حرب تاكفاريناس النوميدي
حرب تاكفاريناس النوميدي Sans_207
( ترجمة من الإيطاليّة إلى العربية لفصل من كتاب " Studi Romani e Bizantini (دراسات رومانية وبيزنطية)" بعنوان : Tacfarinata للمؤرّخ الإيطالي : لويجي كانتاريلّي Luigi Cantarelli، سنة 1915. )
ترجمه من الإيطالية: محمّد وليد ڨرين
http://www.inumiden.com/ar/تاكفاريناس/
لم يتوقف الرومان أبدا عن القتال في إفريقيا بسبب غارات وثورات البربر[1] المتكرّرة. وأعنف وأطول تمرّد، الذي يمكن أن يسمّى حربا حقيقية، هو ذلك الذي اندلع في أولى سنوات حكم الامبراطور تيبريوس Tiberius والذي نقله تاكيتوس[2] Tacitus وسرده بطريقة رائعة[3]. ويعتبر تاكيتوس المصدر الوحيد في سرد أحداث تلك الحرب.
تسمّى الحرب بـحرب تاكفاريناس، رجل نوميدي[4] هرب من الجيش الروماني الذي خدم فيه كمساعد وعيّن نفسه قائدا على مجموعة من الصعاليك[5]. في البداية قاد تاكفاريناس مجموعته إلى مختلف المناطق  وقام بأعمال تخريبية ثم نظّم مجموعته عسكريا وشكّل فرقا نظامية من المشاة والفرسان[6]. سرعان ما كبر عدد قواته؛ انظمّ إليه الـموسيلامي[7]، القبيلة الرحّالة الكبرى التي كانت تقطن في المنطقة القريبة من جبال آوراس[8]، وبايعوه قائدا لهم، وهكذا جعلوا القبائل الـمورية[9] المجاروة لهم تنضمّ هي كذلك إلى القوّات المتمرّدة، رفقة سكان منطقة سرت الصغرى[10] Syrtis Minor. كان قائد تلك القبائل الـمورية محارب شجاع اسمه مازيبا Mazippa . كانت خطّة تاكفاريناس الحربية لامعة: كان القائد النوميدي يملك خيرة الجنود المسلّحين على الطريقة الرومانية والمتعوّدين على الحياة في المعسكرات، على النظام وعلى القيادة؛ أمّا مازيبا فقد كان يبث الخراب في الأراضي الرومانية وينشر الرعب في كل مكان يمر منه هو وفرقه الخفيفة. كان التمرّد قد أصبح خطيرا، بما أنه لم ينتشر فقط في جزء كبير من موريتانيا، وإنما انتقل إلى كل جنوب المحافظة الرومانية، مما كان يجعل كل تردّد روماني في قمع ذلك التمرّد أمرا خطيرا. ومن أجل قمع التمرّد قام الوالي فوريوس كاميلّوس  Furius Camillus، الذي كان حاكما على الولاية[11]، مرفقا بالفيلق الثالث آوغوستا Augusta والقوات التي أرسلها له يوبا الثاني، ملك موريتانيا، الذي وقف دائما خلال تلك الحرب إلى جانب الرومان، بالتقدم لمواجهة العدو. كان يبدو جيش الوالي حفنة من الرجال أمام جماهير من النوميديين ومن المور كان يجب محاربتهم، وكان الجنرال الروماني يخشى خاصة بأن يحاول المتمردون، بسبب الخوف، تجنّب القتال، وبالتالي إفشال الحرب عليهم وإمكانية الحاجة إلى التخطيط لها من جديد.
ولكن ما حدث هو العكس، بما أن قوات العدو قبلت القتال عندما رأت أن الرومان كانوا أقل عددا منها بكثير، راجية من خلال ذلك الانتصار في المعركة، ولكنها أخطأت في حسابها لأنّ كاميلّوس نجح في سحق النوميديين بوضع الفيلق وسط ساحة المعركة ونشر الميليشيات الخفيفة وكتيبتين من الفرسان المساعدين في الأجنحة، حسب التقليد الروماني في طريقة القتال. تسلّم كاميلّوس من الـسيناتوس (مجلس شيوخ روما) التشريف مكافأة على انتصاره.
هُزم تاكفاريناس ولكن شوكته لم تنكسر فاستجمع قواه في الصحراء التي كان قد التجأ إليها، وأشعل، شيئا فشيئا فتيل الحرب من جديد وغيّر خطته. عزم منذ البداية على تخريب البلاد، متجنّبا ثأر الرومان بسرعة تحركاته، ثم هدّم بلدات وجمع فيها غنائم كبرى، وفي النهاية قام بمحاصرة حصن صغير متواجد على نهر باجيدا Pagida الذي نجهل موقعه بالضبط والذي كانت تحرسه كتيبة رومانية.
أراد ديكريو Decrio، جندي شجاع وباسل، الذي كان يقود تلك الكتيبة[12]، أن يخوض معركة مع العدو في ميدان مكشوف، لأنه أحس بالإهانة عندما حاصره همجيون[13]، فشجع رجاله وخرج لمحاربة الأعداء ولكن الفرقة الرومانية انكسرت خلال الهجوم الأول. فاندفع ديكريو إلى الأمام وسط السهام وواجه الجنود الهاربين وشجب حاملي الرايات وأمر الجنود الرومان بأن يعطوا ظهرهم للهاربين وللمتلصّصين العصاة. ارتمى ديكريو على الأعداء وجسده مليء بالجروح وعينه مثقوبة وقاتل من دون توقف حتى سقط قتيلا لأنّ رجاله تركوه وحيدا.
