتالوها.
عندما عثر عليها القتلة، فصلوا رأسها عن جسدها أمام واحد من أبنائها، فأعلن (بيدرو) انتهاج الحرب على والده الملك (ألفونسو)، غير أن النصر لم يكن حليفاً لأي منهما. عندما اعتلى (بيدرو) العرش في سنة 1357، قام بتنفيذ عملية انتقامه، فحاكم وأعدم قتلة (إنيسيا) من خلال اجتثاث قلوبهم وهم أحياء.
وأخرج جثتها من القبر ووضعها على العرش وأمر بمبايعتها كملكة من قبل كل النبلاء وذلك عبر تقبيل يد الجثة.
المصدر : مواقع إلكترونية