هل تعرف واحة تودغى..
واحة تودغى..
عندما تسأل الناس عن اكثر الاماكن الجميلة في المغرب عادة ما يذكرون لك واحة تودغى بإقليم تنغير.موقع ايكولوجي بامتياز يجذب آلاف السياح عبر العالم. فأين توجد واحة تودغى وما هي مميزاتها؟
تقع واحة تودغى ضمن المجال الترابي لإقليم تنغير الواقع جغرافيا في الجنوب الشرقي للمغرب والذي يتواجد بين إقليم ورزازات و الراشدية على بعد 130كلم تقريبا.
موقع تنغيرفي الخريطة
يعود تاريخ المنطقة إلى القرن السادس عشر الميلادي و الذي كان آنذاك محط اطماع و صراع بين الوطاسيين و العلويين و الدلائيين في الاطلس المتوسط إنتهى بسيطرة العلويين على المنطقة إلى أن سلمها المستعمر الفرنسي للقائد التهامي الكلاوي بصفته عاملا على إقليم مراكش والجنوب الشرقي عموما.
مضايق تودغى الساحرة
التسمية:
سميت المنطقة بتودغى أو تدوغت ⵜⴷⴻⵖⵜ وهي تحريف لكلمة تودرت أي الحياة باللغة العربية و هو اسم لبنت أحد سكان الجبل جاء إلى الواحة لسقي ماشيته فانفلتت منه البنت و بدأ يناديها باسمها تودرت و من ثم أطلق هذا الإسم على المنطقة. أما إسم تنغير (المدينة) فجاء من (تين إغير) . و إيغير هو الكتف باللغة العربية، فتحولت التسمية من تين إيغير إلى تتغير ⵜⵉⵏⵖⵉⵔ اختصارا و جمعا للكلمتين تين و إيغير.
واحة تنغير
جغرافية الواحة:
تقع واحة تودغى في الجنوب الشرقي للمغرب بين جبال الاطلس الكبير والاطلس الصغير. ترتفع عن سطح البحر
منظر جميل لواحة تودغى
بحوالي 1300متر ، و يبلغ عدد سكانها حوالي 240 ألف نسم حسب إحصاء 2015 .
تمتد الواحة على مسافة 30كلم يتوسطها واد تودغى والذي يعود له الفضل الكبير في جمالية الواحة و رونقها الجذاب، صحراء قاحلة يتوسطها شريط أخضر مما يعطي الزائر منظرا أخاذا قل نظيره في العالم..
إلا أن ما تشتهر به المنطقة أكثر هو مضايق تودغى والتي يزورها السياح في مختلف أنحاء العالم. و هذه المضايق عبارة عن صخور مرتفعة يصل علوها حوالي 300متر يتوسطها منبع واد تودغى.
فحسب علماء الجيولوجيا فإن المنطقة كانت مغطاة بالبحر خلال الحقبة الجيولوجية الثانية مما أدى إلى تكون ترسبات غنية بالحفريات البحرية، و أدى فيما بعد بروز جبال الاطلس إلى تراجع البحر و تشوه طبقات الصخور ومع عوامل التعرية تشكل مشهد الحجر الجيري و الصلصال بالشكل النهائي الذي نراه الآن لذلك سمي بالمضايق،و توسع الوادي بدوره إلى أن شكل الواحة على شكلها الحالي
يعتمد اقتصاد المنطقة على الزراعة والتجارة و الخدمات المرتبطة بالسياحة وكذا على التحويلات المالية للجالية المهاجرة إلى أوروبا.
بسبب جريان الوادي الدائم طول السنة تنتج واحة تودغى بعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير والذرة وبعض الخضروات اظافة إلى ثمار اشجار النخيل و الزيتون. كما يمتهن السكان التجارة و خدمات الصناعة التقليدية كالصياغة و صناعة الروابس و الحلي خصوصا ان المنطقة يوجد بها اكبر منجم للفضة في افريقيا. كما أن الخدمات السياحية تنتعش خلال السنة بسبب الموقع الجغرافي لواحة تودغى وجمال جبالها ومضايقها الرائعة وقصباتها العتيقة، فالمنطقة تستقبل سنوياً هجرات سياحية مهمة من جمبع القارات.
إلا أن أهم مورد تعتمد عليه المنطقة هو تحويلات أبناء الواحة في الخارج ، فقد هاجر شباب المنطقة منذ الستينات و السبعينات إلى داخل الوطن و خارجه بسبب انعدام فرص الشغل و غياب المنشآت الصناعية و إهمال الدولة لهذه المناطق.
نتمنى من الجهات المسؤولة المزيد من العناية و الاهتمام بمثل هذه المناطق ذات الصيت العالمي و تقوية البنية التحتية للمنطقة وتشجيع الخدمات السياحية وإدراج واحة تودغى تراثا وطنيا ولم لا تراثا عالميا.
https://www.almghribia.com/2021/01/blog-post.html