ارتأى لوكيوس أبرونيوس[14] Lucius Apronius، الذي كان قد خلف فوريوس كاميلّوس في منصب حاكم ولاية افريقيا[15]، من المهم اللجوء إلى تدبير تأديبي كان ينفّذه الرومان القدماء في الحالات الطارئة، لكي لا يحطّ انتصار تاكفاريناس النسبي وهروب الفرقة الرومانية من ميدان المعركة معنويات جيش افريقيا.
كان ذلك التدبير يتمثل في قتل عدد معيّن من جنود الكتيبة وتم بالفعل قتل الجنود المعيّنين ضربا بالعصا. لقد كان ذلك التدبير الصارم ناجعا لدرجة أنّ مجموعة تتكون من 500 جندي قديم استطاعت أن تتغلب على فرق تاكفاريناس وتشتّتها.
كان تاكفاريناس قد تشجّع بعد انتصاره السهل على ضفاف نهر باجيدا فحاصر مدينة تالة[16].  خلال تلك المعركة برز إيلفيوس روفوس Helvius Rufus، جندي بسيط، لدرجة أن تشريفا مُنح له وهو تشريف يمنح عادة للّذين كانوا ينقذون مواطنا. سلّمه أبرونيوس الأعمدة ورمحا؛ ثم أعطى له الإمبراطور تيبيريوس التاج المدني. يلاحظ تاكيتوس أن ذلك الجندي تأسف من حاكم الولاية لأنّه لم يكن قد منحه التاج بنفسه، كما كان له الحق في ذلك، ولكن لم يغضب. على صعيد آخر، بما أنّ نوميديي تاكفاريناس كانوا مصابين بالذهول ولم يكونوا يرغبون في إعادة تجربة حصار المدن، رجع تاكفاريناس إلى خطته المفضّلة، ألا وهي شن الحرب في أماكن عديدة والهروب عندما يكون متابعا ثم العودة إلى الهجوم، مما جعله يسخر من الرومان الذين كانوا يتعبون من دون جدوى خلال متابعتهم إياه[17]. ولكن عندما انسحب نحو المناطق الساحلية الممتدة على طول جنوب تونس، أرغمته الغنيمة السمينة التي كان قد استولى عليها على التوقف وإقامة معسكر قار لكي يحمي الغنيمة؛ وهناك بعد أمر من الوالي، قام أبرونيوس كايْسيانوس Apronius Caesianus، الذي كان الابن المتبنّى للوالي وضابط خدمته كذلك (أمر محتمل) ، رفقة فرقة طائرة من الفرسان ، من كتائب متكونة من جنود مساعدين ومن أكثر الرجال مهارة في الفيالق[18]، بمفاجئة تاكفاريناس والتغلّب عليه في ميدان مكشوف مما أجبره على إيجاد مخبأ جديد في الصحراء رفقة رجاله النوميد. تحصّل الوالي بمناسبة ذلك الإنتصار تشريف النصر كما تحصّل على تمثال مزيّن بتاج[19]؛ إنّ الولد الذي لم يكن قد بلغ بعد العمر القانوني للتحصل على منصب في هيئة القضاء، تمّ تعيينه عضوا في السبتمفيري الـإيبولونس[20] ، وهم الرهبان الدينيون الأكبر شأنا في روما القديمة كانوا يترأسون المآدب المنظمة على شرف الآلهة.
من جهة أخرى لم يكن انتصار أبرونيوس كايسيانوس نهائيا بما أنّ تاكفاريناس كان قد أعاد تنظيم قوّاته في وسط افريقيا وكان يهدد الأراضي الرومانية بتوغّلات جديدة. فشرح تيبريوس للسيناتوس مدى أهمية تعيين على رأس ولاية افريقيا حاكما مختصا في الفن العسكري وقادر بدنيا على إنجاح حملة قوية ضد المتمرّدين، بما أنّ أبرونيوس كان قد فشل في مهمّته[21]. ترك السيناتوس للأمير مهمّة اختيار الحاكم الجديد، فقام الأمير بتعيين مرشحين اثنين ولام الآباء (أعضاء مجلس الشيوخ الروماني) بصفة غير مباشرة لأنهم كانوا يعوّلون عليه في كل شيء. كان المرشحان هما م. إيميليوس ليبيدوس Aemilius Lepĭdus  ويونيوس بليسوس الخامس Q. Iunius Blaesus؛ ولكن الأول لم يقبل المهمة الصعبة، في الظاهر لأسباب صحية ولعذر عائلي، ولكن في الحقيقة لأنّ ليبيدوس كان يعلم أن تيبيريوس كان يفضّل بليسوس لأنّه كان عمّ سييانوس [22]Seianus وبالفعل تمّ تعيين بليسوس. كان تاكفاريناس قد بلغ حدّا كبيرا من التعجرف لدرجة أنّه أرسل سفراء إلى الإمبراطور يطلب منه أراض له ولبني شعبه، وفي حالة الرفض سوف تنال روما حربا أبدية. إنّ طلب ذلك الهمجي الجموح، يلاحظ السيد كانيا[23] ، سلّط الضوء على الأسباب التي دفعت