اثنان من كواكب النجم ترابيست-1 مرجحان لاحتضان حياة
حدد علماء الفلك كوكبين من كواكب النجم ترابيست-1 السبعة، على أنهما مرشحان محتملان على وجه الخصوص لأن يضما ظروفا صالحة لنشوء حياة، مع احتمال وجود مياه ومصدر حرارة معقول، وهي السمات الضرورية للحياة.
ومنذ اكتشافها العام الماضي، فإن الكواكب السبعة ونجمها ترابيست-1، حفزت علماء الفلك للبحث عن عالم يشبه الأرض، وذلك أنه لم يحدث من قبل أن عثر العلماء على هذا العدد من الكواكب التي بحجم الأرض حول نجم واحد.
وقد أوحى ذلك الاكتشاف بأنه قد تكون هناك كواكب صخرية وكبيرة مثل الأرض في أنحاء درب التبانة، وسرعان ما بدأ العلماء في تحليل نظام ترابيست-1.
وبمساعدة زملائه في المجر، قام الدكتور أمي بار من معهد علوم الكواكب ببناء نماذج رياضية للكواكب السبعة وباطنها، ووجدوا أن ستة منها ربما يتواجد عليها ماء، سواء كسائل أو كجليد، مع احتمال وجود محيط هائل على أحد هذه الكواكب. ثم قام الفريق بتصميم مدارات تلك الكواكب لتحديد درجة حرارة السطح المحتملة عليها.
وقال بار لموقع صحيفة غارديان البريطانية، إن الكواكب تملك مدارات غريبة، تشبه شكل البيضة، لهذا فإنه في كل مرة يدور فيها الكوكب حول النجم فإنه يتمدد وينضغط.
ويمر قمر المشتري "إيو" بنفس التجربة من السحب والدفع، تدعى حرارة المد والجزر (tidal heat)، وسطح "إيو" مزدحم بالبراكين الثائرة، وتدفقات الحمم البركانية، والندوب والبحيرات البركانية. وربما تكون قوى مشابهة تحدث في نظام ترابيست-1، لأن التمدد والضغط يخلق حرارة في باطن الكوكب.
وفي الورقة، المقرر نشرها في دورية "أسترونومي آند أستروفيزيكس"، خلص الفريق إلى أن الكوكبين بي وسي يختبران حرارة المد والجزر، وأن الكوكب سي ربما لديه القليل من الماء أو لا يوجد لديه، لكنه في معظمه صخري ومعدني. والكوكبان دي وإي، الأكثر ترجيحا أن يكونا صالحين للسكن، يختبران أيضا حرارة المد والجزر ولكن بمقدار أقل بكثير.
وحسب العلماء فإن هذين الكوكبين يقعان في منطقة الحرارة المعتدلة، مع "درجة حرارة سطح معقولة جدا". ويقدر الفريق أن لدى الكوكب دي درجة حرارة بحدود 15 درجة مئوية، أو ربما أدفأ قليلا من نقطة ذوبان الجليد. أما الكوكب إي فهو أبرد، ويقول بار إن حرارته تماثل حرارة القارة القطبية الجنوبية، "لكنها أيضا معقولة".
ويعد احتمال التسخين بالمد والجزر مشجعا للعلماء في البحث عن كواكب ذات ظروف حياة، فحرارة المد والجزر لا تدفئ الكوكب فقط وإنما أيضا تدفع الكيمياء والتدفق في وشاح الكوكب (الطبقة التي تقع فوقها القشرة الأرضية) وتهيئ ظروفا قابلة لتطور الحياة، على الأقل كما يعرفها البشر.
المصدر : غارديان
https://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2018/1/25/%D9%83%D9%88%D9%83%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%AC%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D8%AA-1-%D9%82%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%86