هل كانت هناك "أقوام" أخرى "لا نعرفها" كانت تعيش في شمال_إفريقيا قبل الأمازيغ؟
هل كانت هناك "أقوام" أخرى "لا نعرفها" كانت تعيش في شمال_إفريقيا قبل الأمازيغ؟ 1-1015
كان هذا السؤال سيكون "علميا" و"أكاديميا" لو أنه حدد المقصود بعبارة أقوام ، فيوضح ما إذا كان المقصود ب"الأقوام"
(1) جماعة بشرية بثقافة (أو ثقافات) مخصوصة، ولغة (أو لغات) مخصوصة، وطريقة في الكتابة (أو طرق في الكاتبة) مخصوصة، أم
(2) جماعات بشرية لم تتشكل بعدُ معالم ثقافتها، ولم تتحدد بعد معالم أساليبها في التواصل اللغوي، ولم تطور بعد نظاما كتابيا معلوما.
إذا كان المقصود بالأقوام_الأخرى هو التعريف الوارد في (1)، فإن الجواب العلمي هو أننا لا نعرف أي ثقافة محلية في شمال إفريقيا سابقة للثقافة الأمازيغية، ولا نعرف أية لغة أخرى سابقة للغة الأمازيغية، ولا نعرف أي نظام كتابي آخر سابق للنظام الكتابي الأمازيغي.
إذا كان المقصود بالأقوام هو التعريف الوارد في (2)، فإن السؤال عن الأقوام_السابقة ليس سؤالا إمبريقيا (أي سؤالا تجريبيا = نجيب عنه انطلاقا من البحث والتنقيب والملاحظة ...) أصلا لأن له جوابا منطقيا معلوما بالضرورة وهو أن كل جماعة بشرية لها ثقافة ولغة ونظام كتابي كانت في فترة من فترات تاريخها البدائي بدون هذه المقومات الثقافية واللغوية والتعبيرية.
ثقافة الانسان، ولغته، وأساليب تعبيره المكتوب هي المعالم الأساسية التي تشكلت بها كينونة الهومساپيان بعد أن كان مجرد وجود إنساني خام لا معالم له، ولا هوية له، ولا ملامح تميز وجوده عن بقية "الأقوام".
لهذا فالسؤال العلمي الذي يستطيع اللسانيون التاريخيون، والفيلولجيون والأنتروپولجيون أن يجيبوا عنه، بدون مصادرات أيديولوجية معتِّمة، وبالاعتماد على ما تراكم من الأدلة العلمية الملموسة هو: ما هو أقدم تشكّل ثقافي عرفه شمال إفريقيا؟ وما هي أقدم لغة عرفتها شمال إفريقيا؟ وما هو أقدم نظام كتابي عرفه شمال إفريقيا؟
الجواب العلمي الذي لا ينكره (بشيء من الثقة في النفس) إلا جاهل وهو يخاطب جمهورا محروما من معرفة ما تراكم من الأدلة العلمية هو: أقدم تشكل ثقافي عرفه شمال إفريقيا هو الثقافة الأمازيغية، و أقدم لغة عرفتها شمال إفريقيا هي اللغة الأمازيغية، و أقدم نظام للكتابة عرفه شمال إفريقيا هو نظام الكتابة الأمازيغي.
فالذي لايتفق معي على هذا الجواب العلمي أوعلى هذا السؤال فإن صيغتة العلميّة تجبرني على محاورته، وسأكون سعيدا بمناظرته بشكل عمومي.
الصورة هذه جمجمة لأمازيغي موري قتله العدو الروماني (أنظر السهم الحديدي الذي لا يزال يخترق جمجمته إلى اليوم) وهو يدافع عن مدينة تامودا، صورتها لكم من المتحف الأركيولوجي بمدينة تطوان (تجد التفاصيل في لوحات المعلومات بالمتحف) ... لقد كانت سهام العدو الحديدية تخترق جماجم أجدادنا دفاعا عن ثقافتهم ..
الأسئلة العلمية المتعلقة بهويتنا الجماعية ينبغي أن تناقش بشكل عمومي لأن المجتمع يحتاج لأجوبة حاسمة عن سؤال الهوية.


الدكتور عبد الله الحلوي