السلطان القومي الأمازيغي " باديس بن حبوس "
كما ورد علينا في كتب التاريخ أنه وبعد دخول الأمازيغ في الإسلام مباشرة سيتم غزو الأندلس بجيش أمازيغي بقيادة طارق نايت زياد الغزو سيتم بإسم الخلافة الإسلامية بدمشق وعندما إكتمل الغزو حلم المسلمين جميعا بالعيش في الجنة الجديدة الأندلس فهاجر إليها بشكل مكتف الأمازيغ القريبين جغرافيا تم بعض العرب المشرقيين كان كل شيء يسير في كنف الدولة الأموية المعتمدة على اللغة العربية لغة الدين كما سميت فبدأ التعريب بالأندلس . لكن دون مشاكل سياسية إلى أن بدأ ولات العرب في شمال إفريقيا يمارسون العنصرية ضد الأمازيغ وما تمت 40 سنة حتى كان ما سمي في كتب التاريخ " فتنة / ثورة البربر الكبرى " وتم فيها ق*ت*ل كل الولات و دحر الجيوش الأموية في معركة الأشراف وغيرها وأصبحت تشكل دول إسلامية كبرى أمازيغية خالصة بشمال الإفريقي وضل الاندلس مستقلا مواليا للخلافات المشرقية لكن نيران الفتنة كما سميت إمتدت إلى الأندلس وحطبها عنصرية العرب والمستعريين الموالين للمشرق على الأمازيغ وتشكلت بوادر السقوط وتفرق( العرب / المستعربون ) والأمازيغ بعد ذلك إلى إمارات مستقلة عن بعضها تتحارب ...
هنا ظهر السلاطين القوميين الأمازيغ و يعتبر السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي من السلاطين الذين عرفو بالنزعة القومية البربرية الأمازيغية بل بالعصبية للأمازيغ و كان يستعمل اللغة الأمازيغية حتى في بلاطه بغرناطة عاصمة مملكته بالأندلس ...
ولد السلطان باديس بن حبوس بالأندلس سنة 1002م و هو من أمازيغ صنهاجة من سلالة الزيريين ، ورث الحكم عن أبيه حبوس بن ماكسن على رأس مملكة غرناطة و شكّل حكمه فترة ازدهار هذه المملكة فعاشت غرناطة في وفرة و نعيم و تبحّر عمرانها و ازدهرت قصورها و حماماتها ...
أهم ما ميّز حكم باديس بن حبوس هو صراعه الدائم مع إمارة بني عباد اللخمية العربية في إشبيلية أيام حكم المعتضد بن عباد و ابنه المعتمد ابن عباد اللذان كانا يكنّان عنصرية كبيرة للأمازيغ و لا يفوتان فرصة لحربهم و التوسّع على حساب أراضيهم، خاصة إمارات جنوب الأندلس مثل بني برزال و قد وقف باديس بن حبوس حجر عثرة في طريق آل عباد ضد أي محاولة لاستئصال الإمارات الأمازيغية و قد بسط نفوذه على أغلب الإمارات الجنوبية كما استولى على مالقة و انتزعها من آل عباد و احتدمت المعارك بين الطرفين حيث كانت إمارة غرناطة و إمارة آل عباد أقوى الطوائف في الأندلس آن ذاك.
أوّل اشتباك بين الطرفين كان في أستجة سنة 1039م إذ زحف باديس بن حبوس و إدريس الحمودي لنجدة بني برزال من الأمازيغ ضد أبو القاسم بن عباد و استطاعو هزيمة الجيش العبادي و اقتلاع رأس أبي القاسم نفسه و لكن بني عباد أعادوا الكرّة فيما بعد بالإستيلاء على الإمارات الصغيرة الضعيفة و هي قرمونة و رندة ..
اشتّدت العنصرية و العداء بين بني عباد في إشبيلية و بني زيري في غرناطة و اتّسمت صراعاتهم بالطائفية و هذا ما يتضح في الأعمال الإنتقامية التي كانو يقومون بها فنحن نعلم أن باديس بن حبوس حاول في عدة مرّات تشكيل حلف أمازيغي من الممالك الأمازيغية للتصدّي لبني عباد وحلفائهم و أنه لم يتوانى في نجدة الممالك الأمازيغية ضد خصومهم من بني عباد مهما كانت خطورة الموقف و فداحة الخسائر التي سيتكبّدها من جهته كان المعتضد و ابنه المعتمد لا يفوتان فرصة في الإستيلاء على أراضي الأمازيغ محاولين استئصال شأفتهم من الأندلس، حتى أن المعتمد ابن عباد تواطئ مع ألفونسو السادس ملك قشتالة للإطاحة بإمارة طليطلة التي كان يحكمها الأمازيغ من بني ذي النون و يُذكر أن أباه المعتضد دعى إليه ثلاثة من أمراء الأمازيغ و حضّر لهم وليمة و مأدبة فاخرة غير أنه غدر بهم في الحمام و أغلق عليهم منافذه موقدا النار حتى يموت ضيوفه اختناقاً.
من جهة أخرى في سنة 1065م قام أحد الفرسان ويُسَمَّى ابن يعقوب باغتيال أبي نصر بن أبي نور أمير رُنْدة الأمازيغية بتدبيرٍ من المعتضد بن عباد، فلما سمع باديس بن حبوس بالخبر قام للحادثة وقعد، و اهتاج غضباً وشقَّ أثوابه وفكر في قتل رعاياه الأندلسيين من العرب في غرناطة، وأخذ قراره بقتلهم جميعًا في المسجد الجامع بغرناطة يوم الجمعة، وشاور وزيره يوسف بن إسماعيل بن نرغيلة، فحذَّره الوزير من أن يفقد إحترامه في اعين الرعيو ثم عدل عن قراره بعد أن اقتنع بنصح وزرائه من صنهاجة الأمازيغ ...
توفي باديس بن حبوس حوالي سنة 1073م و خلفه على الحكم حفيده عبد الله ابن بلقين الذي هدأت الأمور مع بني عباد في عهده إذ عقد صلحاً مع المعتمد ابن عباد سويت فيه أغلب الخلافات بين الإماراتيين و ما هي إلا فترة وجيزة حتى سقطت طليطلة عام 1085م و أصبح ألفونسو يهدد إشبيلية فاضطر ملوك الطوائف على الإتحاد ( عرباً _مستعربين (و أمازيغ ...
و طلبوا النجدة من الإمبراطور الأمازيغي المرابطي يوسف بن تاشفين اللمتوني سلطان مراكش الذي زحف على عدوة الأندلس في معركة #الزلاقة الشهيرة سنة 1086م ثم أنهى حكم ملوك الطوائف نهائيا وسيطر على الأندلس كليا ملحقا إياها بالإمبراطورية المرابطية ، وسجن ال عباد في مدينة اغمات جنوب مراكش وكل الأمراء المعتدين وأخر سقوط الأندلس لقرون ...
المراجع:
_ابن خلدون، كتاب العبر الجزء السادس و السابع
_ابن عذاري، البيان المغرب في تاريخ الأندلس و المغرب
_عبد الواحد المراكشي، المعجب في تاريخ المغرب
_ابن الخطيب، أعمال الأعلام...