اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية


اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية 6105


في تحليل الخطاب يبدو دائما وجود رغبة في التصريح ورغبة في التقنيع والإخفاء، وما تخفيه عبارة اسماعيل هنية :" زيارتي للمغرب تأتي برعاية من جلالة الملك محمد السادس، وباحتضان من الشعب المغربي العزيز”، ما تخفيه هو الطرف الحقيقي الذي استدعى هنية والغرض المعلوم من الزيارة، فالملك لم يستدع هنية ولا الشعب المغربي، ولكن حزب الإخوان المسلمين بالمغرب استدعى رئيس "حماس" الإخوانية لغرض ظاهر لا غبار عليه هو ترقيع الصف الداخلي لحزب "العدالة والتنمية"، المتصدع منذ شهور بسبب الأحداث الكثيرة المزلزلة التي ضربت معسكر الإخوان بالمغرب، ومنها توقيع رئيس الحزب على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.


اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية 799


ما يهم الإخوان المغاربة اليوم ليس لا فلسطين ولا اسماعيل هنية، بل هو الانتخابات القادمة، وهم يخشون كثيرا من بقاءهم على الوضع الحالي في فترة الانتخابات، وما نشهده بقدوم رئيس مكتب "حماس" إلى المغرب لا يعدو أن يكون استغلالا فاحشا لقضية إنسانية، قضية الشعب الفلسطيني، وهو استغلال فاحش وغير أخلاقي لأن الحزب الإخواني حتى إذا ما تحقق هدفه بالفوز في الانتخابات، فإن فوزه لن يُحرر فلسطين التي ستبقى تحت الاحتلال إلى أجل غير مسمى.


اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية 8108


من جهة أخرى لا نذكر أن المغاربة الذين صوتوا لصالح حزب المصباح قد فعلوا من أجل فلسطين، بل بسبب وعود قدمها الحزب تتعلق كلها بالسياسة الداخلية، وعلى رأسها محاربة الفساد والفقر والاستبداد وتوفير مناصب الشغل وتقليص الفوارق الطبقية وإنهاء الريع، وهي أمور زادت واستفحلت في ظل رئاسة الإخوان للحكومتين السابقتين، فهل يكفي استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق النجاح الانتخابي بعد الفشل الحكومي ؟


اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية 989


من جانب آخر سيكون مفيدا طرح موضوع الصحراء المغربية والوحدة الترابية لبلدنا مع السيد "هنية" بمناسبة زيارته الميمونة لبلدنا، فالشعب المغربي أو ملك المغرب إذا كانا قد استدعيا اسماعيل هنية مثلا في زيارة رسمية، فسيكون ذلك ـ بعد التعبير له عن مشاعرنا الصادقة تجاه فلسطين ـ من أجل مناقشته في الاصطفاف السافر لـ"حماس" بجانب الانفصاليين وضدّ الوحدة الترابية للمغرب، ذلك لأن الرعاية الخاصة التي يشمل بها التنظيم الإخواني الفلسطيني جبهة البوليساريو معروفة لدى الجميع، وقبل أن يتحدث "هنية" عن مشاعر المغاربة تجاه فلسطين، عليه أن يدرك أيضا بأن مشاعرهم تتأذى بسبب عدم التزام القيادة الفلسطينية الإخوانية للحياد في الصراع الدائر بين المغرب والجزائر بهذا الصدد.









http://amazighworld.org/arabic/human_rights/index_show.php?id=7055&fbclid=IwAR3b6P8cCUDaRaZ13mnLlE0LqInBa1cAOU3uP4MQUKAfvA5fAG6aZnEgBPs