الحرب النوميدية القرطاجية: معركة قرطاج الأخيرة
ألزمت معاهدة السلام التي أبرمت في نهاية الحرب البونيقية الثانية قرطاج بدفع تعويضات مالية باهظة على مدى 50 عاما، ومنعتها من شن حرب دون إذن من مجلس الشيوخ الروماني. استغل الملك ماسينيسا ملك نوميديا الوضع للاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي القرطاجية، دون أن تتمكن قرطاج من الدفاع عن نفسها. وبعد مرور ما يقرب 50 عاما على هزيمتها، خاصة بعد اقترابها من تسديد تعويضات الحرب بدأت قرطاج أخيرا تبدي رد فعل.
السياق
مع اقتراب نهاية دفوعات تعويضات الحرب، اختلفت النخبة القرطاجية حول الخطة التي توجب اعتمادها. أرادت احدى الفصائل، وهي وريثة حنون الكبير (الذي توفي عام 193)، اتباع سياسة الاسترضاء مع روما. وفضلت الفصيلة الاخرى، بقيادة حنبعل الزرزور، التعاون الوثيق مع نوميديا بقيادة ماسينيسا. وتطلع فصيل اخر بقيادة حملقار السامني إلى إعادة قرطاج إلى مجدها السابق.
الحرب النوميدية القرطاجية
في عام 151، تمكن حزب حملقار السامني القومي من طرد 40 عضوا من الحزب الموالي لنوميديا من قرطاج. ففروا إلى سيرتا، إلى بلاط ماسينيسا. أرسل الملك ابنيه، ميسيبسا وغلوسا إلى قرطاج للتفاوض بشأن عودة المنفيين. لكن السلطات القرطاجية التي أغضبتها غزوات ماسينيسا المتتالية أعادتهم. و نصب حملقار السامني كمينا لغلوسا وقتل العديد من مرافقيه
لا يمكن لمثل هذه الإهانة أن تمر دون عقاب: حشد ماسينيسا جيشه على الفور لغزو الأراضي القرطاجية. وحشدت قرطاج جيشا للدفاع عن نفسها، منتهكة بذلك معاهدة السلام.
قبل المعركة مباشرة، انشق القائدان النوميديان سوبا وأساسيس وانضما إلى المعسكر القرطاجي مع 6000 من الفرسان. وعلى الرغم من هذه التعزيزات، هزم الجيش القرطاجي في معركة أوروسكوبا.
في الوقت نفسه، زار التربيون الروماني سكيبيو إميليانوس ماسينيسا للحصول على فيلة حربية. ودعاه القرطاجيون للتفاوض على هدنة. ولهذه الغاية، طالب ماسينيسا بتسليم الفارين النوميديين إليه، لكن قرطاج رفضت ذلك.
كان الجيش القرطاجي أضعف من أن يواصل القتال. حاصر ماسينيسا القرطاجيين في معسكرهم محاولا تجويعهم. أُجبرت قرطاج على الاستسلام، وسلمت الفارين النوميديين وسمحت بعودة المنفيين القرطاجيين.
العواقب
على الرغم من أن قرطاج لم تخسر أي أراض في هذه الحرب، إلا أن عواقبها كانت وخيمة: عندما وصلت الأخبار إلى روما، هدد مجلس الشيوخ الروماني قرطاج بالانتقام لانتهاكها معاهدة السلام.
أرسل وفد قرطاجي إلى روما عام 149 لمحاولة التفاوض على حل سلمي. كان أحد أعضاء هذا الوفد يدعى حملقار، لكن المصادر لا تحدد ما إذا كان هو نفسه حملقار الذي كان سببا في استئناف النزاع. فشلت المفاوضات، وبعد مرور بعض الوقت، حل الجيش الروماني على أبواب قرطاج.
المصدر : مواقع إلكترونية