رسوم عمرها أكثر من 7000 سنة
رسوم عمرها أكثر من 7000 سنة 1---213
أسطورة البقرة الباكية في الطاسيلي
البقرة الباكية هي نقوش صخرية تقع على بعد حوالي 25 كم من واحة جانت في جنوب شرق الجزائر، على الحدود الشرقية لعرق آدمر باتجاه طاسيلي ناجر في منطقة تيغرغارت، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 7000 عام.
والتي تعد النقوش الصخرية تحفة فنية من العصر الحجري الحديث، نُفِّذت النقوش بالنحت البارز، وهي ذات صنعة وتناغم غير عاديين، مصنوعة من أخاديد عميقة منحوتة في الصخر، تميل النقوش نحو منخفض صغير أسفل الصخرة، وتمثل قطيعًا صغيرًا من البقريات، ويبدو أن الأبقار تنتظر وصول الماء لتشرب منه، لقد أدت الدموع التي أطلقتها إحدى هذه الأبقار إلى ظهور العديد من التفسيرات والأساطير.
وسط الكثبان، تنتصب الصخور، منذ آلاف السنين، تروي في صمت آلاف الحكايات، عن الإنسان والصحراء والماشية.. يوميات رجال، كانوا هناك يوما ما ثم صاروا رمادا تذروه الرياح، فاختلطت أرواحهم بالرمال… الشروق العربي، تسرد لأول مرة قصة من قصص الصخور، وعن بقرة ذرفت دمعا فصارت أسطورة.
رسوم عمرها أكثر من 7000 سنة 1--367
في الأطلس الصحراوي وفي الصحراء الوسطى، لا سيما في الطاسيلي والهڤار، حفر ونقش الإنسان حياته، ولخصها في رسوم، بقيت قائمة منذ الأزل. آلاف النقوش، تؤرخ لفترة دخوله العصر الحجري الحديث. وكيف لا يرسم وينحت، وهو قد اخترع الزراعة وصقل الأدوات، وبدأ في الاستقرار، وتحول من اقتصاد الافتراس إلى اقتصاد تربية الحيوانات والإنتاج.
وارتبط الفن الصخري الصحراوي ارتباطا وثيقا بهذا التغير الجذري في حياة الإنسان. ولا تخلو أي جدارية صخرية من تمثيل الماشية، خاصة الأبقار.
ومن أكثر النقوش رمزية “لطاسيلي ناجر” بلا شك نقش ماشية “تيغرغارت”، المعروفة أكثر باسم البقرة الباكية.
دمعة في عين بقرة
تقع هذه اللوحة الجدارية على بعد 25 كيلومترا من جانت، على جدار جبلي منبسط. إنه يمثل قطيعًا صغيرًا من الماشية. ويعتبر المتخصصون في الفن الصخري أن هذا النحت السطحي على خلفية أحادية اللون، هو تحفة فنية لا مثيل لها في العالم. فالأخاديد المحفورة في الصخر، بتقنية عالية، أضفت بعدًا آخر أكثر واقعية، وكأن الماشية تكلمك وتروي لك معاناتها.
وتعتبر جدارية البقرة الباكية من أقدم الجداريات في الطاسيلي ناجر، إذ يزيد عمرها عن 7000 عام. وسرها الذي حير الخبراء هو تصوير النحات للماشية، وفي زاوية عيونها دمعة، كأنها ماسة متلألئة. وأثارت هذه الدموع جدلا كبيرا، واختلفت الآراء، وتعددت التأويلات، ونسجت حولها الأساطير. يقول البعض إن التفسير علمي بحت.. فعندما تفتقر الأبقار إلى الماء، تفرز عيونها سائلًا… ووفقًا للبعض الآخر، فهي مجرد بقعة ملونة على وجه هذه الفصيلة من الأبقار. لكن أصحاب الخيال وناسجي الحكايات سيخبرونك بأن هذه الأبقار كانت تزور نبع ماء سريا في موسم الجفاف، حيث يصبح العثور على الماء أمرا نادرا.. فتذرف الأبقار دموعا حزنا على ما آلت إليه حال المنطقة.

التفسير الأقرب إلى التصديق، أن الفنان الذي نحت هذه التحفة الفنية أراد أن يؤرخ لفترة الجفاف، الذي حول المنطقة من سهول وحقول إلى صحراء قاحلة، ويستعيد تراجيديا شح الوديان والجداول، وتفاقم ظاهرة التصحر. وتجدر الإشارة إلى أن التصحر لم يحدث بشكل مفاجئ، بل بسبب التقلبات المناخية، التي أدت إلى تناوب فترات رطبة وأخرى قاحلة على المنطقة.



المصدر : مواقع إلكترونية