تحليل جينومي جديد يكشف أسباب انقراض أخر مجموعات الماموث المعزول في جزيرة رانجل!
تحليل جينومي جديد يكشف أسباب انقراض أخر مجموعات الماموث المعزول في جزيرة رانجل! 13-735
كشف تحليل جينومي حديث أن آخر مجموعة من الماموث الصوفي عُزلت في جزيرة رانجل قبل 10,000 عام، ونشأت من ثمانية أفراد فقط ونمت إلى 200-300 فرد خلال 20 جيلًا، لكنها انقرضت لاحقًا بسبب حدث عشوائي غير معروف.
أظهر التحليل الجينومي للماموث في جزيرة رانجل علامات على التزاوج الداخلي وانخفاض التنوع الجيني، مما يعكس ديناميات الحيوانات المهددة بالانقراض حاليًا.
يؤكد التحليل الجينومي على أهمية المراقبة الجينية المستمرة للحيوانات المهددة بالانقراض لمنع تراكم الطفرات الضارة.
تحليل جينومي جديد يكشف أسباب انقراض أخر مجموعات الماموث المعزول في جزيرة رانجل! 13-736
كشف تحليل جينومي حديث أن آخر مجموعة من الماموث الصوفي، التي عاشت في جزيرة رانجل قبالة ساحل سيبيريا، والتي عُزلت قبل 10,000 عام بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، عاشوا على الجزيرة لمدة 6,000 عام لاحقة، ونشأوا من ثمانية أفراد فقط، وقد نمت هذه المجموعة إلى 200-300 فرد خلال 20 جيلًا، لكنها انقرضت لاحقًا بسبب حدث عشوائي غير معروف.
أفاد الباحثون في مجلة سيل (Cell)، في 27 يونيو، أن جينومات الماموث في جزيرة رانجل أظهرت علامات على التزاوج الداخلي وانخفاض التنوع الجيني، ولكن ليس بدرجة تفسر انقراضهم النهائي الغامض.
ومن جانبه، قال المؤلف الرئيسي، لوف دالين، عالم الوراثة التطورية في مركز علم الوراثة القديمة، وهو تعاون مشترك بين المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي وجامعة ستوكهولم: "يمكننا الآن بثقة رفض فكرة أن مجموعة الماموث كانت ببساطة صغيرة جدًا وأنهم كانوا محكومين بالانقراض لأسباب جينية". وأضاف: "هذا يعني أنه ربما كان حدثًا عشوائيًا هو الذي قضى عليهم، ولو لم يحدث ذلك الحدث العشوائي، لكانت الماموث لا تزال موجودة اليوم".
بالإضافة إلى إلقاء الضوء على ديناميات سكان الماموث الصوفي، يمكن أن يساعد هذا التحليل لماموث جزيرة رانجل في توجيه استراتيجيات الحفظ للحيوانات المهددة بالانقراض في الوقت الحاضر.
تحليل جينومي جديد يكشف أسباب انقراض أخر مجموعات الماموث المعزول في جزيرة رانجل! 13--254
وقد قالت المؤلفة الأولى، ماريان ديهاسكو، من مركز علم الوراثة القديمة: "الماموث نظام ممتاز لفهم أزمة التنوع البيولوجي الحالية وما يحدث من وجهة نظر جينية عندما تمر الأنواع عبر عنق زجاجة سكاني لأنهم يعكسون مصير الكثير من الجماعات الحالية".
ولفهم العواقب الجينومية لعنق الزجاجة -أي الحدث أو الفترة الزمنيةالتي يمر فيها نوع من الكائنات بانخفاض شديد في أعداد السكان- في جزيرة رانجل على سكان الماموث، قام الفريق بتحليل جينومات 21 ماموث صوفي، منهم 14 من جزيرة رانجل وسبعة من سكان اليابسة الذين سبقوا عنق الزجاجة. بشكل إجمالي، شملت العينات آخر 50,000 عام من وجود الماموث الصوفي، مما يوفر نافذة لفهم كيف تغير التنوع الجيني للماموث عبر الزمن.
بالمقارنة مع أسلافهم من اليابسة، أظهرت جينومات ماموث جزيرة رانجل علامات على التزاوج الداخلي وانخفاض التنوع الجيني. وبالإضافة إلى انخفاض التنوع الجيني العام، أظهروا تنوعًا منخفضًا في مجموعة الجينات المعروفة بدورها الحاسم في استجابة الجهاز المناعي للفقاريات.
تحليل جينومي جديد يكشف أسباب انقراض أخر مجموعات الماموث المعزول في جزيرة رانجل! 13--255
وقد أظهر الباحثون أن التنوع الجيني للسكان استمر في الانخفاض طوال الـ 6,000 عام التي سكن فيها الماموث جزيرة رانجل، وإن كان بوتيرة بطيئة جدًا، مما يشير إلى أن حجم السكان كان مستقرًا حتى النهاية. وعلى الرغم من أن سكان الجزيرة من الماموث تراكمت لديهم طفرات ضارة بشكل معتدل طوال فترة وجودهم على الجزيرة، أظهر الباحثون أن السكان كانوا يتخلصون ببطء من الطفرات الأكثر ضررًا.
وقالت ديهاسكو: "إذا كان لدى الفرد طفرة ضارة للغاية فإن هذه الطفرة تؤدي إلى عدم قدرة الفرد على البقاء على قيد الحياة، وبالتالي تختفي هذه الطفرات من السكان بمرور الوقت، ولكن من ناحية أخرى، نرى أن الماموث كانت تتراكم لديها طفرات ضارة بشكل معتدل حتى انقرض تقريبًا".
وأضافت: "من المهم لبرامج الحفظ الحالية أن تضع في اعتبارها أن الأمر لا يكفي أن يرتفع حجم السكان إلى حجم مناسب مرة أخرى؛ يجب أيضًا مراقبته جينيًا بنشاط لأن هذه التأثيرات الجينومية يمكن أن تستمر لأكثر من 6,000 عام". هذا يعني أن الحفاظ على التنوع الجيني وإدارة الطفرات الضارة ضمن السكان يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الحفظ لضمان بقاء الأنواع على المدى الطويل.
بينما قال دالين: "ما حدث في النهاية لا يزال غامضًا بعض الشيء - لا نعرف لماذا انقرضوا بعد أن كانوا على ما يرام تقريبًا لمدة 6,000 عام، ولكننا نعتقد أنه كان شيئًا مفاجئًا قد حدث". وأضاف: "أود أن أقول إنه لا يزال هناك أمل في معرفة سبب انقراضهم، ولكن لا توجد وعود".

ومن الجدير بالذكر، أنه على الرغم من أن جينومات الماموث التي تم تحليلها في هذه الدراسة تغطي فترة زمنية كبيرة، فإنها لا تشمل آخر 300 عام من وجود النوع. ومع ذلك، كشف الباحثون عن حفريات من الفترة الأخيرة للماموث ويخططون لإجراء تسلسل جينومي في المستقبل.


المصدر : مواقع إلكترونية