أرزقي لبشير " روبن هود الجزائر " ..... البطل المنسي ، أول أبطال بلدنا الذين أعدمهم الفرنسيون بالمقصلة ....


أرزقي لبشير " روبن هود الجزائر " ..... البطل المنسي ، أول أبطال بلدنا الذين أعدمهم الفرنسيون بالمقصلة .... FB_IMG_1631017196574


بطل من أبطال شعبنا ، الذين قاوموا المستعمر الفرنسي في منطقة القبائل طيلة تقريبا 20 سنة .... لكن القليل من يعرف هذا البطل للأسف .... مثله مثل مسعود أوزلماظ ، بوزيان القلعي أو أحمد أومرّي .... الذين سمتهم فرنسا : لصوص الشرف ، والذين يمكن أن نسميهم : المتمردون أو الثوار الشرفاء ، إيمباصيّن بالأمازيغية  ، الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من مقاومة شعبنا في سبيل تحرير أرضنا الغالية
ولد أرزقي لبشير باشن ( يحمل نفس لقب عائلة عريقة في المدية ، من أبرز أبنائها البطل الشهيد محمود باشن رحمه الله ) حوالي سنة 1857 م ، بقرية آيث بوهيني ، بلدية إعكورن ( ياكوران ) حاليا ، أقصى شرق ولاية تيزي وزو ، في عرش آيث غبري التاريخي ، أبوه لبشير باشن و أمه نايت علي تاسعديت  ، ولد البطل في نفس السنة التي ألقى فيه الفرنسيون القبض على البطلة لالا فاطمة نسومر ، بعد معركة إشريظن الخالدة ( بأعالي لاربعا ناث إيراثن ) التي انهزم فيها أجدادنا أمام الجيش الفرنسي الذي حشد آنذاك 3 جنرالات و آلاف الجنود للقضاء على المقاومة الشعبية في المنطقة ....


أرزقي لبشير " روبن هود الجزائر " ..... البطل المنسي ، أول أبطال بلدنا الذين أعدمهم الفرنسيون بالمقصلة .... F92ef4ee3bf9bfb6ec2460f92028cd83_M


في سنة 1871 إندلعت مقاومة البطل محمد المقراني و الشيخ أحداد بالمنطقة ، كان عمر أرزقي لبشير آنذاك 14 سنة ، و عاش ظلم و استبداد المستعمر الفرنسي الذي دمّر قرى و أعراشا بأكملها ، و أباد و نفى عشرات الآلاف من الجزائريين ..... كما قام الفرنسيون بمصادرة أراضي سكان المنطقة ، و توطين المعمرين بجبال ياكوران و أعالي عزازڨة خاصة بهدف استغلال غابات الفلين التي تشتهر بها منطقة جبال أكفادو ، كان أرزقي آنذاك يعمل كحطاب ، فعزم على تنظيم ثورة شعبية ضد المستعمر الفرنسي ، التحق البطل بالجبال و سنه لم يتجاوز 20 سنة جاعلا من غابة إعكورن معقلا له  ، رفقة جماعة من أبناء منطقته ... تقول الرواية أن أحدهم هو والد أو عم الحاج محمد العنقى رحمهم الله
في البداية كانت الجماعة تقوم بمهاجمة المعمرين ، بأخذ أموالهم و توزيعها على الفقراء ، كما تقوم بمهاجمة الجنود الفرنسيين و رجال الشرطة و المفارز بغرض الحصول على السلاح .... حتى لقبت الصحافة أرزقي لبشير ب : روبن هود الجزائري ( Robin des bois Algérien ) نسبة للشخصية البريطانية المعروفة ..... كبر جيش أرزقي لبشير تدريجيا حتى فاق 300 مجاهدا ، و توسعت عملياته لتشمل كل منطقة القبائل ، حتى أنه اتصل بالبطل الشيخ بوعمامة رحمه الله  ، الذي كان يقود المقاومة بالجنوب الغربي ، لتوحيد و تنسيق الجهود ، حكم القضاء الفرنسي ب 20 سنة سجنا على أرزقي لبشير و رصد مكافآت لمن يدل على مكانه أو يقدم معلومات عنه ، لكن سكان المنطقة التفوا حول مقاومته التي تواصلت حتى أواخر القرن 19 م
في سنة 1893 قرر الحاكم العام الجزائري القضاء على المقاومة بصفة نهائية ، خوفا من انتشار لهيبها نحو المناطق الأخرى ، فأرسل جيشا كبيرا إلى جبال عزازڨة و قام بتطويقها ... بعد سنتين من المقاومة ألقي القبض على البطل أرزقي البشير شهر ماي 1895 مع بعض رفاقه بعد أن أنهكهم الجوع و التعب ... قام الفرنسيون بإعدام البطل و رفاقه في ساحة مدينة إعزّوڨن ( العزازڨة ) يوم 14 ماي 1895 ، إعدام خلدته الصورة التي نشرتها في المقال ، ليكون أرزقي لبشير من أوائل أبطال شعبنا الذين أعدمهم الفرنسيون بالمقصلة ..... يقال أن البطل رفض أن يحاكم باللغة الفرنسية ، و طالب أن يحاكم بأمازيغية أجداده ..... في موقف خلده التاريخ ...... رحمه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء
أرزقي لبشير الذي خلدت ذكراه أشعار و أغاني منطقة القبائل .... كما تغنى أجدادنا بأمثاله من الأبطال الذين قادوا مقاومات بطولية دون جيش ، دون دعم ، متسلحين بشجاعتهم و حبهم لأرض أجدادهم ، أبطال سماهم الفرنسيون "لصوص شرف " ( bandits d'honneur )، إمباصيّن بالأمازيغية المحلية ،  مثل بوزيان القلعي بمعسكر ، مسعود أوزلماظ بجبال أوراس ، الإخوة بوتويزرات في عين تموشنت ، أحمد أومرّي ببلاد القبائل ... إلخ ، أبطال كان آخرهم جماعة ال 16 بجبال أوراس الشامخة ، الذين التحقوا بالجبل سنة 1942 بقيادة الأبطال حسين برحايل ، صادق شبشوب المدعو ڨوزير ( القنّاص ) ، علي درنوني ، عيسى مكي ، بلقاسم ڨرين ، مسعود أوزلماظ الثاني .... و البطل أحمد ڨادّة ، الشاوي الحر إبن تكوت الغالية ،  الذي توفيّ يوم 21 أكتوبر 2018 رحمه الله تعالى .... و كان آخر " لصوص الشرف " بجبال أوراس ..... بطل رفض اقتراح المسؤولين ان ينقل للتداوي بفرنسا ، لأنه تربى على الوفاء لأرض أجداده .....  مجموعة اتصل بهم البطل مصطفى بن بو العيد منذ سنة 1947 للتحضير للثورة ، فكانوا أول نواة لها ..... تاريخ رائع ، يحق لكل جزائري أن يفخر به .... تاريخ مطموس مغيب للأسف
رحم الله كل أبطال شعبنا
تحية لكل أهلنا أبناء جبال أكفادو الغالية
تحيا الجزائر






















https://iuytrez.blogspot.com/2021/09/blog-post_7.html?fbclid=IwAR0qalL--kHV5A4n3MqWifpzM1sait_2Wz1me0jagCBO5TsaLj0yLqcvs58