معاهدة الملك اشور نيراري الخامس
مع ماتع -ايلو - حاكم مملكة ارواد -- كانت - ارواد - مملكة فينيقية صغيرة مزهرة تحكم سواحل سورية الشمالية - مرت على بلاد اشور حقبة من الركود السياسي والاقتصادي اذ ان الملوك الذين سبقوا الملك - اشور نيراري الخامس 753-746 قبل الميلاد كانوا على درجة كبيرة من الضعف مما اثر سلبا على الهيكل التنظيمي السياسي والاقتصادي للدولة الاشورية حيث فقدت سيطرتها على العديد من الممالك وفي مختلف الجهات مما اثر على الناحية الاقتصادية فقد سيطرت مملكلة - اورارتو - حاليا دولة ارمينيا - على جميع مناطق شمال وغرب بلاد اشور وبذلك فقد الدولة الاشورية تجارة المعادن والخيول في اسيا الصغرى فيما سيطرت القبائل الكلدية في جنوب بلاد بابل على طرق المواصلات المؤدية الى البحر الاسفل - الخليج العربي –
وهذا ادى الى ضعف الدولة الاشورية وساهم في جعل الاقاليم المجاورة لها للتحرك على التخلص من التبعية الاشورية التي كانت تدين لها سابقا مما دفع الملك الاشوري - اشور نيراري الخامس - الى معالجة الاوضاع تارة بالحملات العسكرية وتارة بالدبلوماسية وعقد المعاهدات والاتفاقيات تارة اخرى حيث فرض معاهدة تبعية على حاكم مملكة - ارواد - ماتع -ايلو- في اعقاب الحملة العسكرية التي شنها عليها الملك الاشوري والذي حاول قطع الطريق امام امكانية وقوف حاكم مملكة - ارواد - الى جانب الاورارتيين اي كسب حليف له في المنطقة ضد التقدم الاورارتي نحو الدولة الاشورية هذا من جهة ومن جهة اخرى تاكيد السيطرة الاشورية على الطرق التجارية لان الولاء للدولة الاشورية يعني الولاء لبلاد اشور سياسيا وعسكريا واقتصاديا ودفع الاتاوة المفروضة عليه وتقديم الدعم العسكري في اي حرب تقودها الدولة الاشورية لاحقا –
لايوجد اي مضمون اقتصادي في بنود المعاهدة فقط تشيرالى مسالة الولاء والاخلاص من قبل الحاكم - ماتع-ايلو- للملك الاشوري وكما جاء في النص المسماري الاشوري الاتي - اذ لم تخلص لاشور- نيراري - اذا لم يكرس قلبك لاشور نيراري -----
المصادر
موسوعة الموصل الحضارية - لسنة 1991م مجلد 1 - ص 93 عامر سليمان
كتاب المضامين الاقتصادية لمعاهدات واتفاقيات بلاد الرافدين - ص 185 - 186 - هيفي سعيد عيس الدوسكي