ما الصفات التي يتميز بها الشخص الذكي اجتماعيًا؟
يقول توم بترس: "التواصل هو العلاج الذي يناسب جميع الناس لكل الأمراض".
حياتنا تدور حول العلاقات، فمن المهم الانسجام مع الآخرين وبناء علاقات إيجابية، يسودها الانسجام، فإننا نجتذب الصداقات الدائمة ونستمتع بلحظات رائعة تبقى في ذاكرتنا. وخلال كل مرحلة من مراحل حياتنا تلعب العلاقات الداعمة دورًا مهمًا في شعورنا بالسعادة والعيش والعمل في بيئة اتصال، سواء بين الأفراد أو المؤسسات أو في حياتنا الشخصية، لذلك نحتاج في حياتنا اليومية وتعاملاتنا مع الآخرين إلى فن إتقان الذكاء الاجتماعي .
ما هو الذكاء الاجتماعي؟
تم طرح نظرية الذكاء الاجتماعي في سنة 1920 من قبل عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك بأنه: القدرة على الفهم والتعامل مع الرجال، والنساء، والفتيان، والفتيات، على التصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية.
وعرفه فيرنون بأنه: القدرة على الانسجام مع الناس بشكل عام، ومع التقنيات الاجتماعية، أو الارتياح في التعامل مع المجتمع، ومعرفة الأمور الاجتماعية، والقدرة على الاستجابة مع أعضاء آخرين في مجموعة، وفهم عميق للحالات المزاجية المؤقتة أو السمات الشخصية للغرباء.
ويعتقد البروفيسور نيكولاس همفري أن الذكاء الاجتماعي، وليس الذكاء الكمي، هو الذي يحدد من نحن كبشر.
وتعرف الاختصاصية الاجتماعية سوزان خير الذكاء الاجتماعي بأنه: القدرة الإنسانية على بناء العلاقات الإجتماعية المختلفة، والتكيف معها بكل فعالية وسهولة ونجاح وتكوين صداقات مع الآخرين.
صفات الشخص الذكي اجتماعيًا:
اسأل نفسك بعض الاسئلة كي تتأكد إذا كنت تتميز بذكاء اجتماعي:
هل تشعر بخوف عند دعوتك لحضور حفلة فيها الكثير من الغرباء؟
هل تشعر بالاضطراب عندما تتحدث مع زملائك بالعمل؟
هل تشعر بتوتر وقلق وتتحدث بصعوبة بالغة في الاجتماعات أو عند إجراء مقابلة عمل؟
هل سبق أن تعرفت على أُناس ونسيت أسماءهم وتعثرت في الكلام عند حديثك معهم؟
هل تقاطع الأشخاص المقربين إليك قبل إنهاء كلامهم؟
إذا كانت معظم أجوبتك نعم فإنك تحتاج إلى تفعيل ذكائك الاجتماعي.
من الصفات التي يتميز بها الشخص الذكي اجتماعيًا:
الاستماع للآخرين:
الشخص الذي يمتلك ذكاء اجتماعيًا لا يستمع فقط للرد، ولكنه يهتم حقًا بما يقوله الشخص ويعطيه كل الانتباه والتركيز .
مهارات المحادثة:
يستطيع إجراء مناقشة مع أي شخص فهو لبق، وصادق في المحادثة، ولديه روح الدعابة، والاحترام للجميع.
عدم الجدال:
فهو يحترم أفكار الآخرين ويتقبلها، ويستمع لها بعقل متفتح حتى لو كانت هذه الأفكار لا تتفق معه شخصيًا.
الوعي بكيفية شعور الآخرين:
دائمًا يفكر في كلامه قبل أن يقوله، وينتقي كلامه ببراعة، ويحاول أن يضع نفسه مكان الشخص الآخر كي لا يجرحه أو يشعره بسوء.
الحضور :
إن الشخص الذي يمتلك ذكاء اجتماعيًا يهتم بمظهره الخارجي ومزاجه وسلوكه ولغة جسده ولديه حضور وكاريزما.
يتذكر أسماء الأشخاص :
يحاول أن يتبع طرق تذكر الأسماء سواء بتسجيلها، أو تكرارها، لأنه يعرف أن الترحيب بالشخص مع ذكر اسمه له أهمية كبيرة.
أهمية الذكاء الاجتماعي:
يوضح الكاتب دانيال غولمان في كتابه الذكاء العاطفي: أن أهمية المهارات الاجتماعية والتواصل بصورة يومية، لبناء علاقات مع الآخرين، والتواصل مع العملاء والموظفين، وبناء علاقة قوية مع قادة العمل، والقدرة على الإنصات والاستماع الجيد، والتواصل البصري، والقيادة وقوة الإقناع.
للذكاء الاجتماعي أهمية كبيرة سواء على الصعيد الشخصي في حياتك، فهو يساعدك على تكوين صداقات حقيقية، والتعرف على ناس جدد واكتساب الخبرات والتعرف على ثقافات جديدة ومختلفة، وتحصل على فرص أكبر في الحياة، وكذلك له اهمية كبيرة على الصعيد العملي لأن تصبح لديك القدرة على فهم بيئة العمل والتنقل فيها بنجاح، والتعامل مع مديرك والموظفين بسهولة ويسر، لأنك تعرف ما هو الوقت المناسب لتتحدث معهم.