رحّالة الصحراء إلى الانتفاضة بفخر كبير وباستمرار ضد الإمبراطورية: لم يكن أولئك الرحّالة يقودون حربا في سبيل الاستقلال ولكن من أجل أن لا يتم إقصائهم من الهضاب الخصبة التي كان يمتلكها الرومان حيث كانت من عادتهم الظهور كل شهر في تلك الهضاب بحثا عن الطعام لهم ولجماعة جنودهم[24]. إنّ الشيء الذي أغضب تيبريوس أكثر من كل شيء آخر كان ملاحظته أنّ هاربا من الجيش الروماني وسارقا أراد أن يحسب نفسه خصما محترما؛ فضرب بازدراء عرض الحائط اقتراح تاكفاريناس الجريء وأمر بليسوس، الذي كان منذ نهاية جوان من سنة 21 ميلادي قد عيّن حاكما على الولاية الإفريقية[25]، بمنح الإعفاء لأولئك المتمرّدين الذي سيضعون السلاح وبالقبض على قائدهم مهما كلّفه الثمن. وهكذا تم الحصول على العديد من المتمرّدين وعندما رأى الوالي تاكفاريناس في حالة ضعف استعمل لمحاربته نفس مناهجه. بما أنّ المتمرّدين، أقل قوة من الرومان، ولكن أقوياء في التخريب والتدمير، كانوا يجرون هنا وهناك في مجموعات صغيرة، محتمين من الهجومات ومنظّمين كمائن، ارتأى بليسوس أنه من الضروري تقسيم جيشه إلى ثلاثة سرايا متنقّلة كانت مهمتها اتخاذ ثلاثة طرق مختلفة، على اليسار الفيلق التاسع إسبانا تحت قيادة ب.كورنيليوس لينتولوس سكيبيو[26] P. Cornelius Lentulus Scipio كان يحمي منطقة لبتيس الصغرى Leptis Minor (لمطة[27]) مستعدا بذلك لقطع الطريق أمام انسحاب الأعداء نحو منطقة الجَرْمَنْت[28]؛ على اليمين كان ابن بليسوس يغطي بقوات قوية مخارج الأوراس نحو قسنطينة؛ في الوسط كان المحافظ ذاته مع قلب الجيش، مرتكزين على ثيفست (تبسّة) كمركز العمليات القيادة العامة للفيلق الثالث آوغوستا، كان الرومان يتقدّمون وسط السريتان الأولتان ، منشئين حصونا وناشرين حرّاسا في المواضع المناسبة، بحيث لم يكن بمقدور الأعداء القيام بأية حركة من دون أن يجدوا الرومان أمامهم، بجناحهم وغالبا أيضا وراءه. وبهذا الشكل تم قتل أو سجن الكثير من المتمرّدين. حينها وسّع بليسوس نطاق عمليّاته وقسّم السرايا الثلاثة إلى عدّة مفرزات على رأس كل واحدة منها سينتوريون باسل ومخضرم؛ وبعد مرور الصيف استدعى الجيش في معسكرات الشتاء الموجودة في محافظته، متّبعا بذلك سلفه، لكن عندما وضع ميليشيات خفيفة وعملية في الصحراء استطاع مطاردة تاكفاريناس، الذي كان يظهر تارة في مكان معيّن وتارة أخرى في مكان آخر، كما استطاع القاء القبض على أخ تاكفاريناس واحتلال أراضي الـموسولام بشكل مستقر. لم يكن من الممكن اعتبار الحرب قد انتهت لأنّ تاكفاريناس لم يكن قد اعتقل ولكن تيبيريوس باعتباره أنّها كانت قد انتهت، سمح بأن تحيي الفيالق الوالي المظفّر بلقب إمبراطور وسمح لهذا الأخير أن يأتي إلى روما لكي يحصل على تشريفات الانتصار.[29]
يقول تاكيتوس[30] إنّ جنرالاتنا، عندما كانوا يعتبرون أنهم قاموا بما يكفي لاستحقاق تشريف الانتصار، كانوا يتركون العدو؛ كانت ثلاثة تماثيل قد شيّدت في روما (تمثال فوريوس كاميلّوس، ل. أبرونيوس ويونيوس بليسوس) إلّا أنّ تاكفاريناس كان لا يزال يزعزع إفريقيا. لدرجة أنّ الحظ كان يبدو دائما في صالح جرأة الأمازيغ المقدامة، بما أنّ الفيلق التاسع إسبانا تلقى أمرا من تيبريوس بالرجوع إلى معسكراته القديمة بمنطقة بانونيا ، سارع حاكم المحافظة الجديد ب. كورنيليوس دولابيلّا P. Cornelius Dolabella الذي خلف بليسوس[31] إلى إبقاء الفيلق بإفريقيا، لأنه كان يخشى منصب الحكم أكثر من خطر الحرب[32]. فحاول تاكفاريناس إلى استغلال ذلك الخطأ فنشر في كل مكان خبر مفاده أنّ الرومان كانوا منشغلين في حروب أخرى وأنّهم كانوا يغادرون إفريقيا تدريجيا وبالتالي فسيكون من السهل القضاء على بقايا الرومان