الحضارة العاترية
الحضارة العاترية 1-1023
الحضارة_العاترية هي حضارة قديمة تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط، وقد ظهرت في  الجزائر. سميت بهذا الاسم نسبة إلى موقع بئر العاتر في ولاية تبسة بالجزائر، حيث اكتشفت أولى الأدوات الحجرية لهذه الحضارة.
تتميز الحضارة العاترية بصناعة أدوات حجرية متقدمة مثل المكاشط والأدوات المسننة، والتي كانت تستخدم في الصيد والأنشطة اليومية الأخرى. يعود تاريخ هذه الحضارة إلى حوالي 145,000 سنة قبل الميلاد واستمرت حتى حوالي 20,000 سنة قبل الميلاد
.اكتشفت البقايا الحجرية لهذه الصناعة لأول مرة في موقع وادي جبانة بالقرب من دائرة بئر العاتر بولاية تبسة سنة 1917 م على يد الباحث ريجاس(Reygasse)، غيرأن دراسته لم تتم إلا في عام 1974م من طرف ج. موريل(J. Morel)
الحضارة العاترية 0--31
وقد تمثلت خصوصية هذا الموقع في احتوائه على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط (مكاشط وأدوات مسننةّ) جنبا إلى جنب مع أدوات أخرى تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى كالمكاشط المسطحة، وأدوات أخرى كثيرة ذات سيقان. وقد انطلت هذه الميزة على أغلب مواقعها الى درجة أن تداخل هذه الأدوات الحجرية جعلها متشابكة ومظللة. وقد عرفت هذه الحضارة  بادئ الأمر باسم حضارة وادي جبانة نسبة إلى الموقع الذي اكتشفت فيه الأدوات الحجرية الأولى لهذه الحضارة، ثم أصبحت تعرف فيما بعد بالحضارة العاترية.
يعيد المختصون ظهور الحضارة الأشولية إلى نهاية العصر الحجري القديم الأسفل وبداية العصر الحجري القديم الأوسط، ويرجح علماء ما قبل التاريخ أن تكون الحضارة العاترية قد تطورت عنها، إلا أن بحوثا علمية أخرى أكدت أن الحضارة العاترية استمدت أصولها من الموسترية التي سبقتها اعتمادا على التشابه الموجود بينهما. وتعتبر الحضارة العاترية من أقدم حضارات الإنسان العاقل، حيث شغلت الفترة ما بين 45,000 إلى حوالي 20,000 سنة ق م.
كانت بيئة هذه المنطقة الجغرافية في تلك الفترة تميزها الغابات المطيرة الكثيفة الأشجار، وكثرة الأنهار والينابيع التي كانت تتخللها، وكذا بعض الأنواع الحيوانية، وقد وفر هذا الطابع المناخي الظروف المناسبة لصناع الحضارة العاترية وهم أشباه النياندرتاليين حسب ما خلصت اليه الدراسات للاستقرار بها.
الحضارة العاترية 0--32
ونظرا للتميز الكبير لصناعات الأدوات الحجرية القديمة في المنطقة، فإن الباحثين يعتبرون أن الحضارة العاترية هي أقدم أنموذج على التنوع التكنولوجي الإقليمي. فبالإضافة إلى انتشارها الواسع فهم يرجحون أن تكون عدة فروع حضارية صغيرة كالوهرانية والقفصية قد انبثقت عنها، حيث بدأت دائرتها تتوسع لتشمل أول الأمر كامل البلدان المغاربية، ثم توسعت حدودها لتغطي المجال الجغرافي الممتد من المحيط الأطلسي غربا إلى نهر النيل شرقا ومن شواطئ البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى شمال النيجر والتشاد جنوبا. وقد تنوعت البقايا الحضارية التي عُثِر عليها في موقع بئر العاتر بين أدوات حجرية كالصوان وبقايا رسوم ملونة على جدران الكهوف؛ كما تركت هذه الحضارة عددا من شواهد القبور المزينة بالرسوم. وتشير الدراسات إلى أن الإنسان العاتري اعتمد في غذائه في هذه المنطقة على الحيوانات وبعض أنواع الصدفيات والنباتات، واستعملها أيضا كوسيلة للتداوي، ووظف أخشاب غاباتها في بناء المساكن وصناعة الأدوات التي احتاج اليها في حياته اليومية. ومع هذا التطور الذي احرزته الحضارة العاترية إلى أنها لم يكتب لها البقاء طويلا إذ سرعان ما اضمحلت، وقد أرجعت المصادر هذا الاضمحلال إلى تغير الظروف المناخية، حيث أعقب فترة ازدهارها مناخ جاف مس هذه المنطقة خاصة والصحراء الأفريقية عامة مما دفع  أصحاب هذه الحضارة  الذين يعتمدون في حياتهم على الصيد والزراعة إلى الهجرة إلى مناطق أخرى بحثا عن ظروف الحياة، منها الصحراء وبلاد الساحل وبعض مناطق إفريقيا الاستوائية. وربما يكون العاتريون قد واصلوا زحفهم جنوبًا إلى غرب إفريقيا فوصلوا إلى موريتانيا والسنغال. لقد استمرت الحضارة العاترية في الوجود حتي العصر الحجري الحديث حيث توقفت وحلت محلها الحضارة القفصية.
الحضارة العاترية 13-66
أدوات حجرية عاترية، أهم ما يميزها عن غيرها السيقان الجميلة التي تعبر عن تطور ملحوظ في الصناعة الحجرية



المصدر : مواقع إلكترونية