جنوب أفريقيا
رحلتنا لهذا اليوم ستكون وجهتها دولة جنوب أفريقيا .
تقع جنوب أفريقيا في أقصى جنوب القارة الأفريقية، وتحدها ناميبيا، بوتسوانا، زيمبابوي، موزمبيق، وإيسواتيني. كما تحيط بمملكة ليسوتو بالكامل، وتبلغ مساحتها حوالي 1.220.000 كلم مربع.
غالبية سكان جنوب إفريقيا هم من السود ويشكلون نحو 80٪ من السكان. وبقية السكان أفارقة من أصل أوروبي (جنوب إفريقيون بيض) وأما الآسيويين فيتنوعون ما بين أصل هندي والصيني، وهناك أجناس متعددة الأعراق يعرفون باسم الملونون. جمهورية جنوب إفريقيا ذات تنوع كبير يشمل مجموعة واسعة من الثقافات واللغات والأديان والأعراق. ينعكس ذلك عبر تركيبتها التعددية في اعتراف دستور جنوب إفريقيا بـ12 لغة رسمية، وهو رابع أعلى رقم في العالم. وفقًا لتعداد عام 2011، فإن اللغتين الأولى الأكثر استخدامًا هما اللغة الزولوية (22.7٪) واللغة الكوسية (16.0٪). وبعدها اللغتان من أصل أوروبي: اللغة الأفريقانية (13.5٪) تطورت هذه اللغة من الهولندية وتكون غالبًا كلغة أولى لمعظم الملونين والبيض في جنوب إفريقيا. وفي الأخير اللغة الإنجليزية (9.6٪) حيث تمثل إرث الاستعمار البريطاني وتكون شائعة الاستخدام في الحياة العامة والأعمال التجارية.
تتمتع جنوب أفريقيا بتنوع طبيعي مذهل يشمل السهول الواسعة، الجبال العالية مثل جبال دراكنزبرج، والصحارى مثل صحراء كالهاري. كما تمتد سواحلها الطويلة على المحيطين الأطلسي والهندي.
تتنوع الأقاليم المناخية في جنوب أفريقيا، حيث يتراوح المناخ بين مناخ البحر الأبيض المتوسط في الجنوب الغربي، والمناخ شبه الصحراوي في الشمال الغربي، والمناخ المعتدل في الجنوب الشرقي.
بلغ عدد سكان جنوب إفريقيا حسب إحصاء عام 2022 نحو 62,027,503 نسمة، ويتكون سكان جنوب إفريقيا من عناصر متعددة، وكانوا ينقسمون حسب نظم التفرقة العنصرية إلى مجموعتين: البيض وغير البيض. ويبلغ عدد البيض نحو 5 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد الوطنيين وهم قبائل البانتو أكثر من 24 مليون، وعدد الملونين والآسيويين 4 ملايين، أي أن عدد غير البيض يقترب من 29 مليوناً، وهم بذلك يشكلون أغلبية سكان اتحاد جنوب إفريقيا، وتتكون الأقلية البيضاء من سكان جنوب إفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب إفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء هولنديون، وألمان، وبريطانيون، وفرنسيون، هذا الخليط من العناصر أطلق على نفسه الأفريقان فخلق قومية جديدة من هذا الشتات، يتحدثون لغة مشتقة من الهولندية ممزوجة بكلمات ألمانية وإنجليزية أطلقوا عليها اللغة الأفريقانية.
جنوب أفريقيا لديها 11 لغة رسمية، منها الزولو، الكوسا، والأفريكانية، بالإضافة إلى الإنجليزية التي تُستخدم على نطاق واسع في الأعمال والحكومة.
تشتهر جنوب أفريقيا بتنوعها البيولوجي الكبير، حيث تضم محميات طبيعية شهيرة مثل متنزه كروجر الوطني، الذي يعد موطنًا لمجموعة واسعة من الحيوانات البرية بما في ذلك "الخمسة الكبار" (الأسد، الفيل، الجاموس، الفهد، ووحيد القرن).
النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء شغل حيزاً كبيراً من تاريخ البلاد وسياساته، وقد بدأ الحزب الوطني بإدخال سياسة الفصل العنصري بعد فوزه بالانتخابات العامة لعام 1948 وهو الحزب نفسه الذي بدأ تفكيك هذه السياسة عام 1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعات مناهضة للعنصرية من البيض والهنود. جنوب إفريقيا من الدول الإفريقية القليلة التي لم تشهد انقلاباً على الحكم، كما تُنظم الانتخابات منذ 1994.
اسم «جنوب إفريقيا» مشتق من موقع البلاد الجغرافي على الحافة الجنوبية لإفريقيا. عند تشكيلها، سُميت البلاد اتحاد جنوب إفريقيا، ما يعكس أصلها العائد لاتحاد أربع مستعمرات بريطانية منفصلة سابقة. منذ عام 1961، كان الاسم الطويل الرسمي باللغة الإنجليزية: «اتحاد جنوب إفريقيا»، و Republiek van Suid-Afrika بالأفريقانية. منذ عام 1994، صار للبلاد اسم رسمي في كل من لغاتها الإحدى عشرة.
يسود جنوب إفريقيا مناخ معتدل بصفة عامة، فيما عدا أقصى الجنوب الغربي للبلاد حيث تهب عليه الرياح الشرقية التجارية من المحيط الهندي، ونظراً لوقوع جنوب إفريقيا إلى الجنوب من خط الاستواء فإن فصول السنة بها تكون معاكسة لتلك التي تسود النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويتنوع المناخ تبعاً لتنوع الارتفاعات واتجاهات الرياح والتيارات البحرية، فتتمتع جبال الكاب بمناخ دافئ وجاف في الصيف ومناخ بارد وممطر في الشتاء، أما منطقة الساحل فحارة ورطبة في الصيف ومشمسة وجافة في الشتاء والهضاب الشرقية حارة في النهار ومعتدلة في الليل في فصل الصيف ومعتدلة في النهار وباردة في الليل في فصل الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة عادة إلى دون الصفر خلال الشتاء في الهضاب، ويتراوح تساقط الأمطار فيها ما بين 65 – 100 سم في العام، وتقل الأمطار على الساحل الجنوبي، وتندر في منطقة الصحراء.
المصدر : مواقع إلكترونية