بطليموس الأول مؤسس دولة ا لبطالما فى مصر
بطليموس الأول مؤسس دولة ا لبطالما   فى  مصر   0--25
رحلة عبر الزمن (طيبة التى حكمت العالم ) منشور رقم (51) من تاريخ مصر القديم
نبذة عن بطليموس الأول ( سوتير " المنقذ " ) مؤسس دولة ا لبطالما فى مصر
____________________________________
بعد وفاة الاسكندر فى بابل اندلعت صدامات دموية بين قواده للسيطرة على مملكته الشاسعة فكانت مصر من نصيب بطلميوس ، وسوريا من نصيب سلوقس وما تبقى من آسيا الصغرى من نصيب أنتيجونوس وكانت مقدونيا من نصيب القائد أنتيباتروس ، وتراقيا من نصيب القائد لوسيماخوس. ويعتبر المؤرخين أن
بطليموس الأول ( سوتير ) ( المنقذ ) وهو مؤسس أسرة البطالمة . تربى في قصر فيليب الثاني مع فتيان القصر مما يؤيد أنه كان سليل أحد الأسر النبيلة ، ويفسر ما نشأ بينه وبين الإسكندر من صداقة . و بطلميوس قد ظاهر الإسكندر في النزاع الذي نشب بينه وبين أبيه ، وإذا كان ذلك قد أثار عليه نقمة فيليب الثاني فإنه أكسبه عرفان الإسكندر وتقديره فجعله من المقربين إليه .
و كان بطلميوس يكبر الإسكندر في السن بأكثر من عشر سنوات ، إذ كان يبلغ حوالي الثالثة والثلاثين عندما بدأت حرب الإسكندر الأكبر ضد الفرس ، وحوالي الرابعة والأربعين عندما أقيم واليا على مصر . و سبر بطلميوس غور الحروب في ميادين شتى ، إذ أنه من المحتمل جدا أن عرفته ساحات بلاد الإغريق وضفاف الطونة ، في أثناء الحملات التي قام بها الإسكندر في أوربا لوضع الأمور في نصابها قبل أن يهاجم الفرس . وزاع صيته عام 331 ق.م عند الاستيلاء على الممر الفارسي المنيع ، الذي يعرف باسم "الأبواب الفارسية" حيث كان يقود قوة تتألف من 3000 محارب ، وهي قوة هامة في جيش قوامه 30.000 رجل تقريبًا .
وفي خريف عام 330 ق.م رقي إلى هيئة السبعة ، التي كانت تحيط بالإسكندر وتؤلف حرسه الخاص ومجلسه الأعلى ، ومنذ ذلك الوقت عهد إليه بمهام خطيرة ، أظهر في مضمارها حزما نادرا، وفي أزماتها هدوءا غير عادي ، وفي مواقفها شجاعة جديرة بالإسكندر نفسه . ويبدو لنا أنه قد كان لبطلميوس دائما مكانة سامية في نفوس الجنود ، فقد كانوا يبادلونه الحب والاحترام ، ويحسون فيه ما أحسوه في أنفسهم من التمسك الشديد بالتقاليد المقدونية وراء العادات الجديدة التي طغت على الإسكندر وبعض رفاقه في أثناء الفتوحات الأسيوية . حقا لقد كان بطليموس وفيا ومطيعا لمليكه إلى أقصى حدود الوفاء والطاعة ، لكنه لم يذعن على الإطلاق إلى الدافع الذي استهوى الإسكندر نحو الشرقيين .
وإذا كان بطلميوس قد صدع للأمر الملكي وتزوج ارتاقاما ابنة الوالي الفارسي عندما تزوج الإسكندر نفسه في ربيع 324 ق.م من ريكسانا ابنة دارا الثالث ، وأمر ثمانين من رفاقه باتخاذ زوجات فارسيات ، ، فإن أعمال هذا العاهل تتكشف عن عبقرية سياسية ذات دهاء وصبر وحزم و كانت تلذ لبطلميوس صحبة العلماء والأدباء ، وكان قد فطن إلى أنه بقدر ما كانت القوة ضرورية للذود عن حياض دولته كانت رعاية العلم والفن أنجح وسيلة تكسبه وسلالته المجد والخلود ، فإنه أخذ يدعو إلى الإسكندرية الكثيرين من شعراء الإغريق وأدبائهم وفلاسفتهم وقنانيهم ، وكان في طليعة ضيوفه دمتريوس الفليرى، ويحتمل أنه هو الذي أوحى إلى بطلميوس بإنشاء دار العلم والمكتبة .

وكانت تلذ له أيضا مخالطة النساء ، فقد كانت له حظيات كثيرات لعل أشهرهن كانت سيدة أثينية تدعى تاييس وحوالي عام 322 ق.م عقد بطلميوس مصاهرة سياسية مع القائد الكبير أنتيباتروس بزواجه من يوروديقي ، أبنة هذا القائد ، وأنجبت هذه السيدة لبطلميوس ابنتين وابنين على الأقل ، ويرجح أن أكبر هذين الابنين هو الذي لقب فيما بعد باسم قراونوس الصاعقة. و تزوج بطلميوس للمرة الثالثة وإنما بدافع الحب من برنيقي، وكانت سيدة مقدونيا أتت إلى مصر في حاشية يوروديقي وسبق لها أن تزوجت وأنجبت من زوجها الأول ثلاثة أولاد ، وقد أنجبت برنيقي من بطليموس طفلين ، هما أرسينوي وبطلميوس ، الذي أصبح فيما بعد بطلميوس الثاني .
ولم تكن لبطلميوس الأول ، قبل زواجه الثالث ، زوجات شرعيات في مصر عداها, و عندما حط بطليموس رحاله في مصر تزوج سيدة مصرية كى يقتفى أثر فراعنة مصر القدماء الذين أسسوا أسر جديدة بالزواج من سيدة وطنية يتصل أصلها بملوك البلاد الأصليين ، وذلك ليصبغ حكمه بصبغة شرعية في نظر المصريين ،


المصدر : مواقع إلكترونية