الاسطورة والدين
الاسطورة والدين 1-1018
في العراق القديم -- التداخل بين الاسطورة والدين لايمكن تجاهله فالاسطورة على الرغم من تعدد وظائفها الا انها كانت توظف في كثير من الاحيان دينيا حتى انها كانت تغدو في مناسبات معينة جزءا من الطقوس الدينية نفسها وهذا متفق عليه وحسب ما ذكر في التراث العراقي القديم وكما ورد في ملحمة التكوين البابلية - اينوما ايليش - كانت تتلى من قبل الكاهن الاكبر في اليوم الرابع من احتفالات عيد راس السنة البابلية -الاكيتو- بحضورالملك وكبارالقادة والكهنة –
والى جانب ذلك تشترك الاسطورة مع الدين بمفهوم مشترك في العديد من السمات الاخرى ابرزها الاهمية التي توليها للالهة مقابل تحجيمها للدور الانساني واهماله وجعله تابعا لها ويخضع لسطوة القوة الفاعلة التي تحضى بها الالهة دون بقية الكائنات وحتى اذا منح بعض البشرمزايا خاصة فانها تظل في حدود ما هو مرسوم وهي بذلك لا تبيح لاصحابها تجاوز طبيعتهم الاصلية تمهيدا للدخول في عالم اسمى وهذا ما اشارت اليه - سيدوري - صاحبة الحانة في حديثها مع - كلكامش - انها كانت تقول الحقيقة - الى اين تسعى يا كلكامش - ان الحياة التي تبغي لن تجدها - حينما خلقت الالهة العظام البشر- قدرت الموت على البشرية و استأثرت هي بالحياة –
في العراق القديم يعتبر الخوف قاسم مشترك بين الاديان - فقد بذل كهنة معابد بابل جهود كبرى القصد منها فرض عبادة الالهة -مردوخ - على سائر الاقوام الاخرى التي كانت تحكم من قبل الدولة البابلية القديمة 1894-1595 قبل الميلاد وهذا نابع من موقع وعظمة الاله -مردوخ - ومكانته الرفيعة التي حصل عليها وهذا الامراقدم عليها لاحقا كهنة بلاد اشور الذين وجدوا ان الاله - اشور- يستحق هو الاخر ان يغدو اله كبير خاصة بعد ان تمكن الاشوريون من بسط نفوذهم في انحاء واسعة من الشرق الادنى القديم والاسطورة تعامل ضمن هذا التوجيه لتسويغ التصورات الدينية وتاكيد مصداقيتها نظرا لما تملكه من طاقة وجدانية فائقة واسلوب شاعري جمالي تستطيع بفضلهما اختراق كل الحواجز ومخاطبة العواطف


المصادر
كتاب ديانة بابل واشور -ص95 -96 - هوك - ترجمة نهاد خياطة
كتاب من الوعي الاسطوري الى بدايات التفكير الفلسفي النظري - ص27-29- 33 -الدكتور عبد الباسط سيدا