شخصية أحمد جلول
شخصية أحمد جلول 1--360
أحمد جلول من الشخصيات الأدبية والسياسية المهمة التي عرفتها مدينة قالمة بعد الحرب العالمية الثانية.)كاتب ،شاعر، وعضو اكاديمية نوميديا ). كتب تراجيديا الكاهنة ،و le prince vagabond ,فهو المجهول لاختفائه في ظروف غامضة. ولم يترك بصماته لدى الأجيال اللاحقة من الأدباء الجزائريين بل إنه مجهول لدى العدد الأعظم من الكتاب والنقاد الجزائريين على الرغم من نشره لتراجيديا تاريخية هامـــــة باللغة الفرنسية في باريس حملت عنوان "الكاهنة". ولهذا فهو غائب في معاجم
القصاص الجزائريين وحتى في معاجم السياسيين الوطنيين. وتعود معرفتي بكتابه إلى عام 2006 عندما اقترح علي أ. د. اسماعيل سامعي تقديم نص المسرحية التي احتفظ
بها رفقة ملاحظة مخطوطة سلمهما إياه المرحوم الشيخ زهير الزاهري. لقد فرحت بموضوع التراجيديا خصوصا وأنه يعالج شخصية تاريخية وصلتنا في صور أسطورية
مختلفة، وبعد تردد حاولت في هذه الأسطر إعطاء لمحة هذا العمل متعددة وجد عن الأدبي الذي يندرج من الزاوية الأدبية في إطار الأدب المغاربي الناطق باللغة الفرنسية
(Une littérature maghrébine d'expression française) ، وهدفي الأساسي من
لم تقتصر الصور المتعددة للكاهنة على ما وصلنا في الكتابات الإخبارية، بل إنها وصلتنا أيضا في روايات شفوية جد متعددة وباستطرادات واسعة
أحمد جلول وتشكيل النواة النضالية الأولى بمنطقة قالمة
لا نكاد نعثر فيما بين أيدينا من وثائق ونصوص حول حياة شخصية أحمد جلول النضالية، بالرغم من أنه من زعماء النواة الأولى لحزب الشعب الجزائري بمنطقة قالمة عنابة رفقة عبد القادر ،هرقة وعمار بوجريدة، وعمار أوصيف،
وعمار عيساني واحسن دمناتي وبعد حل حزب الشعب الجزائري عشية الحرب العالمية الثانية تم توقيف أحمد جلول وعبد القادر هرقة وعمار بوجريدة من طرف
السلطات الاستعمارية ليحكم عليهم على التوالي بخمس وتسع وثمان سنوات سجنا مع غرامة مالية من طرف المحكمة العسكرية بمدينة الجزائر . وقد قضى أحمد
جلول خمس سنوات في إقامة جبرية بمدينة المسيلة ما بين 1939-1945، أين كتب آخر أعماله الأدبية - النضالية وهي تراجيديا الكاهنة.
بين التراث المشرقي وروح التجديد
بعد كتابتها في إقامته الجبرية المسيلية، لم تنشر مسرحية تراجيديا الكاهنة
(Al-Kahna)لا عام 1957 بباريس في جو مشحون متميز بنهاية الخيار السلمي كسبيل لتحرير الجزائر لصالح الخيار العسكري الشامل فكانت تراجيديا الكاهنة
تحدث أحمد جلول بعد ذلك عن ما سماه بالتاريخ السري المنتقل من جيل إلى جيل دون أن يتعرض إلى أدنى تحريف وهنا يعطي مثال على "ألف ليلة وليلة، وهنا يعطي للرواية الشفوية الدور المحوري في انتقال العلوم والمعارف والتي منها المعرفة التاريخية. إن هذا الموقف يقرب المؤلف من التيار الأنثربولوجي المؤيد لدراسة المجتمعات المتميزة بثقافة المشافهة بعيدا عن التصوير الخارجي المتميز بالاستعلاء والعدائية في غالب الأحيان.
إن التاريخ في نظر أحمد جلول هو إذن روايات ونوادر تنتقل بأمان من جيل إلى جيل دون أدنى تحريف، وهو بذلك يتناقض مع الآليات المنهجية للمنهج التاريخي وخصوصا المقاربات الأنثروبولوجية التي أفرزتها التوجهات العلمية
: فلا بد هنا هي نوادر تنقل مشافهة،
مسرحية الكاهنة : التأصيل للبناء وروح المقاومة من أجل الحرية
تشترك عدة شخصيات في مسرحية - تراجيديا الكاهنة، فبعدها هي البربرية الكاهنة بالاشتراك مع شخصيات أخرى لعبت أدوارا مختلفة:
الملكة
إيزال: المزور
أغيلاس: نبيل بربري
جرجير: جنرال "بربري"
برانس وآث هوجور وأدربال وكلاء
هدراس، وبوث وزوروال، وأيازيل: أعيان
أدرار ويور: ابنا الكاهنة
إسالة: خادمة الكاهنة
علجية كافلة أولاد.