بفضل ضربة جريئة، شرط أن يهاجم عليهم بقوّة الكثيرون ممّن يفضّلون الحرية على الرق[33][34]. لقد أحدث الخبر الزائف الأثر المنشود بما أنّ المور، بعد وفاة الملك يوبا، كانوا غاضبين على الإبن بطوليمايوس Ptolemaeus الذي كان قد ترك إدارة شؤون الدولة للعبيد المحرّرين، فانتفضوا وناصروا تاكفاريناس الذي كان قد التحق به من قبل فقراء ومشاغبي الولاية[35]. بالإضافة إلى ذلك كان ملك الجرمنت يرسل إلى تاكفاريناس عددا معتبرا من الميليشيات الخفيفة كتعزيزات. كان إذن شمال إفريقيا انطلاقا من أعمدة هيرقل إلى حتى منطقة سيرت العظمى Syrtis Maior في حالة ثورة شاملة من جديد[36]، ثورة كانت تبدو خطيرة جدا على الرومان. من جهة أخرى لم يتجرأ تاكفاريناس على كسر خطوط المواقع المحصنة، التي كان بليسوس قد شيّدها جنوب الولاية ونومديا، وركّز كل قواه في موريتانيا وحاصر مدينة توبوسكتو (تيكلات[37] حاليا) التي لا تزال أطلالها قائمة اليوم في واد ناساواث (واد ساهل حاليا[38]). كانت تلك المدينة في زمن آوغوستوس Augustus قد صارت مركزا لمستعمرة مشكّلة من قدامى جنود رومان كانوا ينتمون إلى الفيلق السابع، كما كانت محصّنة وتستطيع الدفاع عن نفسها لمدة طويلة ضد المتمرّدين، في انتظار يد عون دولابيلّا. عندما علم النوميديّون بتقدّم حاكم المحافظة مع عدد وفير من الجنود، عالمين أنه لم يكن بمقدورهم الصمود أمام اندفاع المشاة الرومان، سارعوا إلى إيقاف الحصار وعسكروا داخل قلعة اسمها آوزيا (سور الغزلان حاليا) هدموها وأحرقوها، واثقين أنّ الموقع الجيد للمكان المحاط  بغابات كبيرة تغلقه سيحميهم من أي مفاجئة. لم يهتم دولابيلّا في البداية بمطاردة العدة بل قام بتحصين المواقع الأكثر أهمية وكسر شوكة محاولة تمرد الموسولام بمعاقبة قادتهم واستدعى بطوليمايوس للالتحاق به مع من بقي له من جنود أوفياء، ثم شكّل أربعة سرايا من جيشه يترأس كل واحدة منها ليغاتوس[39] أو أطربون، في حين أنه كان يتولّى بنفسه مسؤولية القيادة العليا للعمليات وكان يرسل مجموعات من الجنود يقودها ضباط موريين لتخريب البلاد. عندما هيأ قواته على هذا النحو زحف حاكم الولاية بسرعة نحو آوزيا وانقض على الأعداء، الذين كانوا نائمين وغير مستعدّين للمعركة، واعتقلهم وذبحهم. عندما رأى تاكفاريناس حرسه يسقطون من حوله وابنه مسجونا والرومان الذين كانوا يحاصرونه من كل جهة، وعندما علم أنّ الحرب ستنتهي إن تم اعتقاله ألقى بنفسه وسط السهام لكي لا يقبض عليه الأعداء حيّا فلقى حينها حتفه المبرّر.
كانت الحرب هذه المرة قد طوت فعلا أوزارها فأرسل الجرمنت سفراء إلى روما لكي يعربوا عن خضوعهم واستسلامهم؛ من جهة أخرى منح السيناتوس للشاب بطوليمايوس، اتّباعا لعادة قديمة، هدايا ثمينة وعصا من العاج وسترة مزركشة بالألوان سلّمها له عضو من الـسيناتوس وحيّاه بلقب الملك وحليف وصديق الشعب الروماني. إلّا أنّ تشريف النصر لم يُسلّم لــدولابيلّا، الذي كان من بين كل حكام الولاية الذين حاربوا تاكفاريناس هو الوحيد من يستحقّ تسلّمها، ولكن لن يتعجّب الشخص الذي يعرف تاريخ عدم العرفان للإنسان. ينقل تاكيتوس[40] أنّ تيبريوس رفض تشريف النصر لـدولابيلّا احتراما لـسييانوس، خشية من أن يتم نسيان شهرة ابن أخيه بليسوس.
كانت حرب تاكفاريناس قد دامت سبع سنين (17-24 ميلادي) وكانت أشد صراع خاضه الرومان في إفريقيا بعد زمن يوغورثا: لم تكن تلك الحرب مجرّد تمرّد رحّالة نهّابين مثلما وصفها توتان[41] وإنّما كانت انتفاضة أهالي البلد الذين استجابوا لنداء ذلك القائد المقدام الذي أطلق عليه مومسن لقب أرمينيوس الإفريقي[42].
صدر هذا المقال لأوّل مرّة في مجلّة Atene e Roma (أثينا وروما)، سنة 1901.
