خطة طموحة لاستنساخ الماموث الوبري المنقرض


خطة طموحة لاستنساخ الماموث الوبري المنقرض Shutterstock_1129062788-1

هل يصبح مشهد قطعان الماموث الوبري مألوفا؟ (شترستوك)                           

يقول ريتشارد غاريوت -رائد الفضاء ومؤسس مشروعات في مجال ألعاب الفيديو- “إذا تأملت الموضوعات التي تصدرت عناوين الصحف في القرن الـ20، فستجد أن أهمها -دون شك- كان هبوط البشر على سطح القمر. وربما في القرن الـ21 ستحظى إعادة أحد الأنواع المنقرضة إلى الحياة بنفس القدر من الأهمية في تاريخ البشرية”.
ولعل توقعات غاريوت أوشكت أن تتحقق؛ فقد وضعت شركة “كولوسال” (Colossal) -التي أسسها كل من “بين لام” (Ben Lamm) رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا والبرمجيات، و”جورج تشيرش” (George Church) عالم الوراثة الشهير والأستاذ بكلية الطب “هارفارد” (Harvard )- خطة طموحة لإعادة حيوان الماموث الوبري الضخم الذي انقرض منذ 5 آلاف عام إلى الحياة حسبما أشار إليه تقرير لـ”متحف التاريخ الطبيعي” (Natural History Museum) البريطاني.
وقد جمعت الشركة مؤخرا 15 مليون دولار في جولة التمويل الأولى. وإذا تكللت جهودها بالنجاح، فربما يصبح مشهد هذه الحيوانات الوبرية العملاقة -التي كانت تجوب الأراضي العشبية في المنطقة القطبية الشمالية منذ 800 ألف عام- من المشاهد المألوفة.
كيف يمكن إعادة الحيوانات المنقرضة إلى الحياة؟
ثمة طريقتان لإعادة الحيوانات المنقرضة إلى الحياة، أولاهما الاستنساخ، باستخراج الحمض النووي من خلية وإدخاله في بويضة ملقحة وإعادة البويضة إلى رحم الأم البديلة.
وهذه الطريقة ليست بالجديدة، فقد استخدمها علماء لإعادة حيوان البوكاردو -وهو أحد أنواع الوعول الإسبانية التي كانت تعيش في شبه جزيرة إيبيريا قبل أن يُعلن انقراضها عام 2000- إلى الحياة. إذ استنسخ العلماء الحمض النووي المستخرج من عينات من جلد البوكاردو وزرعوه في رحم إحدى العنزات من الأنواع المحلية. ولكن التجربة باءت بالفشل ولم يبق الوليد على قيد الحياة إلا لـ7 دقائق فقط.
أما الطريقة الثانية فهي البحث عن الجينات التي ساعدت الماموث الوبري على البقاء على قيد الحياة في المنطقة القطبية الشمالية وإدخالها في جينوم أقرب أقارب حيوان الماموث الوبري، وهو الفيل الآسيوي.
وتنوي الشركة استخدام تقنية “كريسبر” (CRISPR) للتحرير الجيني لإجراء تعديلات في جينات محددة. وبعد ذلك سيُزرع الجينوم المعدل في بويضة أنثى فيل ملقحة، ثم تُزرع البويضة في رحم أنثى الفيل التي ستكون بمثابة الأم البديلة. واقتُرحت أيضا الأرحام الاصطناعية، وإن كان نجاحها ليس مضمونا.
وتأمل الشركة أن يولد في خلال 6 سنوات أول هجين فيل وماموث يتحمل الصقيع ويمشي كالماموث الوبري ويشبهه شكلا وصوتا والأهم من ذلك، يمكنه العيش في نفس النظام البيئي الذي كان يعيش فيه الماموث الوبري قبل انقراضه.
كيف حصل العلماء على الحمض النووي للماموث الوبري؟
يعد حيوان الماموث الوبري من الثدييات العاشبة التي يمكنها تحمل الصقيع والبرودة الشديدة. وكان الماموث حيوانا ضخما بطيء الحركة، يغطي جسمه طبقتان من الفراء السميك لحمايته من البرد، وله نابان طويلان منحنيان، كان يستخدمهما في الحفر والوصول إلى الطعام.
وقد عُثر على بقايا سليمة ومحفوظة للماموث الوبري. فبفضل البيئة الباردة التي كانت تعيش فيها، ظل الكثير من جيف هذه الحيوانات -التي نفقت منذ آلاف السنين- محفوظة في الأراضي دائمة التجمد ولم تتحلل تماما.
وتعد جيفة الماموث الوبري “يوكا” (Yuka) أفضل الجيف المحفوظة في العالم. وقد اكتشفها صيادون سيبيريون عام 2010.
لماذا نعيد الحيوانات المنقرضة إلى الحياة؟


خطة طموحة لاستنساخ الماموث الوبري المنقرض 0-23
 يعد “يوكا” أفضل جيف الماموث الوبري المحفوظة التي عُثر عليها حتى الآن                               


أعلنت الشركة على موقعها في الإنترنت عن عدة أهداف تأمل أن تحققها باستعادة الماموث الوبري المنقرض، على رأسها الحفاظ على الفيلة الحديثة من الانقراض، والاستعانة بعلم الوراثة في مكافحة تغير المناخ.
إذ ترى شركة “كولوسال” أن إعادة الماموث الوبري إلى الحياة ستساعد في استعادة الأراضي العشبية التي كانت تحيط بالقطب الشمالي قبل انقراض الماموث الوبري ولكنها تحولت فيما بعد إلى غابات.
وتمتاز الأراضي العشبية عن التندرا أو الغابات في المنطقة القطبية الشمالية بأنها تختزن كميات كبيرة من الكربون. وتأمل الشركة أن تسهم استعادة النظام البيئي للماموث الذي يقوم على الأراضي العشبية في منع ذوبان الجليد والحفاظ على الغازات الدفيئة المختزنة في الأراضي دائمة التجمد.
وبحسب تقرير للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية “نوا” (NOAA)، تختزن تربة الأراضي دائمة التجمد في المنطقة القطبية الشمالية ما يتراوح بين 1460 و1600 مليار طن متريّ من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون. ويؤدي ذوبان الجليد إلى إطلاق كميات كبيرة من هذه الغازات إلى الغلاف الجوي.
وتلفت الشركة إلى أن هذه الحيوانات الضخمة ستجوب المنطقة شتاء.. وترعى الحشائش والأعشاب وتزيل بأقدامها طبقات من الجليد لتسمح للهواء البارد بالوصول إلى التربة. وعندما ينمو العشب ويكثر في هذه المنطقة، ستتراجع وتيرة ذوبان الجليد، لأن العشب أخف وزنا من الأشجار. فضلا عن أن الأراضي العشبية تعمل بمثابة سطح عاكس لأشعة الشمس.
ولكن كم من الماموث سنحتاج لاستعادة النظام البيئي للماموث في المنطقة القطبية الشمالية؟ فربما كان يجوب الأراضي العشبية في هذه المنطقة عشرات الآلاف من الماموث الوبري في العصر الجليدي الأخير.
 
المصدر : ساينس ألرت + الجزيرة

















https://shahbapress.net/archives/21126?fbclid=IwAR3PYbUekElL8JCcITSsT4kqjK1Hck_bGWqqO2VgaWeZ1pDaDmdVEZ02220