مهارات اجتماعية تجعلك محبوبًا:
الابتسامة:
أول ما يجذب معظم الناس إلى أي شخص آخر هو ابتسامته، فهي تبعث الدفء والثقة والإيجابية والسعادة في التواصل مع الآخرين، وهي أفضل طريقة لكسب الأصدقاء والتأثير عليهم. ويقول بريان باتس عن أهمية الابتسامة في المجتمع أن: غالبًا ما نفضل أن نشرك الأشخاص البشوشين في ثقتنا وآمالنا وأموالنا لأسباب قوية تتعدى وعينا، وقد ثبت أن من يبتسمون بعفوية يتمتعون بحياة أكثر نجاحًا على المستوى الشخصي والمهني.
فن الإنصات:
إن الإنصات يتطلب تركيزًا، لا يتوقف فقط على الاستماع للكلمات فحسب، بل يتعداه للاستماع إلى نبرة الصوت وسرعة الكلام ومستوى الصوت، فعندما يتحدث أي شخص إليك، توقف عن أي شيء آخر و أنصت إليه بشكل تام حتى ينتهي من حديثه، عندما تجري اتصالًا لا تكتب بريدًا إلكترونيًا في نفس الوقت، عندما تقابل شخصًا ما اجلس بجانبه وأنصت إليه. فمثل تلك الأمور البسيطة قد تساعدك.
إتقان مهارة الحوار:
فن الحوار الناجح أن يكون الحوار مبنيًا على أسس تجعله يصل إلى الهدف الذي أُجري من أجله، فلا يكون التواصل غير منطقي، وإعطاء الطرف الآخر فرصة كاملة للتعبير عن رأيه وقناعته مع احترام اختلاف الرأي، وأحيانًا لا يتطلب الكثير من التعقيد بالتفكير في الحديث، ممكن أن تسأل الشخص سؤالًا واحدًا وقد يفتح لك حوارات كثيرة للنقاش.
اختر التوقيت الصحيح:
لعلك سمعت عبارة التوقيت هو كل شيء، عند التعامل مع الناس ومشاعرهم، يغدو التوقيت فعلًا كل شيء، فلا تطلب زيادة في المرتب بينما العمل ليس على ما يرام، ولا تطلب معروفًا من شخص لديه ضغط عمل أو غاضب. فمن الأفضل عندما تجد شخصًا غاضبًا أو مشغولًا جدًا أن تطرح عليه هذا السؤال: هل هناك شيء يمكنني القيام به من أجلك؟ وأغلب الظن أنه سوف يقدر اهتمامك ويهدأ.
كيف تطور مهارت الذكاء الاجتماعي:
مشاهدة الأفلام:
تعد الأفلام مصدرًا ثريًا بمهارات الذكاء العاطفي، حيث تستطيع أن تقتطف الثمار الناضجة لتقوي مهارات الذكاء الاجتماعي الخاص بك بشكل عملي، عندما تشاهد فيلمًا ما لاحظ تعامل الشخصيات مع بعضها، وعلاقتها وردات فعلها، لاحظ لغة الجسد وخمن مشاعر كل شخصية، وراقب كيفية تعامل كل شخصية مع الصراعات وكيف ينتقون مشاعرهم وينقلوها.
دراسة وتعلم لغة الجسد:
تمنحنا لغة الجسد الكثير من المعلومات والإشارات غير اللفظية، لفهم ما يقوله الشخص الذي أمامك بكلماته وما تعنيه الإشارات التي يقوم بها جسده، وأكثر التركيز على العينين، لذلك من المهم التواصل من خلال العينين لأنه يدل أن الشخص مهتم وواثق، أما الحركة السريعة للعينين تدل على المراوغة. هنالك الكثير من الكتب تساعدك على فهم حركات لغة الجسد.
التعاطف مع الآخرين:
لن تتمكن من تحقيق تواصل فعال، إن لم تكن قادرًا على تفهم مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم، إن فهم مشاعر الآخرين مهم، إن التعاطف مع شخص بالحزن والإحباط، سيسهم في مساعدته وشعوره بالتحسن، وإدراك أن أحدهم فرح وإيجابي سيساعد على طرح أفكارك في الوقت المناسب.
التعرف على مختلف الثقافات واحترامها:
ينصح الشخص الذي يرغب في تطوير ذكائه الاجتماعي بتثقيف نفسه حول مختلف الثقافات وما يتخللها من عادات وتقاليد مع احترام هذه الاختلافات، فكل شخص لديه خلفية ثقافية مختلفة تشكل طبيعة تواصله مع الآخر والوعي بهذه الأمور يزيد من مهارة الشخص بالتواصل مع الآخرين.
https://www.forbesmiddleeast.com/ar/leadership/ceo/the-death-of-the-egyptian-businessman-onsi-sawiris