تحرير العقول
لم يغضب( القهوي) سي السيد من لباس كيليا نمور، بل أقلقته الحياة البريئة التي تعيشها نمور لأنه بكل بساطة لم ولن يستطيع العيش مع ابنته بنفس الطريقة الإنسانية السليمة التي تمنح الثقة بالنفس في بنته لأن أفكار سي السيد المتطرفة المغروسة في رأسه تمنعه من ذلك لأن الشيوخ قالوا له ذات مرة هذا حرام إذا أعطيت المرأة حقها مثلك فانت سي الرجل وهي الأنثى . هل كان يحتضنها هكذا كما تحتضن نمور من قبل والديها السعداء بما قامت به ابنتهم؟ لقد ربوها ومنحوها كل حقوقها في اللباس والحياة الشخصية والرياضية والثقافية، واحترام شخصيتها، وخاصة الثقة بالنفس التي منحوها لها في حياتها بعيدًا عن قانون القبور والأموات ، المفقودة تماماً عند بناتنا تحت رعاية "سي السيد" الذي لا يراها إلا جارية تخدمه كزوجة وجارية، ويبيعها لسيد مثله على أساس الخدمة، وفي خدمة نزواته الجنسية المكبوتة، مبرراً همجيته الجنسية. لا يرى في الأنثى إلا ناقصة عقل ودين وإرث وشهادة.
لهذا، يخاف السيد أن تستفيق الفتاة الجزائرية وتنتفض من عبوديتها، وتتحرك ملكة الحرية لديها، وتقول له: شعري ملك لي وهدية من ربي، جمالي فخر لي، اسمي معزتي وكرامتي لا تحرمني منهم، فأنا بشر مثلكم وأطالبكم بحقوقي، مثلما حققت نمور إنجازاتها. يجب أن نفرح لها جميعًا.
من حق المرأة أن تنجز وتفتخر بما تنجز في إطار متساوٍ مع الرجل، وليس بدرجة أقل. يجب أن يكون لها الحق في تحقيق طموحاتها والاعتزاز بإنجازاتها كما يفعل الرجل. إن تعزيز حقوق المرأة واحترام شخصيتها وقدراتها هو الطريق لتحقيق مجتمع عادل ومتوازن، حيث يمكن للجميع أن يساهموا في تطوره وازدهاره بشكل متساوٍ وعادل. لأن سعادة المرأة وتطورها لهما انعكاس طردي على سعادة الرجل وتطوره، لأن المرأة هي النواة في خلية الأسرة. فإذا تخلفت المرأة انهارت الأسرة والمجتمع. شتان بين ثقافة الحياة وثقافة الموت؛ فنمور خُلقت في بيئة تحترم الآخر وحرية اللباس والمعتقد، على عكس ثقافة القهوي المتطرفة التي رسمها له شيوخ الموت أعداء الحياة. حين يكون الوالدان متحررين، تكون النتيجة مبهرة. لو وُضعت الحواجز وعقلية بداوة القرن السابع أمام كيليا، لما سمعنا بها ولن تكون هناك نتيجة أصلاً.
تحرير العقول من الأفكار المتخلفة أمر ضروري لبناء مجتمع يتسم بالتقدم والعدالة. يجب أن ندعم المرأة في مجتمعاتنا ونمنحها الفرصة لتحقيق طموحاتها دون قيود تقليدية. إن النهوض بالمرأة وتعزيز حقوقها هو خطوة أساسية نحو تحقيق التوازن والتطور في المجتمع.
المصدر : مواقع إلكترونية