رشيد الراخا لأسبوعية المسار الصحفي: حان الوقت لاختيار من نراه مناسبا لخدمة الأمازيغية
أكد رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، أن السبب الرئيسي في فشل التعليم العمومي بالمغرب بصفة عامة يعود إلى إقصاء اللغة الأمازيغية، التي هي اللغة الأم للمغاربة، فالطفل المغربي يجد نفسه يعيش أزمة نفسية حادة عندما يلج المدرسة العمومية، بسبب إقصاء اللغة الأم التي يتعلمها في البيت، وهذا ما يتسبب له في أزمة هوياتية وثقافية ولغوية وبالتالي يدخل في أزمة نفسية بسبب تغيير لسانه قسرا في المدرسة العمومية، ومن هنا نجد الطفل المغربي محاصرا في قوقعة ضيقة لا تسمح له بالإبداع والإجتهاد…
أضاف الراخا، أننا على أبواب الإنتخابات مما يحتم علينا أن نكون فاعلين رئيسيين فيها، أولا من خلال التسجيل في اللوائح الإنتخابية حتى يكون لوجودنا السياسي معنى، وثانيا حتى نتمكن من اختيار من نراه مناسبا لخدمة الأمازيغية في الولاية الحكومية المقبلة، بعد عشر سنوات عجاف مع حكومة الإسلاميين وفي ما يلي نص الحوار:
أجرى الحوار بازغ لحسن
– ماهو تقييمكم لحال الحركة الأمازيغية اليوم بالنظر إلى الجمود الذي يعرفه ملف الأمازيغية عموما؟.
الحركة الأمازيغية، حركة مدنية علمية ونقدية وفكرية وتضم تيارات وإطارات وفعاليات مختلفة، قد تختلف في التصورات والإستراتيجيات، لكنها بالتأكيد تتفق على الأهداف الكبرى التي نناضل جميعا من أجلها وفي سبيلها، والجمود الذي تعيشه الأمازيغية اليوم، سببه غياب إرادة سياسية داخل مؤسسات الدولة، خصوصا المعنية بملف الأمازيغية، لذلك يتوجب علينا العمل على كسر هذا الجمود والخمول إن جاز التعبير من خلال التواجد داخل هذه المؤسسات واقتحامها وتحريكها من الداخل، موازاة مع استمرارنا في الترافع المدني والحقوقي، وبالفعل هناك مبادرات في هذا الاتجاه، هناك من التحق بأحزاب سياسية وهناك من يسعى لتأسيس أحزاب أخرى تهتم بالأمازيغية، وكل هذه التحركات في نظرنا مهمة وضرورية وتصب في مصلحة الأمازيغية.
كما أننا على أبواب الإنتخابات ممّا يحتم علينا أن نكون فاعلين رئيسيين فيها، أولا من خلال التسجيل في اللوائح الإنتخابية حتى يكون لوجودنا السياسي معنى، وثانيا حتى نتمكن من اختيار من نراه مناسبا لخدمة الأمازيغية في الولاية الحكومية المقبلة، بعد عشر سنوات عجاف مع حكومة الإسلاميين الذين عرقلوا بكل الطرق الأمازيغية وحصروها في قوقعة ضيقة، ومنعوها من ممارسة وظيفتها الدستورية والقانونية.
– كيف تقيم التحول الذي عرفته الأخبار الأمازيغية في القناة الثامنة؟.
لا أدرى عن أي تحول تتحدثون، لكن في المجمل أرى أن هناك ديناميكية وحركية مستمرة، وهناك عمل دؤوب تقوم به القناة الأمازيغية بكل أطرها وتقنيها وصحافييها وإدارتها من أجل الوصول إلى تحقيق المبتغى الذي على أساسه تأسست القناة الأمازيغية، هذه القناة التي ناضلنا وترافعنا من أجل تأسيسها، وأسسنا حينها لجنة خاصة. وأتذكر أننا قمنا بالترافع بقوة في سبيل إنشاء قناة أمازيغية، ووصلنا إلى حد إيداع رسالة في الديوان الملكي نطالب من خلالها العاهل المغربي بتخصيص ميزانية خاصة للقناة وهو ما تحقق بالفعل. فالقناة هي مكسب من مكاسب نضالات الحركة الأمازيغية، رغم كل الإكراهات والتحديات التي تعترض طريقها. وإن كان هناك تحول اليوم فهو تحول بمعناه الإيجابي، ونسعى طبعا لتطوير وتجويد محتواها ومضمونها ونعمل من موقعنا على أن تكون في مستوى القضية الأمازيغية ونضالات الحركة الأمازيغية، وأيضا نسعى إلى ضرورة تحويلها إلى قناة تشتغل 24 ساعة متتالية، إسوة بباقي القنوات العمومية، هاته القنوات التي لم تحترم إلى حدود اليوم دفتر التحملات ولم تخصص ال30 بالمائة للأمازيغية في شبكة برامجها، عكس القناة الأمازيغية، بالإضافة إلى استمرارها في معاكسة الدستور المغربي الذي أقر برسمية الأمازيغية وأقر بانتمائنا الجغرافي للمغرب الكبير، إلا أن القنوات العمومية لا تزال تضرب الدستور عرض الحائط وتكرر “المغرب العربي”. وهنا يكمن المشكل الأكبر، فبدون إعلام عمومي يحترم الدستور لا يمكن لنا أن نتقدم.
– في سؤال آخر أستاذ اليوم هناك حديت عن تراجع في تفعيل إدماج الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين في نظركم ماهي أسباب ذلك؟.
