#مسيحية_الأمازيغ
#الدوناتية
من المعروف أن المسيحية كانت من الديانات الأكثر انتشارا في شمال إفريقيا قبل مجيء الإسلام و لكن عن أي مذهب نتكلم ؟ يظن الكثيرون أن المسيحية كانت مظهرا من مظاهر الرومنة و لكن الحقيقة هي العكس فقد استعمل الأمازيغ الدين المسيحي للتخلص من الهيمنة الرومانية عليهم.
اعتنق الأمازيغ دين النصارى حين كانت الإمبراطورية الرومانية وثنية في حوالي القرن الثالث ميلادي و عند تنصر الإمبراطورية الرومانية اختلق الأمازيغ مذهبا أمازيغيا جديدا يعرف بالديانة الدوناتية.
مفاد هذا المذهب الجديد هو رفض الأمازيغ لسلطة الأساقفة الرومانيين عليهم و من يعترف بهم لأنهم كانو قد خضعو للإمبراطور دقيانوس الروماني الذي اظطهد المسيحيين و حاربهم و منعهم من ممارسة شعائرهم في القرن الثالث ميلادي. في القرن الرابع ميلادي بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية ظهر الأسقف دونات الكبير النوميدي من تافاست (تبسة في الجزائر حاليا) الذي رفض سلطة الأساقفة الرومانيين ابتداءا من أسقف قرطاجة في 312م و حرض الأهالي على الكنيسة الرومانية معلنا بذلك الثورة الدوناتية و اعتبرت الكنيسة الرومانية الدوناتيين هراتقة و منشقين عن الكنيسة حيث أقامت مجامع للأساقفة قصد إدانة الدوناتية في مجمع روما في 313م و تلاه مجمع أرليس في 314م و أباحت الكنيسة الرومانية خاصة عن طريق القديس أغسطين للسلطات الرومانية محاربة و اظطهاد الدوناتيين بصفتهم هراتقة و منشقين، و أخذت الثورة الدوناتية التي استمرت في القرن الرابع و الخامس ميلادي صورة ثورات شعبية ضد السلطة الرومانية و عكست إرادة الأمازيغ الذين أصبحو دوناتيين في أغلبهم التحرر من الهيمنة الرومانية عليهم و دام الأمر كذلك إلى مجيء الوندال في القرن الخامس و هم من الأريوسيين الذين لا يؤمنون بألوهية المسيح عليه السلام فكان هناك توافق نسبي و تحالفات مع الأمازيغ الدوناتيين لأن عدوهم واحد و هو روما الإمبريالية.
(الصورة هي لوحة للفنان الفرنسي Charles-André Van Loo تبين جدال بين القديس أغسطين و الأسقف دونات الكبير)
Bibliographie:
_A propos du donatisme par P.Hadot
_Le dossier du donatisme par LMO Duchesne
_Donatisme et arianisme. La falsification donatiste de documents du concile arien de Sardique par Jacques Zeiller
#الدوناتية
من المعروف أن المسيحية كانت من الديانات الأكثر انتشارا في شمال إفريقيا قبل مجيء الإسلام و لكن عن أي مذهب نتكلم ؟ يظن الكثيرون أن المسيحية كانت مظهرا من مظاهر الرومنة و لكن الحقيقة هي العكس فقد استعمل الأمازيغ الدين المسيحي للتخلص من الهيمنة الرومانية عليهم.
اعتنق الأمازيغ دين النصارى حين كانت الإمبراطورية الرومانية وثنية في حوالي القرن الثالث ميلادي و عند تنصر الإمبراطورية الرومانية اختلق الأمازيغ مذهبا أمازيغيا جديدا يعرف بالديانة الدوناتية.
مفاد هذا المذهب الجديد هو رفض الأمازيغ لسلطة الأساقفة الرومانيين عليهم و من يعترف بهم لأنهم كانو قد خضعو للإمبراطور دقيانوس الروماني الذي اظطهد المسيحيين و حاربهم و منعهم من ممارسة شعائرهم في القرن الثالث ميلادي. في القرن الرابع ميلادي بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية ظهر الأسقف دونات الكبير النوميدي من تافاست (تبسة في الجزائر حاليا) الذي رفض سلطة الأساقفة الرومانيين ابتداءا من أسقف قرطاجة في 312م و حرض الأهالي على الكنيسة الرومانية معلنا بذلك الثورة الدوناتية و اعتبرت الكنيسة الرومانية الدوناتيين هراتقة و منشقين عن الكنيسة حيث أقامت مجامع للأساقفة قصد إدانة الدوناتية في مجمع روما في 313م و تلاه مجمع أرليس في 314م و أباحت الكنيسة الرومانية خاصة عن طريق القديس أغسطين للسلطات الرومانية محاربة و اظطهاد الدوناتيين بصفتهم هراتقة و منشقين، و أخذت الثورة الدوناتية التي استمرت في القرن الرابع و الخامس ميلادي صورة ثورات شعبية ضد السلطة الرومانية و عكست إرادة الأمازيغ الذين أصبحو دوناتيين في أغلبهم التحرر من الهيمنة الرومانية عليهم و دام الأمر كذلك إلى مجيء الوندال في القرن الخامس و هم من الأريوسيين الذين لا يؤمنون بألوهية المسيح عليه السلام فكان هناك توافق نسبي و تحالفات مع الأمازيغ الدوناتيين لأن عدوهم واحد و هو روما الإمبريالية.
(الصورة هي لوحة للفنان الفرنسي Charles-André Van Loo تبين جدال بين القديس أغسطين و الأسقف دونات الكبير)
Bibliographie:
_A propos du donatisme par P.Hadot
_Le dossier du donatisme par LMO Duchesne
_Donatisme et arianisme. La falsification donatiste de documents du concile arien de Sardique par Jacques Zeiller