[box type="info" align="" class="" width=""]صدر هذا المقال لأوّل مرّة في مجلّة Atene e Roma (أثينا وروما)، سنة 1901.[/box]
[box type="shadow" align="" class="" width=""]
نبذة عن حياة المؤرخ الإيطالي لويجي كانتاريلّي Luigi Cantarelli:
ولد سنة 1858 بأوديني Udine في إيطاليا.  تخرج من كلية الآداب بمدينة بيزا وروما. أستاذ في التاريخ بالمعهد التقني بروما Istituto Tecnico di Roma. ترك منصبه سنة 1884 ليشتغل كمراجع للتقارير البرلمانية لمجلس النواب الإيطالي وظل يعمل هناك حتى سنة 1920. نال منصب أستاذ محاضر في سنة 1886 ودرّس بحامعة روما بدءا من سنة 1906 مادة التاريخ والمؤسسات السياسية في الفترة المتأخرة للإمبراطورية الرومانية ثم درّس بعد الحرب العالمية الأولى تاريخ بيزنطة. انتسب إلى معهد علم الآثار الجرمانية ، إلى لجنة علم الآثار لبلدية روما وإلى أكاديمية لينتشيي الوطنية Accademia Nazionale dei Lincei، وهي أعرق أكاديمية علمية في العالم (أسست سنة 1603) وأرقى مؤسسة ثقافية إيطالية (كان عالم الفلك والفيلسوف والفيزيائي الإيطالي الكبير غاليليو غاليلي Galileo Galilei من بين أعضائها الأولين). كان كانتاريلّي يعتبر الألماني تييودور مومسن Theodor Mommsen قدوته في كتابة التاريخ ومثله الأعلى للمؤرخ. جدير بالذكر أنّ "الدارسات الرومانية والبيزنطية"  Studi Romani e Bizantini هي أبرز أعماله (يضم الكتاب مجموعة كبيرة من مقالاته ودراساته) ويعتبر المؤرخ من أكبر وأهم الدارسين الإيطاليين للحضارة البيزنطية. توفي في روما بتاريخ 2 أفريل 1931.
من إعداد المترجم - المصدر: موقع Treccani.it
[/box]
[box type="note" align="" class="" width=""]
الهوامش وملاحظات المترجم
[1]  یستعمل المؤرّخ لويجي كانتاريلّي مصطلح Berberi (البربر) لتسمية الأمازيغ (ملاحظة المترجم)
[2] تاكيتوس(58 ميلادي-120 ميلادي)  مؤرخ ورئيس قضاة روماني وحاكم ولاية آسيا الرومانية (القسم الغربي من تركيا حاليا) معروف في العصر القديم. من أكبر المؤرّخين الرومان اشتهر بأعماله البارزة الثلاث: التواريخ، جرمانيا والحوليات Annales التي يسرد في جزء منها حرب جيش روما الاستعمارية ضد تاكفاريناس وحركة المقاومة الكبرى التي أطلقها في شمال إفريقيا لتحرير المنطقة من ظلم الرومان واستغلالهم لثروات البلاد. اخترنا هنا إعادة كتابة اسم هذا المؤرخ الروماني كما يُنطق باللاتينية، على عكس الكتابة التي نجدها في الترجمات العربية الشائعة والتي تتبع النطق الانجليزي (تاسيتس أو تاسيتوس) (ملاحظة المترجم)
[3]  تاكيتوس، الحوليات، الكتاب الثاني، 52؛ الكتاب الثالث، 20-21؛ 32؛ 35؛ 73-74؛ الجزء الرابع، 23-24.
[4]  نسبة إلى النوميد وهو الاسم القديم لسكان الجزائر الأهليين والأصليّين. كانت نوميديا (بلاد النوميد) في عهد مملكة ماسنسن (ماسينيسا) تمتد من طبرقة شرقا (في تونس حاليا) حتى نهر الملوية غربا وشاع الاسم بهذا المعنى في المصادر اللاتينية منذ عهد ماسنسن. المصدر: فتيحة فرحاتي، نوميديا، منشورات أبيك، الجزائر، 2007.
[5]  يعيد هنا لويجي كانتاريلّي استعمال المصطلح الذي استخدمه تاكيتوس في وصف المقاومين النوميد في الكتاب الثاني من الحوليات، 52، Annales, II, 52 فيكتب ما يلي:
Eodem anno coeptum in Africa bellum, duce hostium Tacfarinate. is natione Numida, in castris Romanis auxiliaria stipendia meritus, mox desertor, vagos primum et latrociniis suetos ad praedam et raptus congregare, dein more militiae per vexilla et turmas componere, postremo non inconditae turbae sed Musulamiorum dux haberi
"في العام نفسه (17 ميلادي) اندلعت الحرب في أفريقيا ، تحت قيادة العدو تاكفاريناس، نوميدي المولد. كان قد خدم كجندي مساعد في الجيش الروماني ثم أصبح هاربا ، في البداية جمع من أجل السرقة والغنيمة فرقا من المتشرّدين المتعودين على الصعلكة ، تم عرف كيف ينظّمهم ويقسّمهم إلى فرق وفقا للعرف العسكري، و أخيرا أصبح جنرال الموسولام بعد أن كان قائد مغامرين".
