حمار خارج عن الصف
تخيلوا معي هذا المشهد الفريد! حمار شقي في إحدى النقوش القديمة، يخرج عن الصف وينحني ليلتهم طعامه.
في هذا المشهد، نرى لمحة من روح الفنان المصري القديمة، الذي رغم التقاليد الفنية الصارمة والسيمترية الدقيقة، كان له لحظات من التمرد والحرية، ليعبر عن شخصيته الفريدة وحرفيته العالية في فن النحت.
هذه النقوش البارزة على الحجر الجيري التي تعود لمقبرة (ميتيجيتي) في سقارة، والتي تنتمي للأسرة الخامسة حوالي 2400 قبل الميلاد، هي ليست مجرد قطع أثرية، بل هي قصص تحكي عن حياة وحرفية المصريين القدماء.
لم يكن الفنان المصري مجرد صانع؛ بل كان مبدعًا يعبر عن أفكاره ومشاعره في كل ضربة إزميل، ولم يكن يخشى من كسر بعض القواعد لإظهار إبداعه.
هذه الصورة البسيطة للحمار الخارج عن الصف هي رمز لشجاعة الفنان المصري القديم في مواجهة التقاليد، وتأكيد على أن فنوننا كانت دائمًا ملهمة وحرة. إنه درس لنا اليوم في كيف يمكن للإبداع أن يكسر القيود ليُظهر لنا شيئًا جميلًا ومختلفًا.
فلنفتخر بهذه الروح التي كانت جزءًا من حضارتنا العظيمة، ولنتذكر دائمًا أن فن المصريين القدماء كان وما زال ينبض بالحياة والإبداع، يتحدى الزمن ويُظهر للعالم أن المصريين هم رواد الفن الحقيقي.
المصدر : مواقع إلكترونية