فك لغز نقشية أمازيغية غامضة عمرها يتجاوز 2500 سنة
النقشية الصخرية المعنية هي نقيشة ؤكايمدن المُكتشفة بمنطقة إيوريكن (أوريكة) بالمغرب الأقصى سنة 1980 ، والمكتوبة بتيفيناغ والتي يعود عمرها الى 500 سنة قبل الميلاد، والتي تُجسد قطيع من الفيلة وشخصان وكذلك سطران مكتوبان بالأمازيغية (المرحلة بين الليبية الشرقية "تيفيناغ القديمة" وإبنتها التيفيناغ الصحراوية).
وقد قدّر الباحث پيتشلر عمرها بالقرن الخامس قبل الميلاد. النقشية نُسخت وكذلك دُرست سابقاً بشكل أولي من قبل مجموعة من الباحثين (رودريڭ 1986م/صُححت 1999م - سورايت وهوربيت 2003م - أحمد السكونتي وفريقه 2003م). وقد قام بدراستها مؤخراً، أستاذ اللغات: د. عبدالله الحلوي، وفيما يلي خلاصة تحليله:
(500BC) rock carvings tifinagh oukaimeden 1980
نقوش صخرية امازيغية
نقوش صخرية امازيغية قديمة تيفيناغ
التمثيل الخطي للنقشية:
السطر الأيسر: II W ⵜ ⵜ ⴰ) (ⴸ ⵎ I ⴰ) (ⵙ II ⴸ W) (ⴸ ⵜ ≠ W II))
السطر الأيمن: (ⴰ - ⵙ ⴸ ⵏ) (III W III - ⵔ ⵜ ⴰ)
السطر الأيسر:
الكلمة الأولى: (II W ⵜ ⵜ ⴰ) تُقرأ/إلّييّاتّ. التاء الأولى بعد الفعل للدلالة على الجمع، والتاء الثانية ضمير مفرد غائب، فيكون القصد: "خذوه" أو "سيطروا عليه".
الكلمة الثانية: (ⴸ ⵎ I ⴰ) لا وجود لها في معجم الجذور ولا نعرف لها شبيها سوى لفظة "أديمون" الذي يستعملها كتاب البربرية إسماً للشيطان، لتكون إحدى فرضيتان: إما أن الكلمة إسم لنوع من الشياطين (غول، وحش، ...)، أم أنه اسم غير معروف للفيل (على إفتراض أن الحيوان الممثل في النقيشة فيل بالفعل).
الإفتراض الأول "ميتافيزيقي" يستلزم أن قدماء الأمازيغ كانوا يؤمنون بكائنات مخيفة ينبغي محاربتها. والإفتراض الثاني يستلزم أن النص في نقيشة يتكلم عن إصطياد الفيل. قد نوفق بين القراءتين فنجعل النص "وصفة صيد" ترمز لحرب مع "الغول" أو ما يشابهه. الدليل على أن النص وصفة حرب هو ما يلي.
الكلمة الثالثة: (ⵙ II ⴸ W) تُقرأ/سـ ؤلدي. تتكون هاته الكلمة من: "سـ" معناها "بـ" (حرف جر)، و"ألدي" بمعنى "المقلاع". ينسجم هذا التأويل مع ما نراه في النقيشة نفسها حيث شخصان يحملان ما يشبه "المقلاع" (قد يكون خنجرا كما سنرى).
الكلمة الرابعة: (ⴸ ⵜ ≠ W II) تُقرأ/دتيزّال. تتكون من "د" وهي حرف عطف"و" و"تيزّال" التي تستعمل بمعنى "المسامير" و"الخنجر"، مشتقة من "الحديد". فقد تكون الأداة التي يحملها الشخصان في الصورة خنجراً أو أداة أخرى مصنوعة من الحديد.
بذلك تكون الجملة:
"إلييّاتّ أديمون سـ ؤلدي د تيزّال"، بترجمة: "خذوا أديمون بالمقلاع والحديد".
السطر الأيمن:
الكلمة الأولى: (III W III - ⵔ ⵜ) من الجذور (أغري/تيغري/أغوري) التي منها كل الأسماء الدالة على "العصا"، لذلك المرجح أن معنى الفعل هنا هو "الضرب المبرح" أو ما يقارب معناه. حرف الـ التاء في آخر الفعل يدل على أن الجمع فعل فاعله بشكل مرجح كما بالجملة الأولى (وفي ذلك انسجاما دلاليا واضحاً).
الكلمة الثانية: (ⴰ - ⵙ ⴸ ⵏ) المكونة من الحرف "أسـ" هو ضمير في صيغة "له"، والإسم "دن" التي تدل على "الأحشاء/البطن".
فتكون الجملة الثانية:
"غـ إغراتـ أس أدان"، ترجمتها: "فجروا له أحشاءه".
وعليه فإن معنى الجملتين مع بعض: "خذوا أديمون بالمقلاع والحديد، وفجروا أمعاءه". ويتوقف الفهم النهائي لنص النقشية على معنى "أديمون"؛ إذا كان هذا الإسم دالاً على معنى "الفيل"، يمكن أن نفهم أن هذا النص "كوصفة لطريقة صيد الفيلة". أما إذا فهمناه بمعنى "الغول أو الوحش أو الشيطان"، سيكون هذا النص "نصيحة لاهوتية للتعامل مع "الوحش". القراءة الثالثة الممكنة أن المتكلم يستعمل صورة "الحرب مع الفيل ليدل على كيفية التعامل مع الروح الشريرة".
* المصدر "بتصرف": د. عبدالله الحلوي
http://www.portail-amazigh.com/2021/08/rock-carvings-tifinagh.html?fbclid=IwAR2qqL-ELhEMjvaXwH37vPTfCq2DCD2U4YBVzYBmf2km-W3FKyO0E5_f35s