ما هي أبرز الأساطير والمعتقدات التي ما زالت تدور حول القمر؟


ما هي أبرز الأساطير والمعتقدات التي ما زالت تدور حول القمر؟ 14112016_supermoon_0


لطالما شكل القمر إلهاما ومصدرا للمعتقدات والأساطير لدى الإنسان في مختلف الثقافات وعلى مر الأزمنة، خاصة وأنه يظهر في الليل الفترة التي توقظ الخوف في نفوس الكثيرين، وفق المتخصصين في الأساطير.
رغم أن الإنسان تمكن قبل نصف قرن من أن يضع قدميه على سطح القمر، إلا أن هذا الكوكب لا يزال يشكل إلى يومنا هذا مصدرا للمعتقدات الخرافية والأساطير.
والإثنين، كان الشغوفون بمراقبة السماء في مختلف أرجاء العالم على موعد مع ظاهرة "القمر العملاق" التي أثارت اهتماما إعلاميا واسعا في كل مكان. فقد كان القمر على مسافة دنيا من الأرض تبلغ 356 ألفا و509 كيلومترات، علما أن المسافة المتوسطة تبلغ 384 ألفا و400 كيلومتر، وهو لم يقترب إلى هذا الحد من الأرض منذ سبعين عاما.
ويقول برنار ملغان منسق علوم الفلك في جامعة نانت "القمر يغذي خيال الإنسان ويدفعه إلى عالم الغموض والألغاز".
والقمر مسؤول عن عدد من الظواهر التي تشهدها الأرض، مثل حركة المد، كما أنه يجعل محور الأرض ثابتا، وينعكس ذلك استقرارا في المناخ. لكنه أيضا مسؤول عن إيقاظ الخوف في نفوس الكثيرين، ولا سيما حين يكتمل في منتصف الشهر القمري.
وتقول آن مارشان المتخصصة في القصص الأسطورية "الإنسان كائن نهاري، والقمر مرتبط بالليل الذي يخيف الإنسان، وحين يكتمل يتولد انطباع أنه اشتد قوة".
يختلف شكل القمر في مراحل دورته الكاملة حول الأرض، أي الشهر القمري الذي يستغرق 29 يوما ونصف اليوم، فيبدأ صغيرا ثم يكبر إلى أن يكتمل ثم يصغر إلى أن يختفي، لتتكرر الدورة مجددا.
ويقول برنار ملغان "يشكل القمر مصدرا للمعتقدات القديمة حول الموت والبعث" وخصوصا في مصر القديمة، فالإله أوزيريس على غرار القمر هو أول ميت يبعث حيا".
وفي الأساطير الدينية اليونانية القديمة يتخذ القمر ملامح الآلهة أرتيميس، أما في الأساطير السومرية فإن القمر مذكر وهو يؤدي دورا هاما للبشر، وفي مصر القديمة يوكل الاهتمام بالقمر إلى الإله تحوت.
وفي الحكايات الشعبية، تزداد قوة السحرة مع اكتمال القمر في السماء، وله الفضل أيضا في إبداع الخيال البشري لفكرة الرجل الذي يتحول إلى ذئب حين يكون القمر بدرا.
ويسود اعتقاد أن منتصف الشهر القمري يثير الاضطرابات العقلية، بحسب برنار ملغان الذي يقول "في القرن التاسع عشر كان المجانين يتعرضون للضرب في المصحات قبل اكتمال القمر وأثناء ذلك وبعده لتهدئتهم".
ولأن القمر يكبر بعد ولادته في أول الشهر القمري، "صار مرتبطا بالخصوبة وما يزرع وما ينمو". ولأن الشهر القمري يعادل الدورة الشهرية للنساء تقريبا، ظهرت تكهنات كثيرة حول ارتباط هذا بذاك، لكن العلماء يؤكدون أنها ليست سوى مصادفة.
ويقول ملغان "لا يولد أطفال أكثر من العادة عند انتصاف القمر"، ولا شيء من الإحصاءات يؤيد هذا الاعتقاد، لكنه ما زال سائدا.
ومن الخرافات التي ما زالت سائدة أن الشعر والأظافر تنمو حين يكون القمر في طور النمو ليصبح بدرا، لذا يفضل أن يذهب المرء إلى الحلاق في النصف الثاني من الشهر القمري، حين يكون القمر في مرحلة الانحسار، ويسود اعتقاد أيضا أن لمراحل القمر تأثيرا على الزراعة، وأن كل مرحلة من الشهر القمري تناسب زرع نوع معين من النبات.
في المقابل، يتوقع برنار ملغان أن يتوصل العلم يوما إلى تأثيرات حقيقية للقمر على الإنسان، ويقول "مثلا، زوجتي لا تقدر أن تنام حين يكون القمر بدرا، وهناك أشخاص أكثر حساسية من غيرهم على هذا الأمر".

https://www.france24.com/ar/20161115-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9