الحية لا تموت
الحية لا تموت 14-40
ورد في ملحمة كلكامش سر كشفه الكاهن -زيوسيدرا- نوح السومري - الى كلكامش الذي كان يتفتش عن سرالخلود كان ذلك في الحوار الذي دار بينهما اذ قال له عن سر النبات الشوكي الذي يعيد الانسان شابا متجددا اذا ما اكل منه وبعد رحلة شاقة وطويلة حصل كلكامش على النبات بعدها نزل للبحيرة ليستحم قبل تناوله النبات لكن الحية شمت رائحة النبات الشوكي فتسللت اليه وابتلعته وابتلعت معه سرالخلود وحينها نظراليها كلكامش و راى كيف بدأ تاثيرالعشب في الحية بسرعة وكيف نزعت ثوبها - جلدها - وعادت فتية من جديد
ومنذ ذلك التاريخ والحية تعيد نزع ثوبها لتجدد شبابها مما ادى الى ان تصبح الحية خالدة - عند ذلك جلس كلكامش واجهش بالبكاء - لقد اعتقد العراقيون القدماء بان الحية خالدة لاتموت وان تبديلها لجلدها بجلد اخركل عام هو تجديد لحياتها كلما نال منها الهرم حتى صارت الحية في العراق القديم رمزا للشفاء والخلود حيث وضع لها السومريون شعار في اواسط الالف الثالث قبل الميلاد ليكون شعارا للطب السومري يتمثل بثعبانين يمثلان الاله - نينكيش زيدا - اله الطب ابن الاله - ننازو- اله الطب وهما ملتفين على غصن شجرة هي شجرة المعرفة والحياة الثعبان يمثل رمز من رموز الشفاء والخلود ففي سمها ترياق طبي وفي تجدد جلدها ما يشيرالى الخلود الابدي - في متحف اللوفر الفرنسي
الحية لا تموت 12782
منحوتة وجدت في مدينة لكش السومرية العراقية وهذه المنحوتة قد زينت دورقا فيه صورتين لحيتين ملتفتين على بعضهما يقف خلفهما الامير السومري - كوديا - مكتوب عليها انها مهداة الى- نينكيش زيدا - اله الشفاء يرجع تاريخها الى اكثر من 4167 عام - وهذا الشعار مازال الى الان بستخدم في كل العالم على واجهات الصيدليات والمستشفيات كشعار للطب والصيدلة - وربطوا خلود الحية وبين القمر الذي يجدد حياته ابديا في دورته شهرية دائمية فيسلخ جلده القديم في طوره المتناقص ويلبس جلدا جديدا في دورته المستمرة شهريا -----


المصادر
كتاب سومر اسطورة وملحمة - ص247 - الدكتور فاضل عبد الواحد
مجلة الاداب السومرية العدد -3 - لسنة 2008 - ص9 - عبد الامير الحمداني
كتاب تاريخ بلاد الرافدين 151 - 152 - الدكتور عبد الله السليمان