خبز الفراعنة
خبز الفراعنة 1---746
1 "خبز الفراعنة: سرعة في الفرن وتاريخ في كل قضمة" هل تساءلت يومًا كيف كان المصريون القدماء يصنعون الخبز؟
يعتبر الخبز هو المكوّن الأساسي لأي وجبة مصرية، سواء كنت ستتناوله كساندويتش، أو ستضعه كمكون ضمن مكونات أحد الوجبات، أو ستستخدمه كغموس، فبالرغم من أنك ربما لا تدرك ذلك، ولكنك لا تستطيع أن تبقي منزلك بدون خبز لمدة يوما واحدا.
وقد نمى حب المصريين للخبز وارتباطهم به في جميع أكلاتهم من أجدادهم القدماء المصريين، الذين برعوا في اختراع هذه الأكلة البسيطة، وسجلوا مكوناتها على أعمدة المعابد.
وفيما يلي نعرض كيف قام المصريون القدماء بصناعة الخبز لأول مرة، بحسب ما ذكر في مجلة الراوي المختصة بالتراث المصري.
كان الخبز عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للمصريين القدماء، وقد اكتشفوا أسرار صناعته منذ آلاف السنين!
خبز الفراعنة 0--84
أهم الحقائق عن خبز الفراعنة:
* تاريخ عريق: يعود تاريخ صناعة الخبز في مصر إلى حوالي 5800 عام، أي قبل بناء الأهرامات!
* مكونات طبيعية: كانوا يستخدمون قمح الإيمر والشعير، وهما نوعان من الحبوب الغنية بالعناصر الغذائية.
* طرق مبتكرة: ابتكروا طرقًا فريدة للخبز، مثل استخدام أوانٍ فخارية توضع في رماد ساخن.
* أهمية غذائية: كان الخبز يمثل المصدر الرئيسي للطاقة والكربوهيدرات للمصريين. ايمحتب7
كانت الحبوب تُطحن يدويًّا بعد جهد كبير، والدقيق ُيمزج بالماء ويُترك ليتخمَّر، وجرى التعرُّف على جزيئات بكتيريا حمض اللبنيك والخميرة الطبيعية في عينات الخبز القديم.
ربط الخبراء هذا الخبز القديم بالخبز الشمسي المعاصر، حيث تُستخدم الخميرة الطبيعية لكي تصير الأرغفة ذات لبابة هشَّة ورائحة مميَّزة وشهيَّة، كما ربطوا أيضا بين هذا الخبز القديم وخبز العجين المخمَّر الذي نعرفه ونلمسه اليوم، وقد عثر على خبز مصنوع من دقيق الشعير أو الحمص، غير أن التحليل العلمي كشف عن بعض المكونات المهمة الأخرى أيضًا مثل، حشوات من معجون التين للخبز الشبيه بالكعك، وبذور الكزبرة المضافة إلى الأرغفة المكتشفة في مقبرة الملك توت عنخ آمون، علاوة على خبز مصنوع من النبق.
خبز الفراعنة 0--85
تقدم الرسوم والنقوش في المقابر والمعابد دلائل عديدة على إنتاج الخبز في عصر الفراعنة، على نحو ما نجده مثلًا، في مشاهد مقبرة تي التي تنتمي إلى الدولة القديمة بسقارة، وكيف كان القمح يُطحن ليتحوَّل إلى دقيق خشن، ثم يُخلط العجين في قوالب ذات أشكال متعددة، ويُترك ليرتفع، ومن ثَمَّ يُوضع على صَوانٍ ليُخبز في أفران من الطوب الطيني، كما كانت طقوس المقابر تحفل بصورٍ عديدة لقرابين الخبز من مختلف الأشكال والأحجام.
وتتراوح البقايا الأثرية المتعلِّقة بالخبز في مصر القديمة بين هون ورحى وقوالب للخبز وأفران وقواعد للحجر، وهي هياكل مبنية تُشبه الكتل ترفع الرحى من على الأرض لتُتيحَ وضعًا أكثر راحة للشخص المنحني فوقها، ليُحوِّل الحبوب إلى دقيق، وتعتبر هذه الهياكل والأدوات الأثرية دليلًا لا غنى عنه على إعادة عملية البناء التجريبية لصناعة الخبز.
جعل المصريون للخبز قدسية خاصة، فكان يقدم كقرابين لنيل رضاء الآلهة ومباركتهم، حيث كان الخبز من أهم القرابين المقدمة في عهد الملك رمسيس، وفي عصر المصري القديم استخدم الفراعنة الخبر للتمييز الطبقي والاجتماعي، إذ كانت هناك ثلاث أصناف منه في مصر الفرعونية من دقيق القمح للأغنياء، ومن دقيق الشعير للطبقة المتوسطة، أما الفقراء فكان لهم خبز أسمر من دقيق الحبوب البرية.
صنع المصريون القدماء أكثر من أربعين نوعاً مختلفاً من الخبز، فكانت هناك أرغفة مستطيلة الشكل، وأخرى مستديرة، أرغفة مسطحة، وأخرى مثلثة، بل كانت هناك أيضًا أرغفة على شكل إنسان أو حيوان، وقد أضاف المصري القديم العسل والفواكه المجففة لعمل الخبز الحلو، أو ما نطلق عليه اليوم، الكعك.
كان رغيف الخبز المصنوع من حبوب الغلال الطعام الأساسي للمصريين القدماء، إذ إنهم أول من اكتشف خميرة الخبز في عام 4000 قبل الميلاد، وهم أول من انتصر لدقيق القمح على غيره من الحبوب في تحضير الخبز، وكانوا يقومون بخلط الخميرة والحليب والتوابل مع الملح وعجن المزيج باليد ثم تقطعيه وطهيه في مقلاة.

ويعُتقد أن صناعة الجعة آنذاك، كانت تتم بنقع الأرغفة في الماء، ثم تركها لتتخمر في أوعية كبيرة مع إضافة التمر أو الشعير إليها، وقد توصلت بعض الأبحاث الحديثة بالفعل إلى صناعة الجعة بنفس تلك الطريقة التي اتبعها المصري القديم.


المصدر : مواقع إلكترونية