الملك الأمازيغي ميسرة المدغري إبن مدينة طنجة - يعتبر أشهر شخصية عند المغاربة وأول مسلم يبايعه الأمازيغ بعد أن #طرد_العرب_من_المغرب بصفة نهائية عبر معارك دامية أدت الى إستقلال المغرب عن الخلافة الاموية وعن المشرق الى يومنا هذا وتم تغييبه عمدا من الكتاب المدرسي وهذه جريمة مدوية في حق الشعب المغربي:


الملك الأمازيغي ميسرة المدغري 2203


- من هو ميسرة المدغري ؟
 تذكر المراجع والمصادر التاريخية المتوفرة شيئا كثيرا عن سيرة ميسرة المدغري، وكل ما جاء عنه أنه زعيم أمازيغي من مدينة طنجة. ويذكر ابن خلدون بأنه كان زعيما لقبيلة مدغرة، وفي ذلك تأييد لقول ابن الخطيب الذي يقول عنه بأنه كان أميرا للغرب، ويذكرون أنه كان وجيها من وجهاء قومه، تقيا عالما، ووصفه ابن خلدون بالحسن وبأنه شيخ الصفرية  وأرجح أن يكون ميسرة عالما، وشيخا تقيا، شجاعا جريئا، كما ذكر، لأن هده الصفات هي التي مكنته ورشحته لرئاسة وفد الأمازيغ إلى دمشق من جهة، ثم شيخا للصفرية وقائدا لجيشها، ثم أميرا للمؤمنين بعد مبايعته بالخلافة لأول مرة في تاريخ شمال أفريقيا الإسلامي.
1) المظالم التي ارتكبها عامل الأمويين في طنجة (عبيد الله المرادي) :


الملك الأمازيغي ميسرة المدغري %D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%BA%D8%B1%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9


