الدورة السادسة عشر “لفستيفال تيفاوين” تركز على“الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي
الدورة السادسة عشر “لفستيفال تيفاوين” تركز على“الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي 13-55
أعلنت جمعية فستيفال تيفاوين بتعاون مع جماعتي أملن وتافراوت وبدعم من مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والخواص، عن تنظيم فعاليات الدورة السادسة عشر لفستيفال “تيفاوين لفنون القرية“، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و18 غشت 2024 بمدينة تافراوت وأملن بإقليم تيزنيت.
وذكرت أن هذه الدورة سترتكز على بعد “الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي في مجالات متعددة منها مجال الفنون القروية، ومجال المؤهلات، المهارات والطقوس القروية ومجال الفكر والهوية ودلك ضمن برمجة متناغمة تتمحور حول المهاجر القروي باعتباره كائنا ثقافيا يحمل معه “من وإلى القرية” مميزات هويته الثقافية وانشغالاته المجتمعية.
وأشارت في ورقة تقديمية إلى أن “الهجرة تعتبر ظاهرة قديمة قدم الإنسان نفسه. فإن تعددت الأسباب واختلفت السياقات فإن الإنسان ظل دائما ينتقل من مكان لآخر، إما خوفا أو طمعا. ومنذ القدم كانت الهجرة مصدر تلاقح ثقافي أسهم في تعرف الشعوب على بعضها البعض، فأفادت واستفادت، وأثّرت وتأثّرت. وحتى في حالة الصراع الذي قد ينجم عن تلاقي مجموعتين بشريتين مختلفتين فإن التلاقح الثقافي يحدث فيما بعد، وتظهر آثاره في تبني الشعوب لأنماط ثقافية قادمة مع المستعمِر، كما يحصل أن يتبنى هذا الأخير بعض الإنتاجات الثقافية للمستعمَر. وعليه فلم يكن يُنظر إلى الهجرة على أنها “مشكل” إلاّ مع المجتمعات المعاصرة، خاصة بعد ظهور الدولة الوطنية، فرسّمت الحدود وظهرت جوازات السفر ثم تأشيرات الدخول للحد من تنقل البشر، في الوقت الذي سٌمح فيه بتنقّل رؤوس الأموال والخبرات والمعارف”.
الدورة السادسة عشر “لفستيفال تيفاوين” تركز على“الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي 13-56
وزادت “أمام ظهور فوارق اقتصادية كبيرة بين الدول، اضطرت ساكنة البلدان “الفقيرة” للبحث عن الهجرة إلى البلدان “الغنية”، إن بطريقة “قانونية” أو بطرق أخرى، حيث ظهرت مفاهيم من قبيل “الهجرة السرية” أو “الهجرة غير النظامية” أو ” الاقامة المؤقتة”. ثم تنافست الدول في إصدار قوانين ذو منحى زجري للحد من الهجرة، باستثناء “الهجرة المنتقاة” التي تستفيد منها الدول المستقبِلة”.
كما أصبح الموضوع، يضيف ذات المصدر “همّا أمميا فخلقت له منظمة الأمم المتحدة هيئات خاصة كالمنظمة الدولية للهجرة (1951) أو اللجنة الخاصة لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (1990). وبذلك أصبح موضوع الهجرة يناقش في مستويات عدة، سواء في الجامعات والمحافل العلمية أو في المنتديات السياسية”.
“لم يكن المغرب بمعزل عن التطورات التي عرفها هذا الموضوع، فعبر تاريخه الطويل وبحكم موقعه الجغرافي، كان المغرب دائما بلدا مستقبِلا للهجرات، سواء من إفريقيا جنوب الصحراء، أو من الشرق أو من شمال البحر الأبيض المتوسط، أو مُصدّرا لها في اتجاه كل بقاع العالم خاصة أوروبا”.
الدورة السادسة عشر “لفستيفال تيفاوين” تركز على“الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي 13--21
وأضافت “اذا اقتصرنا على منطقة سوس (وسط المغرب) فمنذ أواخر القرن الثامن عشر انتقل “تاروا ن سيدي حماد أوموسى” إلى أوروبا، خاصة فرنسا لتقديم عروضهم الفرجوية، وهناك التقاهم المستشرق الفرنسي فونتير دوبارادي (1739-1799) واكتشف معهم أمازيغية سوس، وابتداء من أواسط القرن التاسع عشر شاركوا في سيرك ألمانيا فذاع صيتهم عالميا. ومع بداية القرن العشرين هاجر السوسيون بكثافة الى المدن المغربية الكبرى في الشمال الغربي خاصة الدار البيضاء ونواحيها وأسهموا في وضع أسسها الاقتصادية، كما هاجروا الى الجزائر وتونس، قبل أن تُجنِّدهم الإدارة الفرنسية في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، والحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ثم استقطبتهم بعد الاستقلال مع المقاول فيليكس موغا عُمّالا لتنشيط الحركة الاقتصادية الفرنسية، سواء في مناجم الفحم بالشمال أو في صناعة السيارات، قبل أن يتحوّل جزء كبير منهم الى التجارة.”
و”من خلال هؤلاء المهاجرين اكتشف الفرنسيون المتواجدون بفرنسا جزءا من الثقافة المغربية خاصة أكلتي الكسكس والطاجين، كما اكتشفوا بعض الأنماط الموسيقة الأمازيغية كفن الروايس، الذي استفاد بدوره من تطور تقنية التسجيل بفرنسا. ولم يقف المغاربة خاويي الوفاض من هذا اللقاء الثقافي، فقد تعلّموا بدورهم اللغة الفرنسية واكتشفوا بعض عناصر الثقافة الغربية من مشروبات ولباس ومعطرات. أما اقتصاديا، فإذا كانت فرنسا قد استفادت من اليد العاملة المغربية، فإن هذه الأخيرة أيضا جعلت من أموالها المُكتسبة في فرنسا أداة لتنمية بلدها الأصلي، حيث حفرت الآبار في البوادي، وشقّت الطرق، وبنت المنازل الفخمة، واعتنت بالمدارس وأسهمت بذلك في تحسين ظروف عيش ساكنة دواويرها الأصلية، من خلال المساهمة في تزويدها بشبكات الربط بالماء الصالح للشرب وبالكهرباء، كما كان لها ابتداء من سنوات السبعينيات من القرن الماضي دور في ايواء واحتضان عدد من الطلبة المغاربة في الخارج ويسّرت لهم ظروف التحصيل العلمي كما عملت على استثمار أموالها في المغرب في عدة مجالات. ولازال الوضع كما هو عليه الى اليوم، رغم تعاقب الأجيال وتغيُّر السياقات، حيث تعتبر مداخيل الجالية المغربية في الخارج من العملة الصعبة من أهم موارد خزينة الدولة المغربية.” تورد الورقة التقديمية ل”فستيفال تيفاوين”.
الدورة السادسة عشر “لفستيفال تيفاوين” تركز على“الهجرة” وانعكاساتها على الانسان القروي 13--22
ويسعى هذا الملتقى العلمي بمشاركة مختصين الى طرح موضوع الهجرة للنقاش العلمي، من خلال:
– العمل على فهم مختلف الاشكالات والقضايا المرتبطة بالهجرة،
– الإطار القانوني المنظم للهجرة، وطنيا أو دوليا،
-التلاقح الثقافي الناتج عن الهجرة
-الممكنات الاقتصادية والتنموية التي تمنحها الهجرة
– حضور الهجرة في الإنتاج الثقافي الأمازيغي


المصدر : مواقع إلكترونية