يذكّرنا هذا الخطاب بخطاب السلطات الاستعمارية الفرنسية في وصفها المجاهدين أعضاء جيش التحرير الوطني الذين كانوا يكافحون بالسلاح من أجل تحرير الوطن. ألم تكن تصفهم بالإرهابيين، بجماعة من المخرّبين، من المتشردين؟! وقبل ذلك أو لم تصف المقاوم مسعود أوزلماظ في بلاد إيشاويّن والمقاوم أرزقي البشير في منطقة القبايل الكبرى ومقاومين آخرين في مناطق أخرى من الوطن بالصعاليك؟! إنّه ليس مجرد تشابه ناتج عن الصدفة. الصدفة لا توجد في التاريخ إنّما هو خطاب استعماري واحد لا يتغيّر بتغيّر الزمن وبتغيّر جنسية المستعمر. (ملاحظة وتعليق المترجم)
[6]  تاكيتوس، الحوليات، الكتاب الثاني، 52. Annales, II, 52
[7]  الموسولام Musulami اسم أُطلق في العصور القديمة على إتحاد من القبائل الشمال إفريقية كانت تقطن على الأرجح جنوب تبسّة ونوميديا (الأوراس الكبير) وولاية إفريقيا (تونس حاليا) . المصدر: الموسوعة الإيطالية، طبعة سنة 1934 Encilopedia Italiana,. ولكن يرى المؤرّخ الفرنسي توتان Toutain (1865-1961) أنّ الموسولام كانوا فرعا من النوميد وكانت أراضيهم تشمل الهضاب العليا شمال تبسّة ، وتمتدّ من  ضواحي قالمة وخميسة حتى ما وراء تالة (مدينة في ولاية القصرين، بتونس حاليا). أمّا الكاتب والمؤرخ الجزائري أحمد عكّاش (1962-2010) فيرى أنّ الموسولام كانوا يقطنون في ضواحي باتنة وفي كلّ منطقة جبال الأوراس، المصدر: Ahmed Akkache, Tacfarinas, Société Nationale d’édition et de diffusion, Alger, 1968. (ملاحظة المترجم)
[8]   Cagnat, l’Armée Romaine d’Afrique (2ème édition), p. 9-24 كانيا، الجيش الروماني في إفريقيا (الطبعة الثانية) ص.10 . روني كانيا René Cagnat (1852-1937) مؤرخ فرنسي مختص في تاريخ إفريقيا تحت حكم الرومان. (ملاحظة المترجم)
[9]  المور (باللاتينية Mauri)  في العصور القديمة كان اسما أطلقه اللاتينيون على سكان مملكة موريتانيا (منطقة شمال المغرب حاليا) ثم توسعت دلالته خلال الاحتلال الروماني لشمال إفريقيا لتعيّن سكان ولايتي موريتانيا القيصرية (عاصمتها القيصرية: شرشال حاليا وكانت تشمل وسط وغرب الجزائر) وموريتانيا الطنجية (نسبة إلى طنجة في المغرب حاليا) اللتان فبركهما النظام الاستعماري الروماني. قبل الاحتلال الروماني كان وسط وغرب الجزائر جزءا من نوميديا وسكانه هم في الأصل نوميد. المصدر: قاموس التاريخ، طبعة 2010  Dizionario di storia و"نوميديا، منشورات أبيك، الجزائر، 2007) . أصل اسم مور مشتق من المفرد اللاتيني ماوروس Maurus الذي يعني أسمر/أسمر داكن وهو بدوره مقترض من الإغريقية مافروس/ماوروس  μαύρος (mávros) الذي يعني داكن أو أسود. (ملاحظة المترجم)
[10]  منطقة خليج قابس، حاليا في تونس (ملاحظة المترجم). المصدر: الموسوعة الإيطالية، طبعة 1936 Encilopedia Italiana .
[11]  حول ولاية فوريوس كاميلّوس وخلفاءه الذين حاربوا تاكفاريناس أنظر كتاب Pallu de Lessert, Fastes des provinces africaines, 1, 100.  (بالو دي ليسير، روائع الولايات الإفريقية، 1، 100.)
[12]  كانت كل كتيبة (Cohorte باللاتينية)  رومانية تضم في صفوفها قرابة 400/600 جندي يقودها أطربون  Tribunus(رتبة ضابط سام في الجيش) سينتوريون  Centurio(قائد مائة جندي) أو بريفيكتوس Praefectus (رتبة ضابط سام في الجيش يهتم بالأمور اللوجستية). المصدر: الموسوعة الإيطالية، طبعة 1931  Enciclopedia Italiana. (ملاحظة المترجم)
[13]  يستخدم كانتاريلي في النسخة الأصلية مصطلح همج Barbari. كانت روما الاستعمارية تطلق هذا المصطلح العنصري على كل شعب غير خاضع لها أو يقاوم طمعها الاستعماري غيرة على استقلاله. يتخّذ هنا المؤرخ كانتاريلي موقفا عنصريا واضحا تجاه أجدادنا النوميد. (ملاحظة ونعليق المترجم)
[14]  تحصّل أبرونيوس على حكم إفريقيا في منتصف سنة 18 ميلادي. ذكره بالو دي ليسير Pallu de Lessert، 1، 102.
