شواهد من ذاكرة الثقافة الأمازيغية


شواهد من ذاكرة الثقافة الأمازيغية Fd233e6934ac8e43f8e82c8fac94ad6d_XL


يحتضن المركز الثقافي، "مصطفى كاتب" معرضا تشكيليا جماعيا بعنوان "الرمز" يغوص في الذاكرة الثقافية الأمازيغية المثقلة بالتاريخ والتراث، وتحمل جلّ الأعمال المعروضة رسائل هوية وبصمة أصالة تهدف إلى تعزيز هذا الإرث الوطني وترقيته في أشكال وأنماط تليق بمقامه الرفيع.
تتصدّر المعرض لوحات الفنان التشكيلي المعروف الأستاذ مجيد قمرود، صاحب التجربة الطويلة مع الريشة ومع المدرسة العليا للفنون الجميلة، المؤمن دوما بدور التحصيل العلمي للفنان، حيث يمثّل جيلين معا، جيل الثمانينيات عندما كان طالبا بمعهد الفنون الجميلة، وجيل التسعينيات حينما انطلق في مشوار الاحتراف.
واعتمد هذا الفنان على الأسلوب التجريدي ليوظّف الرموز الثقافية الأمازيغية المؤطرة بأشكال هندسية مختلفة الأحجام والبنى الهندسية، فمثلا نجد في منحنيات أومكعبات أوغيرها، الرموز بأبعاد مختلفة تتحوّل وفقا للأشكال التي تحويها، كما استعمل الفنان الألوان الداكنة ذات العتمة واللمسة الرومانسية لتظهر وكأنّها مهرّبة من زمن غابر وسمى هذه اللوحة، "طلع النهار" كدليل على العودة القوية لهذا التراث العريق.
لوحة "وجهات نظر" بها مربعات متناثرة تجسّد مختلف الرؤى والتصوّرات المتعلّقة بالحياة ومشاغلها، وتظهر في "وجهات نظر 2" أطياف شخوص تلوّح بالأيدي نحو الأفق الذي يحوي لوحات تكتنز الرموز والمعاني والألوان المختلفة.
الفنانة زهية قاسي من جهتها، عرضت "كلمة واحدة، "الحياة" وهي لوحة بها شجرة عملاقة متفرّعة، جذعها منصوب في عمق الأرض مزركش بالرموز الأمازيغية والزخرفة الملوّنة وحولها جمهور واسع من الناس يحملون في دواخلهم نفس الرموز كدلالة على حفظ هذه الذاكرة في الوجدان الجماعي.
وفي لوحة أخرى، توجد سيدتان تحيكان بساطا تقليديا به نفس الرموز، وهو عرفان للمرأة وللدور الذي لعبته في حماية هذه الذاكرة الثقافية، أمّا السيدتان صاحبتا اللباس العصري فتحاولان في لوحة مجاورة أن ترفعا بساطا من الرموز ليظهر للعيان.
ووظّفت قاسي زهية أيضا بعض الرموز الثقافية منها "اليد السحرية" المتمثّلة في الخامسة التي تحفظ في راحة يدها الكثير من تلك الرموز، أمّا في "المرأة الحرفية" فتجتهد السيدة البسيطة في حياكة ذاكرتها وتحاول أن تسجّل حضورها فيها من خلال الملامح والروح المجسّدة في الحرف والرمز.
فنان آخر فرض حضوره في المعرض، وهو خليفي حسام من خلال توظيفه المتكرّر لحرف "زاد" الأمازيغي بأحجام كبيرة توسّطت لوحاته، وفي كلّ مرة يختلف الحضور باختلاف الزركشة والألوان والرموز والحروف التي تكتسي هذا الرمز العملاق، وبلغ الإبداع مداه عند حسام حينما يستلهم من هذا الرمز أشكالا أخرى تشبه الأواني التقليدية المصنوعة من طين الأرض أوالمحاكية لشكل النبات الأخضر المزهر بالألوان والحياة.
وتحضر في أعمال حسام أيضا الحلي التقليدية المزركشة كجزء من التراث الأصيل، كما يستعين الفنان بخيط العنكبوت المصوف ليحيك به بعض إبداعاته المنسوجة بالرموز والحروف، ويقسّم لوحة "التوأم رمز الالتحام والتشابه" إلى نصفين بالأحمر والأسود بينهما حدود تتلاقح بها الرموز بسلام وانسياب، ويؤكّد أنّ الخصوبة رمز المرأة والأرض معا.
حضر أيضا الفنان نور الدين شقران الذي يرى في الرمز الحرية والهوية الثقافية، وتمثّلت مشاركته في جداريتين كبيرتين تحمل التحايا للأجداد، علما أنّ هذا التراث تداخل في أعماله مع التراث الإفريقي كدليل على العمق الإنساني المشترك.
من جهته، استعرض الفنان كريم سرقوة "ثورة المظلومين" من خلال أطياف بشرية تبدو منحوتة على جدران المواقع الأثرية ومعها تشكيلات من الآلات البدائية ومن الحيوانات، لتظهر الأساطير والرموز على لوحاته الخشبية وكأنّها أبواب قديمة سجّلت التاريخ. واستعمل الفنان حموش نور الدين تقنية الرسم على الزجاج وخصّصها لروائع التراث الأمازيغي في أشكال هندسية صغيرة ملوّنة تشبه إلى حدّ ما المنمنمات.
تعدّدت الأعمال رغم موضوعها الواحد لتبرز أعمال أخرى على شكل مخطوطات قديمة أوملابس جلدية وغيرها من الروائع ذات التقنيات الراقية والبحث العميق والانتماء الأصيل، وهكذا يرصد المعرض بتمكّن أهمية الرمز في الثقافة الأمازيغية إذ بقي محفورا في ذاكرة الإنسان منذ مئات السنين وشواهده لا تزال حية في الآثار وفي الأوشام على وجوه النساء



الأمازيغ يحتفلون برأس السنة 2971 حسب التقويم الأمازيغي












https://www.el-massa.com/dz/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%A9