توثيق تاريخي نادر: حصار رمسيس الثاني لمدينة عسقلان
حصار رمسيس الثاني لمدينة عسقلان 11082
سُكن موقع عسقلان لأول مرة بشكل دائم في العصر البرونزي الأوسط، وكان يضم عددًا من المستوطنات؛ التي أخذت الاسم على مدى عدة آلاف من السنين. خلال العصر الحديدي، كانت عسقلان بمثابة أقدم وأكبر ميناء بحري في كنعان، وواحدة من المدن الخمس في بنتابوليس الفلستية، الواقعة شمال غزة وجنوب يافا. ظلت المدينة عاصمة كبرى طوال العصور القديمة والعصور الوسطى المبكرة، قبل أن تصبح موطئ قدم محصنًا متنازعًا عليه بشدة على الساحل الفلسطيني خلال الحملات الصليبية. في أواخر العصور الوسطى، كانت المدينة موقعًا لمعركتين صليبيتين هامتين: معركة عسقلان عام 1099، وحصار عسقلان عام 1153.
كانت عسقلان تُعرف في النصوص المصرية القديمة باسم "أسقانوا"، وكانت من بين المدن التي ثارت ضد الفرعون رمسيس الثاني.
مشاهد المعركة الدراماتيكية خُلّدت على جدران معبد رمسيس في الكرنك، تظهر فوضى الحرب.
في الوسط، جيش عسقلان محاصر بين خيول عربة الفرعون على اليمين والجيش المصري على اليسار.
تبرز الملابس والأسلحة الفريدة للمقاتلين: سكان عسقلان يرتدون "التنانير" والمصريون يرتدون "الكلت"، مسلحين بسيوف منحنية تُدعى "الخوبش" ودروع كبيرة.
يُرى الجنود المصريون يصعدون السلالم لمهاجمة المدافعين عن المدينة، بينما يكسر آخرون البوابات بالفؤوس.
وفي وسط وابل من الأسهم المصرية، يسحب سكان عسقلان رفاقهم عبر الجدران.
كانت عسقلان مدينة قديمة على البحر الأبيض المتوسط في ما يُعرف اليوم بفلسطين المحتلة ، تقع على الحدود الشمالية الشرقية لمصر.
حوالي عام 1280 قبل الميلاد، شن رمسيس الثاني هجومًا لقمع التمرد هناك، مما ترك سجلاً تاريخيًا حيويًا للصراع.
عُرفت عسقلان بالعديد من التغييرات لنفس الاسم الأساسي على مدار آلاف السنين. تم ذكر المستوطنة لأول مرة في نصوص الإعدام المصرية من الأسرة المصرية الحادية عشرة باسمأسقلانو. في رسائل تل العمارنة( ق. 1350 ق.م.) هناك سبع رسائل من وإلى الملك ييديا ملك أشقلونا Ašqaluna والفرعون المصري. تروي لوحة مرنبتاح من الأسرة المصرية التاسعة عشرة كيف قام الفرعون بإخماد ثورة في عسقلونا Asqaluna. تم ذكر المستعمرة أحد عشر مرة في الكتاب العبري باسم ʾAšqəlôn.
ابتداءً من عهد تحتمس الثالث (1479-1425 قبل الميلاد)، كانت المدينة تحت السيطرة المصرية، وكان يديرها حاكم محلي. في رسائل تل العمارنة ( ق. 1350 ق.م.) هناك سبع رسائل من وإلى الملك ييديا ملك "عسقلونا Ašqaluna" والفرعون المصري.
في عهد رمسيس الثاني، كان جنوب بلاد الشامحدود الحرب الملحمية ضد الحيثيين في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، هاجمت شعوب البحر وحدثت ثورات. تتزامن هذه الأحداث مع تراجع الظروف المناخية بدءًا من حوالي عام 1250 قبل الميلاد فصاعدًا، مسبباُ في النهاية انهيار العصر البرونزي. عند وفاة رمسيس الثاني، زادت الفوضى والعصيان في جنوب بلاد الشام. واجه الملك مرنبتاح سلسلة من الثورات، كما ورد في لوحة مرنبتاح. يشير الفرعون إلى إخماد الثورة في "عسقلوني".


المصدر : مواقع إلكترونية