[15]  تونس حالیا (ملاحظة المترجم)
[16]  كانت توجد مدينتان تحملان اسم تالة في إفريقيا؛ ولكن يبدو أنّ مدينة تالة التي حاصرها تاكفاريناس كانت تقع في القرية التي تحمل اليوم نفس الإسم غير بعيد عن الحدود مع تونس. أنظر كانيا Cagnat، ص.13 وبالو دي ليسير  Pallu de Lessert، 1، 104. تعليق المترجم: يخطئ ل. كانتاريلي هنا في تحديد موقع قرية تالة الجغرافي، لأنّ تالة التي يتحدث عنها في هذا المقطع هي مدينة غرب تونس حاليا تقع غير بعيد عن حدود وطننا الجزائر وهي تابعة لولاية القصرين. أمّا التالة الثانية التي ذكرها كانتاريلي فهي مدينة قديمة اندثرت اليوم (لم يبق منها إلا أطلال) تقع بالقرب من قرية غمرة ببلدية المقارين على بعد 172 كلم شمال مدينة ورقلة. (تعليق المترجم)
[17]  يمكننا تشبيه هذه الخطة بحرب العصابات Guerrillas المستعملة في الحركات الوطنية التحررية ضد الاستعمار في العالم في القرن الماضي (في آسيا في الفيتنام وكوريا الشمالية ثم في قارتنا إفريقيا: في بلدنا الجزائر، في أنغولا، الموزمبيق، غينيا بيساو، زيمبابوي، ناميبيا) وهذا دليل على حنكة القائد الثوري تاكفاريناس ودهائه في قيادة العمليات العسكرية. (تعليق المترجم)
[18]  عند بداية سنة 20 ميلادي تم إرسال كتعزيزات عسكرية الفيلق التاسع إسبانا Hispana، الذي كان يعسكر من قبل في أرض بانونيا (يتكون من غرب المجر حاليا، من شمال كرواتيا ، من جزء سلوفينيا ومن إقليم بورغنلاند شرق النمسا) . دليل على ذلك مقاطع تاكيتوس (الحوليات. 3، 9: Piso…adsequitur legionem, quae e Pannonia in urbem, dein presidio Africae ducebatur ; ib. 3, 21 : velocissimos legionum addiderat) التي تطابق سنة 20 ميلادي.
[19]  تاكيتوس، الحوليات. الكتاب الرابع، 23.
[20]  إنّ هذا الخبر موثّق في لوحة عروضية شيّدها لوكيوس أبرونيوس في فينيري إيريتشينا Venere Ericina والتي احتفل فيها بالانتصار الذي كان قد حقّقه على النوميد. لم يبق للأسف من هذه اللوحة العروضية سوى ثلاثة قطع؛ أبرزها المؤرّخ مومسن Mommsen(C. X, 7527= Eph. Ep. II, 264) وأتمّها بوشلر Buechler(Carmina Epigraphica, II, 1525). أتت المقاطع كالآتي:
(L. Apronius L. F. Caesia) nus VII vir(epulo-| nu)m…Veneri Erucinae d(onum) d(ot).---(A)—A patre hic missus Libyae procon(sule) bella dum miscet Numidis, prosternitur imp(ius) hostis.---- (B)—Felicem gladium tibi qui sacramque dicavit | Aproni effigiem, ( miles bonus, o dea)| duxque hic idem fuit, hic i(usto certamin)e v(i)ctor, | praetextae positae causa pariterque re sumptae, | septemvir puer, han(c , genitor quam rite r)ogarat, | Caesar quam dedera(t, vestem tibi, sancta, rel iquit.----(C)—Divor(um… |mut(ua… | filius Aproni maio(r quam nomine factis, | Gaetulus gentes q(uod dedit ipse fugae, | effigiem cari genitor(is, diva locavit, |Aencadum alma paren(s, praemia iusta tibi, armaque quae gessit : scuto |per volnera fracto |quanta patet virtus, en(sis ab hoste rabet |caedibus attritus, conummatque (hasta tropaeum, qua cecidit fos(s) u (s) barba(rus ora ferox. | Quo nihil est utrique magis vener (abile signum. | Hoc tibi sacrarunt filius atq(e pater : , Caesaris effigiem posuit p(ar cura duorum. |Certarit pictas, su(mma in utroque fuit. (Carante) L. Apronio (L. l(iberto)) .
[21]  لم يكن الوالي أبرونيوس، بسبب الإهمال لأنّه كان نائما تحت أكاليل من ورود المجد، قد اتخذ الاحتياط اللازم لمنع رجوع تاكفاريناس من الصحراء. هذا ما يدلّ عليه كلام تاكيتوس (في الحوليات، الكتاب الرابع، 23 Ann..IV,)
[22]  (ولد سنة 20 ق.م وتوفي في حوالي سنة 31 م) كان المواطن الروماني المالك لأكبر قدر من النفوذ في فترة حكم الامبراطور تيبيريوس.
[23]  Armée, p. 18
[24]  تفسير غريب غرضه تقزيم تمرّد الأمازيغ سكان شمال إفريقا الأهليون . تفسير يتجاهل (عن قصد) الوازع التحرري للثورة على الاستعمار الروماني. (تعليق المترجم)
[25]  تم تمديد عهدته في بداية سنة 22 ميلادي. أنظر Pallu de Lessert, op.cit, I, 107 سبق ذكره.
[26]  Klebs, Prosopographia Imp. Romani, I, 457 (كليبس، وصف أعلام الإمبراطورية الرومانية)
[27]  مدينة لمطة، في تونس حاليا، في ولاية المنستير (ملاحظة المترجم)
[28]  الاسم القديم لسكان منطقة الفزّان وهم أمازيغ ، في ليبيا حاليا (ملاحظة المترجم).  كانت عاصمتهم مدينة جرمة الأثرية. المصدر: الموسوعة الإيطالية، طبعة 1932 Encilopedia Italiana .
