الثورة التي كانت ستندلع في 23 ماي 1945( منطقة القبائل): *الامر بالتمرد و الامر المضاد*


الثورة التي كانت ستندلع في 23 ماي 1945(حالة منطقة القبائل) 3110

 يقول بن يوسف بن خدة في كتابه "جذور اول نوفمبر":
يتذكر محمد زروال الذي كان سنة 1945 ممثلا لحزب الشعب الجزائري في منطقة القبائل الكبرى و الصغرى تحت قيادة#علي حاليت و لم يتجاوز عمره انذاك 24 عاما حيث يقول في هذا الصدد:
في يوم 20 ماي استلمت الامر "بالتعبءة العامة" من طرف علي حاليت الذي تسلمه بدوره من السعيد عمراني و كان الامر يقتضي بان لا يبرح اي مناظل مكانه في انتظار التعليمات و في 18 ماي جاءنا #جمعة ارزقي بامر يقتضي #ببدء التمرد في ليلة 23 الى 24 ماي على الساعة الثانية صباحا،توليت تبليغ الامر الى كامل افراد التنظيم لكن على الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم 23 ماي جاءني سي محمد فصاح بقرار مضاد و لم تكن تفصلنا عن الساعة الصفر سوى 11 ساعة، و كان هذا القرار بالنسبة لي صدمة كبيرة و مع ذلك حاولت تنفيذه امتثالا لواجب الانظباط و تمكنت من تبليغه الى ازفون،عين الحمام غير انني لم اتمكن من الاتصال بكل من دلس،برج منايل،الناصرية،سيدي داود،تادمايت حيث وقع هجوم على ثكنات الجند و قطعت بعض الاعمدة الكهربائية و الخطوط الهاتفية و استطاعت عيون السلطة في تيقزيرث ان ترصد تحركات جماعة مسلحة من المناظلين فوضعت الشرطة يدها على الدليل المادي لتورط حزب الشعب بعد ان القت القبض بناحية البويرة على مناظل مكلف بالاتصال و وجدت لديه مذكرة تحمل الامر المضاد
 مقتطف من المقال المعنون بـ"واعلي بناي جاءنا بحثا عن متطوعين للالتحاق بالجبل"
"و يسرد دا حسين في مذكراته "روح الاستقلال" التي حملت وقائع انخراطه الاول بالعمل المسلح حينما قدم اليه المناضل النشيط في حزب الشعب واعلي بناي بثانوية بن عكنون على مرتين الاولى لإطلاعهم بالأوضاع العامة التي اعقبت احداث 8 ماي 1945 في قضية الضحايا و اعتقال قيادات الحركة الوطنية (،فرحات عباس و البشير الابراهيمي وكان مصالي الحاج قد نفي نهاية افريل الى افريقيا الاستوائية ) و في 15 ماي حينما قدم بناي بحثا عن "متطوعين للالتحاق بالجبل" ، و كان ذلك سبب انسحاب آيت احمد من الدراسة على الرغم من انه كان في طور الاستعدادات الحثيثة لاجتياز امتحان الجزء الاول من شهادة البكالوريا و انتقل مباشرة الى تيزي وزو رفقة 4 مناضلين يقودهم واعلي بناي.
و بمجرد وصولهم الى تيزي وزو ،التحقوا باجتماع لمجلس المقاطعة ترأسه سيد علي حاليت حضره عشرة مسؤولين يمثلون إما منطقة القبائل العليا او احد مستويات هياكل الحزب ، و افتتح حاليت الجلسة بكلمة قصيرة حول "المرحلة التاريخية التي تجتازها بلادنا و خطورة الساعة " ثم اعطى الكلمة الى ارزقي جمعة و هو الرجل الامين الذي كان يقوم لمهمة رجل الاتصال مع المكتب السياسي للحزب و قام هذا الاخير و قال الجملة المصيرية :"قررت القيادة الانتفاضة العامة في يوم 23 ماي 1945 على الساعة الصفر" ثم اضاف في شرح مقتضب :"في سطيف و في منطقة قسنطينة يجري قتال منذ 8 ماي "و استطرد ايضا "إن الجيش الذي شكله الحزب جنوب المنطقة الوسطى سيتحرك نحو الشمال .يجب استنفار الشعب الجزائري و القيام بهجمات في كل مكان".
و بعد ان ادى ارزقي جمعة مهمته ،انتقل حاليت الى النقطة الثانية :الوضعية النظامية للحزب ، وقدم كل مسؤول منطقة تقريره ، يقول آيت احمد "إن لم تخني الذاكرة كان تعداد الرجال لكل منطقة من المناطق الثمانية ، وهي :برج منايل ،ذراع الميزان، المنطقة الساحلية دلس/تيقزيرت ،أزفون،عزازقة ،ميشلي،فورناسيونال(الاربعاء ناث ايراثن) و تيزي وزو .

و ذكر ان زروالي ارتجل حينها خطابا طويلا بالفصحى حول الجهاد ، و استلم كل تعييناته في المناطق المختلفة. و يتابع "استلمنا رسميا تعييناتنا في مناطق مختلفة و حسب المصطلح المعهود "كنا تحت تصرف المنظمة المحلية" ..عين العيمش في فورناسيونال و بناي في عزازقة ،واوصديق في منطقة دلس/تيقزيرت ،و انا وولد حمودة في ميشلي، و اقتربنا من بعضنا لنتبادل الانطباعات و الافكار و كان واعلي يرصد أفعالنا بقلق."