أولا قبل الحديث عن التراجع في تفعيل إدماج الأمازيغية، يجب الحديث أولا عن فشل التعليم العمومي بالمغرب بصفة عامة، والسبب الرئيسي يعود إلى إقصاء اللغة الأمازيغية، التي هي لغة الأم للمغاربة، فالطفل المغربي يجد نفسه يعيش أزمة نفسية حادة عندما يلج المدرسة العمومية، بسبب إقصاء اللغة الأم التي يتعلمها في البيت، وهذا ما يتسبب له في أزمة هوياتي وثقافية ولغوية وبالتالي يدخل في أزمة نفسية بسبب تغيير لسانه قسراً في المدرسة العمومية، ومن هنا نجد الطفل المغربي محاصر في قوقعة ضيقة لا تسمح له بالإبداع والإجتهاد..
واستمرار سياسة إقصاء اللغة الأمازيغية والسعي المتكرر لتعريب أبناء المغاربة، خصوصا في التعليم الأولي وفي المرحلة الإبتدائية، دفعنا مرارا وتكرارا لدق ناقوس الخطر إزاء مستقبل الأمازيغية ومستقبل ومكانة الأمازيغية لدى الأجيال القادمة في المدرسة العمومية، دون نسيان إصرار الدولة ومؤسساتها على إقصاء تدريس الأمازيغية والتاريخ والحضارة والثقافة الأمازيغية الأصلية لأبناء المهاجرين، وهذا ما وصفناه في أكثر من بيان بالعنصرية الممنهجة اتجاه الأمازيغ والأمازيغية. وهذا أكده التقرير الذي أصدرته المقررة الخاصة بالتمييز العنصري لدى الأمم المتحدة والذي اتهمت فيه المغرب “بممارسة العنصرية الممنهجة اتجاه الأمازيغ والأمازيغية بالمغرب.. بالتالي عندما نستحضر كل هذه المعطيات فهي تحيلنا مباشرة على سبب فشل التعليم العمومي الذي يتحمل فيه بكل تأكيد السيد عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين، المسؤولية التاريخية الكاملة، لذلك فتراجع تدريس الأمازيغية تحصيل حاصل إزاء سياسة دعنا نسميها سياسة عنصرية تسعى وتحاول بكل طرق عرقلة الأمازيغية في التعليم وفي مناحي الحياة العامة، وتحاول عرقلة الأمازيغية التي تعتبر رسمية للدولة ومحاصرتها حتى لا تؤدي وظيفتها كاملة، وفق ما ينص عليه الدستور الذي هو أسمى قانون في الدولة وكذا القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.
كما أن السياسة الحكومية ماضية في تجاهل توصيات اليونسكو التي تمت صياغتها عام 1962 والتي نصت على إدخال اللغة الأم في البرامج التعليمية الموجهة لمستويات التعليم الإبتدائي ابتداء من السنوات الأولى، مع الإستمرار في الإنتهاك المتعمد للمادتين 7 و8 من الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989، وتبقى هذه الأسباب جز من سياسة ممنهجة تروم إلى إضعاف الأمازيغية ومحاصرتها في دائرة ضيقة ومغلقة.
– كسؤال أخير ماهو رد فعلكم حول القرار الأخير لوزير التربية الوطنية تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في الأسلاك الثلاثة بالنسبة للموسم الدراسي القادم؟.
دعنا نكون صرحاء، وقد أكدت مرارا أن السيد الوزير الوصي على القطاع يضحك على ذقون الأمازيغ، فالمذكرة التي وقعها وزير التربية والتعليم سعيد أمزازي مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لتكوين 400 أستاذ للغة الأمازيغية كل عام، وقال بأن الهدف منها هو تعميم تدريس هذه اللغة بحلول عام 2026، مجرد ذَرُّ الرماد في العيون، لأنه في الحقيقة لا يمكن تعميم تدريس الأمازيغية بتكوين 400 أستاذ فقط، بل نحتاج لأزيد من مائة سنة لتعميم الأمازيغية وفق سياسة الوزير، ووفق عملية بسيطة، فإننا سنحتاج إلى 5000 أستاذ على الأقل متخصصين في اللغة الأمازيغية، في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية فقط، الأمر الذي سيتطلب اثنتي عشرة سنة لتدريب أساتذة لباقي مستويات التعليم الإبتدائي، والتي تتطلب 100.000 أستاذ لخمسة ملايين تلميذ أي سنحتاج إلى مائة سنة أو ما يقارب ذلك لتغطية خصاص أساتذة اللغة الأمازيغية إذ كان تكوينهم بهذه الوتيرة البطيئة التي تحدث عنها الوزير أمزازي. إذن كل ما قيل حول هذا الموضوع لا يرقى إلى تطلعاتنا ونعرف مسبقا أنه مجرد كلام، كالعشرات من المذكرات التي وقعها الوزراء المعنيين بهذا القطاع وبقية حبر على ورق إلى حدود اليوم.
مع الأسف، الحكومة في هذا الصدد مستمرة في تجاهل تام لتوصيات الميثاق العالمي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، الصادر عن الأمم المتحدة في أكتوبر 2015، وللتقرير الصادر عن المقرر المختص في الأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العرقي، والصادر خلال شهر أكتوبر 2018، ممّا يعطينا إشارات سلبية على غياب إرادة سياسية حقيقة في التصالح مع الأمازيغية وإعادة الاعتبار لمكانتها الطبيعية وفق ما ينص عليه الدستور والقانون.
https://amadalamazigh.press.ma/%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AE%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7/?fbclid=IwAR0E7Jf8b4TvZM5kGK2BCiRdNv4j00v5eVT49ndBKtrjWShMiQp_Dvc_B9w