دخل الاسلام الى المغرب عام (710 ميلادية) وكان أول عامل على المغرب هو القائد الأمازيغي الليبي طارق بن زياد الذي غزا المغرب رفقة موسى بن نصير عام 710 بأمر من الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك)، وتم تعيين طارق بن زياد عاملا وأميرا على المغرب وبعد عبوره الى الأندلس عام 711 رفقة جيش من الفرسان المسلمين كان تعداده سبعة آلاف من أمازيغ ليبيا، توالى على المغرب عمال الأمويين الى أن تم تعيين عبيد الله المرادي عاملا على طنجة عام (733). استخدم عبيد الله المرادي أمازيغ المغرب في الغزو دون أن يعترف لهم بالفضل عند تقسيم الغنائم، وتذكر المصادر بأن عبيد الله المرادي خمس المغاربة وزعم أنهم وأموالهم غنيمة للأمويين، ويقول الرقيق القيرواني في الموضوع: ((.. وكان عبيد الله المرادي على طنجة فأساء السيرة وتعدى في الصدقات والقسم، وأراد أن يخمس الأمازيغ، وزعم أنهم فيء المسلمين وذلك مالم يفعله عامل قبله.....))
ومما زاد من تجبر العمال هو مغالاة دار الخلافة الأموية في طلب تحف وطرائف المغرب، فكان الخليفة هشام وكبار دولته لا يكتفون بما يحصلونه من ثياب صوفية بديعة ترسل لهم من المغرب، بل كانوا يريدونها ثيابا أكثر نعومة تصنع من سخال الضأن أول ما تولد، ولا يريدونها الا عسلية الألوان، غير مصبوغة ولا ملونة، بل هي بالطبيعة كذلك، واللون العسلي نادر في الغنم، لهذا يضطر جند العمال إلى مهاجمة غنم الأهالي المغاربة للأستيلاء على النعاج التي هي على وشك الولادة، فيشقون بطونها بحثا عن هذه السخال (صغار الخرفان) العسلية، ويقول ابن خلدون ((وكانت الصرمة (القطيع) من الغنم تهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها، ولا يوجد فيها مع ذلك إلا الواحد وما قرب منه، فكثر عبثهم بذلك في أموال الأمازيغ وجورهم عليهم ))، كما أنهم أخذوا كل جميلة من بنات المغاربة، يبعثن إلى بلاط الخلافة الأموية في دمشق، ولا يخفى ما لأثر ذلك في نفوس الأمازيغ الذين يحرصون في الحفاظ على شرفهم وكرامتهم وهم في ذلك أهل عزة ونخوة.
ويتضح مما تقدم بأن سلوك العمال العرب الأمويين مع  الأمازيغ المسلمين كان بعلم من دار الخلافة بدمشق التي سكتت عن ذلك حفاظا على ما يردها من طرائف الهدايا والتحف، وهذا ما شجع العمال على نهب المغاربة.
2) عرقلة الوفد الأمازيغي وافشاله في مقابلة الخليفة في دمشق :
قرر المغاربة إرسال وفد يمثلهم لمقابلة الخليفة هشام قصد اطلاعه على حقيقة ما يجري في بلادهم من ظلم وجور ونهب واستبداد يقترفه عماله ضد الأهالي المسلمين.
سار الوفد من طنجة إلى دمشق لمقابلة هشام عام (738 ميلادية)، يتكون من بضعة وعشرين رجلا، يرأسهم ميسرة المدغري، لرفع شكواهم إليه، لكن الأبرش حال بينهم وبين مقابلة الخليفة، ولما طال انتظارهم، ونفذت نفقاتهم ، طلبوا من الأبرش أن يبلغ أمير المؤمنين شكواهم، وقد أورد ابن الأثير نصها كالآتي : (( أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده ، فإذا أصاب نفلهم (الغنيمة) دوننا وقال هم أحق به، فقلنا هو أخلص لجهادنا. وإذا حاصرنا مدينة قال : تقدموا وأخر جنده، فقلنا تقدموا فانه ازدياد في الجهاد، ومثلكم كفى إخوانه فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم، ثم أنهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها عن السخال، يطلبون الفراء الأبيض لأمير المؤمنين، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك، ثم أنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة، نحن مسلمون، فأحببنا أن نعلم، أعن رأي أمير المؤمنين ذلك أم لا. قال الأبرش نفعل، فلما طال عليهم ونفذت نفقاتهم كتبوا أسماءهم في رقاع ورفعوها إلى الوزراء، وقالوا هذه أسماؤنا وأنسابنا، فان سألكم أمير المؤمنين عنا فاخبروه، ثم كان وجههم إلى شمال أفريقيا.
لم يجد الوفد المغربي آذانا صاغية من الخليفة ووزرائه رغم ما بذل من جهد، لهذا زاد الأمازيغ يقينا بفساد وخبث الأمويين، ويئسوا من الإصلاح بعد أن اتضح لهم عجز الخليفة في كبح جماح عماله، وهذا دليل على تورطه معهم وإصراره على سياستهم حفاظا على ما يرده من تحف هذه الولاية الغنية، لهذا تناذر الأمازيغ وانقلبوا معارضين، والتجأوا إلى القوة لتحقيق مطالبهم والثأر لكرامتهم.
3) اعلان الحرب على العرب  :
جمع القائد ميسرة المدغري سنة 739 ميلادية جيشا من أمازيغ المغرب من المشاة والفرسان، إلتفوا حوله، فزحف بهم نحو مدينة طنجة فإشتبك مع جيش العامل الأموي (عبيد الله المرادي) في معركة قرب ضواحي طنجة فقتله، ودخل المدينة ثم ولى عليها قائد أمازيغي يدعى عبد الأعلى بن جريح.
تعتبر هذه المعركة أول صدام مسلح لميسرة مع أعدائه الأمويين، وفيها ذاع صيته بين أمازيغ المغرب، وكثرت جموعه بعد أن انضم إليه أمازيغ مكناسة وبرغواطة بزعامة القائد الأمازيغي طريف بن مالك، وبايعه أمازيغ المغرب خليفة و سلطانا عليهم، ويذكر إبن خلدون : (وخاطبوه بأمير المؤمنين ، وفشت مقالته في سائر القبائل الافريقية)
إن انتصار ميسرة شجعه للعمل على تحرير كامل المغرب الأقصى من الأمويين، فزحف بجيشه إلى إقليم السوس جنوب المغرب لقتال جيش العامل الأموي (إسماعيل بن عبيد الله) فهزمه و قتله، وهذا ما يؤكده إبن الحكم : ( سار ميسرة إلى السوس، وعليه إسماعيل بن عبيد الله فقتله )
كانت هذه الأحداث الجسام من إنتفاضة الأمازيغ في المغرب ومقتل عامل طنجة في شمال المغرب و مقتل عامل السوس في جنوب المغرب، ومبايعة ميسرة بالخلافة، بهذه الإنتصارات التي كانت مفاجئة للوالي الأموي المستبد (إبن الحبحاب) الذي إختلطت عليه الأمور، وخاف من إمتداد الثورة إلى عاصمته القيروان في تونس، فسارع إلى تجهيز جيش مكون من خيرة العرب، بقيادة خالد بن حبيب، وأمره بالسير إلى طنجة لإخماد ثورة الملك ميسرة المدغري.
سار خالد بن حبيب إلى طنجة لمنازلة ميسرة، ووقعت بينهما معركة عنيفة سقط فيها عشرات القتلى في صفوف العرب، رأى خالد شجاعة الأمازيغ وبطولتهم في القتال، فقرر العرب إجلاء المغرب و الهروب نحو تلمسان المحصنة الواقع في غرب الجزائر، فعسكر فيها القائد العربي خالد بن حبيب ينتظر المدد من أبيه.
وصل جيش حبيب من صقلية، وسار نحو غرب الجزائر لمآزرة إبنه خالد، فنزل جيشه قرب نهر الشلف فلم يبرحه قصد مراقبة شؤؤن الجزائر، وحتى لا يتسع شق الثورة عن الأمويين في المنطقة، ورد أي زحف محتمل يأتي من الغرب يستهدف القيروان في تونس، أما ميسرة فقد إنسحب بجيشه من ميدان المعركة، وعاد إلى مدينته طنجة شمال المغرب، فأنكر الجنود الأمازيغ عليه فعلته، كانوا مصرين على إجلاء أعدائهم الأمويين من المغرب بشكل شامل ثم قاموا بمبايعة القائد الأمازيغي خالد بن حميد الزناتي قائدا لهم والذي حقق نصرا عظيما على جيوش الخلافة الأموية في الواقعة المشهورة بمعركة الأشراف عام 740م ومعركة بقدورة عام 741م والتي أدت إلى إجلاء العرب من المغرب وتحرير كل الأراضي الواقعة غرب الجزائر من قبضة الأمويين و إلحاقها بالمغرب.

تتمة https://bit.ly/3fuAdfd (خالد الزناتي - معركة الأشراف وبقدورة)



7- الثورة اللي طيحات بحكم الخلافة الأموية بالمغرب