[29]  يقول تاكيتوس (في الحوليات، الكتاب الثالث،  Ann.III, 72) إنّ تيبريوس منح بليسوس تشريفات الانتصار فقط لأنه كان يقدّر سييانوس وهذا ما يبيّن حسب كانيا، أنّ الوالي لم يكن قد اتّبع أهمّ نقطة من أوامر الإمبراطور، ألا وهي كما سبق وأن قلنا القبض على تاكفاريناس. يقترح فيلمانس تأويلا آخر رفضه كانيا وهو على حق. ملاحظة المترجم: غوستاف هاينريخ فيلمانس Gustav Heinrich Wilmanns (1845-1878) مؤرخ ألماني متخصص في العصور القديمة. اهتم ضمن أبحاثه العديدة بتاريخ إفريقيا الشمالية تحت حكم الرومان وأقام في تونس والجزائر في سبعينات القرن 19.
[30]  تاكيتوس، الحوليات، الكتاب الرابع، 23. Ann, IV, 23
[31]  في حدود منتصف سنة 23 ميلادي؛ أنظر Pallu de Lessert, I, 110 .
[32]  تاكيتوس، الحوليات، الكتاب الرابع، 23. Tacit., Ann. IV, 23
[33]  هذا المقطع يبرز أن القائد الثوري تاكفاريناس كان يتقن حرب الدعاية كذلك. (تعليق المترجم)
[34]  تاكيتوس، الحوليات، الكتاب الرابع، 24. Tacit., Ann. IV, 24
[35]  الغیورون على حریتهم واسقلال وطنهم يصبحون "مشاغبين" على لسان المستعمر. إنّ انضمام الفقراء إلى قواة تاكفاريناس الثورية يؤكد كذلك الطابع الطبقي والشعبي لكفاح سكان شمال إفريقيا المظلومين المُستعبَدِين المطرودين من أراضيهم الفلاحية ضد مُستَعبِديهُم  من الرومان الأجانب ملاك أغلبية الأراضي الخصبة وضد من ساعدهم من خونة (كطبقة حكام موريتانيا) . (ملاحظة المترجم)
[36]  لم تكن مجرّد ثورة إذًا وإنما كانت حربا تحريرية حقيقية هدفها طرد المستعمر الروماني الأجنبي من أرض شمال إفريقيا ووضع حدّ لنظامه الاستعبادي. يذكرنا كفاح تاكفاريناس الكبير بكفاح حرب التحرير الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي. (تعليق المترجم)
[37] بالقرب من مدينة القصر، في ولاية بجاية حاليا (ملاحظة المترجم)
[38]  Cagnat, p. 23 ; CAT. , La province rom. De Maurétanie, p. 90.
[39]  اسم جنرال الفيلق الروماني معيّن من قبل الامبراطور نفسه. المصدر: http://www.cnrtl.fr/definition/l%C3%A9gat (ملاحظة المترجم)
[40]  تاكينوس، الحوليات، الكتاب الرابع، 26. Ann. IV, 26
[41]  Toutain, Les cités Romaines de la Tunisie, p. 17, 21.
[42]  هكذا سمّى المؤرخ الألماني مومسن Mommsen تاكفاريناس بالألمانية: er war ein africanischer Arminius (كان عبارة عن أرمينيوس إفريقي). استعمل موسمن هذه العبارة في الفصل 13 الولايات الإفريقية Kapitel XIII, Die Africanischen Provinzen من كتابه Römische Geschichte (تاريخ روما) في الجزء الحرب ضد تاكفاريناس Krieg gegen Tacfarinas، ص.633.  Theodor Mommsen, Römische Geschichte, Die Provinzen von Caesar bis Diocletian, Berlin, Weidmannsche Buchhandlung, 1885 . شبّه مومسن تاكفاريناس بأرمينيوس لكي يدرك القارئ الألماني مدى علوّ شأن الثائر النوميدي. أرمينيوس قائد جرماني ثار على الاحتلال الروماني في جرمانيا (حاليا وسط أوروبا ومناطق في أوروبا الشمالية)، ألمانيا حاليا واشتهر لسحقه 3 فيالق رومانية في معركة غابة تويتوبورغ Schlacht im Teutoburger Wald سنة 9 ميلادي. (ملاحظة المترجم) . تعليق المترجم: تاكفاريناس كان مقاوما كبيرا ثار على الاستعمار الروماني ولمّ شمل العديد من القبائل الأمازيغية (وهم أجدادنا) في الجزائر القديمة خاصة وفي شمال إفريقيا عامة لتحرير كل المنطقة من الاحتلال الروماني. من وجهة نظرنا كان تاكفاريناس قائدا وثائرا  شمال إفرقي كبير يكفينا فخرا أنه ابن أرضنا. تييودور مومسن Theodor Mommsen (1817-1903) أكبر مؤرخ مختص في العصور القديمة، في القرن 19. يعتبر " تاريخ روما" Römische Geschichte (في 8 مجلدات) أبرز أعماله وتعتبر مرجعا مهما لدارسي تاريخ الامبراطورية الرومانية. حاز على جائزة نوبل للآداب سنة 1902.
حرب تاكفاريناس النوميدي |
حرب تاكفاريناس النوميدي Sans_207