الإمبراطور { لوشيوس / ⵍⵓⵛⵢⵓⵙ / Lucius }
لوشيوس سيبتموس سيفيروس / ⵍⵓⵛⵢⵓⵙ ⵙⴱⵜⵉⵎⵓⵙ ⵙⵉⴼⵉⵔⵓⵙ / Lucius Septimius Severus أو "سيفروس الأول" ,وهو لوسيوس سيبتيموس سيفيروس أوغسطس. (11 أبريل 145 - 4 فبراير 211)، الإمبراطور الرومانى امازيغي بونيقي الحادي والعشرون (193-211)
ولد في 11 أبريل من عام 145 بمدينة لبدة الكبرى - بليبيا الحالية. وهو من عائلة عريقة بمدينة لبدة الكبرى، وكان جده فارساً غنياً، وكان أحد اقاربه مسئولاً في الولاية الرومانية والذي ساعده في دخول المجلس الروماني كسناتور ومؤيد للامبراطور (ماركوس أوريليوس / Marcus Aurelius )، وكان يتحدث عدة لغات بينها البونيقية لغة العلم والثقافة في شمال إفريقيا في وقتها ، اما اللاتينية فقد كانت بالنسبة له لغة أجنبية لكنه تعلَّمها باعتبارها لغة الإمبراطورية الرومانية وظل يتكلمها بلكنة أمازيغية طيلة حياته، وعندما زارته أخته بروما كانت لاتجيد الا التحدث باللغة البونيقية ، مما سبب له إحراجاً بين الرومان كونه امبراطور روماني وأخته لاتتحدث اللاتينية.
درس البلاغة والقانون والآداب والفلسفة في أثينا وفي روما، ثم اشتغل بالمحاماة في روما. لم تكن حياة سيبتموس تخلو من الحركة والتنقل من منصب إلى اخر، فقد تولى ولاية جنوب إسبانيا ثم عاد إلى أفريقيا م) عضوا في مجلس الشيوخ الروماني بدعم من الإمبراطور (ماركوس أوريليوس)، وفي عام 175 تزوج من باشيا مارشيانا ذات الاصول "فينقية". وفي عام (179 م) عين قائدا للقوات الرومانية المرابطة في فينيقا "سوريا" اليوم.
انتعشت حياة سفيروس مع صعوده الوظيفي وخاصة بعد انتقال الحكم من الامبراطور ماركوس أوريليوس إلى كومودوس فتولى العديد من المناصب الرفيعة كنائب قنصل ثم عمل في فنيقيا (سوريا حاليا) كقائد ثم حاكم لمنطقة الغال (فرنسا الحالية) و صقلية والنمسا والمجر. وفي فترة حكمه لبلاد الغال وفي سنة 187 تزوج من جوليا دومناوهي من عائلة فينيقية انجب منها بولدين : الأول ولد سنة 188 وسماه باسيانوس وهو من عرف لاحقا باسم الامبراطور "كاراكلا" الذي أصبح من أهم الأباطرة الرومان بعد ذلك والابن الثاني ولد سنة 189 واسمه "غيتا".
كان من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علما في زمانه، وكان مولعا بأن يجمع حوله الفلاسفة والشعراء، بيد أنه لم يترك الفلسفة تعوقه عن الحروب، ولم يدع الشعر يرقق من طباعه، كان وسيم الطلعة، قوي البنية، بسيطا في ملبسه، قادرا عن مغالبة الصعاب، بارعا في الفنون العسكرية، مقداما لا يهاب الموت في القتال، قاسي القلب لا يرحم إذا انتصر، كان لبقا فكها في الحديث، نافذ البصيرة في قضائه، قديرا صارما في أحكامه.
ـ تنصيبه كامبراطور
انتقل ليكون قائدا عاما للقوات الرومانية في (بانونيا)، وفي ذلك الوقت قام الحرس الإمبراطوري (البريتوري) بانتفاضة ضد الامبراطور (برتناكس) واغتياله في 28 مارس، وأعلن الحرس أن التاج سيكون من نصيب الذي سوف يمنحهم أكبر عطاء، وتقدم بعض القادة بعروضهم من العطاء للجنود وعرض عليهم أن يقدم لكل جندي مبلغ قدره (12000) دراخمة حين يجلس على العرش، وخرق العرف الروماني ودخل في إبريل/نيسان 193م بقواته العسكرية روما، رغم إنه لبس ثيابه المدنية، حينذاك أعلن مجلس الشيوخ تسميته إمبراطورا.