إن المسرحية مرتبطة زمانيا بالفتح الإسلامي للجزائر ومكانيا بسفح جبل الأوراس في قصر غير مغطى، حيث تقطن الكاهنة مع أولادها. بمجرد سماعها لخبر مقتل كسيلة على يد القائد العربي زهير بن قيس بكت كثيرا. وقد شبه المؤلف هذه الواقعة بالشهداء النوميديين في مواجهة الغزاة الرومانيين. إن إدارة الكاهنة التفكير في مواجهة العرب وهنا تدخل شخصية خالد بعد لإمبراطورية مكنها من
وقوعه في يدها بعد معركة مع العرب. وتقترح الكاهنة اسم Nestor عليه في محاولة لتبنيه كابن لها. إن تساءل الكاهنة حول الأهداف الحقيقية للعرب، خصوصا وأن خالد حاول إقناعها بضرورة الدخول في مملكة الإسلام لتتواصل مختلف فصول المسرحية بهذه الصورة الحوارية باستعمال معطيات تاريخية.
إن ما يمكن ملاحظته هنا هو محاولة التأصيل تاريخيا للشعور "الوطني" النوميدي من خلال إيجاد رابط بين الملوك النوميديين من جهة وبين كسيلة والكاهنة من جهة ثانية إنه محاولة لا تاريخانية لإيجاد الوطنية النوميدية. لكن هذا
الربط لم يبرر في شقه العربي الإسلامي برفض الدين الجديد، وإنما حاول جلول ببساطة إبراز مركزية الحرية والمقاومة في الماضي الجزائري.
إن هذا التقسيم السريع لـ "كاهنة" أحمد جلول هي دعوة للأدباء للبحث عن كل تراث أحمد جلول ودراسة أعماله الأدبية - النضالية في سياقها التاريخي. وإن هذا السكوت الرسمي والعلمي عن هذا الشخص يطرح أكثر من سؤال حول موقف هذه الشخصية من انقسام حزب الشعب الجزائري، ومن الثورة التحريرية
بصفة عامة، بعد بقاء عدد من القيادات التاريخية المحسوبة على التوجه المصالي بعيدا عن المعركة الأخيرة التي حطمت إلى الأبد مشروع "الجزائر الفرنسية". فالبحث في الأرشيف الخاص بالحركة الوطنية في منطقة قالمة سيعطي دون شك الإجابة علـى عدد من التساؤلات المطروحة.
واغتيل في 23 نوفمبر 1961 في باب الواد (الجزائر) على يد المنظمة العسكرية السرية؛ كاتب ومحرر محلي؛ ناشط في ENA ثم PPA، وصفته الشرطة بأنه شيوعي
تقرير الشرطة بعد اغتياله في 23نوفمبر1961 بباب الواد بالعاصمة
جلول أحمد بن محمد المعروف بجلول أحمد
عاد مهاجر إلى قالمة (الجزائر) في الثلاثينيات، واغتيل في 23 نوفمبر 1961 في باب الواد (الجزائر) على يد المنظمة العسكرية السرية؛ كاتب ومحرر محلي؛ ناشط في ENA ثم PPA، وصفته الشرطة بأنه شيوعي.
أصله من قالمة، هاجر إلى فرنسا لفترة ثم عاد إلى قالمة، إنه "شاعر شاب، عضو أكاديمية نوميديا"، الذي نشرت صورته Les Échos-L'Avenir de Guelma بتاريخ 30 أغسطس 1931 وتمت الإشادة بها لموهبته. بمناسبة صدور كتابه الأمير المتشرد
وفي عام 1933، كان أحد مؤسسي قسم ENA (نجمة شمال أفريقيا) بالمدينة. وفي 1937-1938 أصبح عضوا في اللجنة الفيدرالية لحزب الشعب الجزائري لولاية قسنطينة. وفي عام 1938، اعتقلته شرطة قالمة بتهمة “النشاط المناهض للفرنسيين” ووصفته بالشيوعي. في الواقع، كان لا يزال ناشطًا في حزب الشعب الجزائري المحظور، وفي عام 1944 اهتم بطباعة وتوزيع صحيفة الوطن السرية؛ نشط في PPA-MTLD، في 1948-1949 كان أحد قادة "لجنة المعارضة" المعارضة لحزب القيادة بواسطة Mezerna*.






د. علاوة عمارة

المصدر : مواقع إلكترونية