تم تنصيب سبتيموس كأمبراطور لروما في 9 أبريل 193، واضطر عندئذ لخوض المعارك ضد منافسيه، قاد الامبراطور سيبتموس الجيش الروماني في منطقة نهري الراين والدانوب ولكن ولاء حاكم بريطانيا الروماني كلوديوس ألبينوس كان محل شك من الامبراطور فارسل له مبعوثا وعرض عليه لقب القيصر الذي قبله، في هذه الأثناء حصلت الحرب الاهلية الرومانية بعد ادعاء دسديوس جوليانوس في روما خلافة الامبراطور المغتال بدعم من الحرس الامبراطوري في روما ولكن سلطة جوليلنوس لم تتجاوز حدود إيطاليا، وكان وجدد أكثر من مدعي لمنصب الامبراطور يشكل خطر على الامبراطورية الرومانية كما كان يعنقد سيبتموس، ولذا عمل على وجود سلطة حاكمة واحدة مقبولة في روماولذا امر قواته بالتوجه إلى المدينة، ولم يواجه اي مقاومة في تقدمه إلى شمال إيطاليا وهزم مؤيدي جوليانوس في بداية يونيو حين وصل إلى انترامنة 50 ميل شمال روما، وتحول ولاء الحرس الامبراطوري إلى سيفروس وتم اعلان ديدوس جوليانوس كعدو للشعب وقتل، ودخل سيفروس روما بدون قتال.
ـ اعماله
بعد توليه مقاليد الحكم قام ببذل الجهود الكبيرة في سبيل الإصلاح وتحسين أوضاع الجيش والقضاة وإزالة مساوئ الفتن الأهلية، ووجه العناية إلى الولايات فأقام فيها كثيراً من المنشآت والأبنية العامة والحمامات وسواها. وجعل الخدمة العسكرية إجبارية على كل الولايات عدا أهل إيطاليا، ثم قام بحلِّ الجيش الامبراطوري وأحدث حرسا جديدا أعضاءه من سائر الولايات بعد أن كان هذا الحرس إيطاليّاً فقط.
كان لا يشبع من أكاليل الغار، ثماني عشرة سنة وهو في حروب مستمرة وسريعة، زاد عدد الجيش، ورفع رواتب الجند، وقاتل منافسيه، وقضى على "الفتن"، وقاتل لاسترداد مناطق قديمة، وضم مناطق جديدة للإمبراطورية، دك بيزنطية بعد حصار دام أربعة سنوات، وغزا بارثيا (فارس) واستولى على (طشقونة) وضم (بلاد النهرين) لهذه الإمبراطورية، لقد أعاد لعرش روما مكانته، وخلص الإمبراطورية من تركة فساد متراكم من استبداد (كاليجولا) وبلاهة كلوديوسوجنون نيرون وطغيان أنطونيوس.
كان دائما ضد المسيحية بل انه اصدر قرارا بإنشاء تمثال له واجبار المواطنين السجود للتمثال ومن لم يفعل ذلك يلقى أشد العذاب؛ حرق الكتب المقدسة وهدم الكنائس وقتل العديد من أتباع المسيحية.
ـ اهتمامه بموطنه الاصلي بتامازغى
لم تلهه مشاغله عن وطنه الاصلي شمال افريقيا او بتحديد منطقة ليبيا اليوم الذي لم يعلن جنوبه بعد الولاء لامبروطورية روما بل وشكل تهديدا علي المدن الساحلية وأمنها واستقرارها. وعلي الرغم من هذا فقد علّق سيفروس أهمية كبري له، فاعتنى عناية خاصة بالزراعة التي ازدهرت ازدهارا كبيراً واهتم بالتجارة.
كما طور مسقط رأسه فأنشأ فيها العديد من المباني والحمامات ووسع من الأسواق والمسارح وفاء منه لموطنه الذي ولد به "لبدة".
رغم شيخوخته وكبر سنة وإصابته بداء النقرس إلا إن ذلك لم يقيده من تسجيل انتصارات وتسجيل اسمه في صفحات التاريخ، وهو بهذه الحالة قد وصل إلى (كلدونيا) وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع، ثم عاد إلى (بريطانيا). وهناك عندما وصل إلى (يورك) سنة 211 م كان على موعد مع الموت. قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : " لقد نلت كل شيء، ولكن ما نلته لا قيمة له، وكانت آخر وصاياه (الحفاظ على الأسرة الامبراطورية والعمل على استرضاء الجيش).
- احتفاء ليبيا به
وضع تمثاله في أهم ساحات طرابلس العاصمة الليبية وتم لاحقا نقل التمثال إلى متحف لبدة بمدينة الخمس مسقط رأس الإمبراطور سبتيموس. كما اطلق اسمه على بعض المنتجات المحلية.
المراجع :
^ Birley (1999), p. 153.
^ Birley (1999), p. 113.
^ Birley (1999), p. 125.
- بوابة روما القديمة
- بوابة الأمازيغ .