#طه حسين و قدرته على اكتشاف التزوير بالتاريخ العربي الإسلامي!!

#طه حسين و قدرته على اكتشاف التزوير بالتاريخ العربي الإسلامي!! 4212

*بقلم الكاتب: محمد النابلسي
خلُصت نتائج كثير من الأبحاث التاريخية و اللغوية الأخيرة و التي أشرف عليها نخبة من المؤرخين و خبراء اللغات السامية إلى حقيقة .. فما هي هذه الحقيقة التي توصل لها علماء و خبراء هذا العصر ؟
#قبل البدء وجب التنبيه إلى أمر هام و هو أننا نقصد هنا بالقرآن ، القرآن المنقّط ، أي بعد عملية تنقيطه و ليس القرآن الأول الذي ظهر في فترة ما قبل التنقيط ، فالقرآن الأول الذي كُتب في زمنه الأول قبل أن يتم تنقيطه كان قرآناً سريانياً خالصاً ، أقرب إلى السريانية من العربية
الآن دعونا نستكمل موضوعنا حول ما توصل إليه العلماء و الخبراء في زماننا :
توصل العديد من الخبراء و المختصين إلى أن اللغة العربية قد وُلدت بظهور القرآن ، و أما ما قبل زمن ظهور القرآن ، فلم يكن للغة العربية أي وجود أبداً ، فالقرآن يُعتبر أول كتاب تاريخي مخطوط باللغة العربية ، و لا توجد أي مخطوطة تاريخية باللغة العربية نهائياً قد سبقت القرآن ، و ذلك بحسب ما تم الوصول إليه بعد دراسات و بحوث و تحقيقات تاريخية عميقة قام و أشرف عليها نخبة من خبراء اللغات و التاريخ في عصرنا هذا
أي أن اللغة العربية قد ظهرت فقط بعد ظهور القرآن ، و ما قبل ظهور القرآن لم تكن اللغة العربية معروفة
العجيب أن طه حسين عميد الأدب العربي ، قد لمّح بذلك في مؤلفاته و كتاباته حول الشعر الجاهلي و لكن بشكل غير مباشر ..
فدعونا نرى ماذا كان رأي طه حسين!

#طه حسين و قدرته على اكتشاف التزوير بالتاريخ العربي الإسلامي!! Sans_261

بعد قراءة و دراسة مستفيضة و عميقة قام بها عميد الأديب العربي طه حسين للأدب العربي و أشعاره بما فيه الأدب الجاهلي ، استطاع أن يخرج بنتيجة حتمية و هي أن ما يطلق عليه /الشعر الجاهلي قبل الإسلام هو أكذوبة و خرافة صنعها العباسيون في العراق بعد موت الرسول محمد ، و أن غالبية ما نسمعه و نردده من أشعار و أدبيات تنسب إلى العصر الجاهلي قبل الإسلام ما هي بالحقيقة إلا أشعار و أدبيات منحولة صنعت و كتبت و دوّنت بعد الإسلام و بعد موت الرسول محمد و ليس العكس كما نعتقد
يقول طه حسين : شككت في قيمة الأدب الجاهلى، وألححت في الشك. وانتهيت إلى خلاصة و هي أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدباً جاهلياً، ليست من الجاهلية في شيء، إنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام.
من الواضح جداً أن عميد الأدب العربي طه حسين كان يشكك بصحة تاريخ العرب و اللغة العربية ما قبل الإسلام و ما قبل ظهور القرآن ، فهو يعترف صراحةً بأن غالبية ما قد وصل للمسلمين من أشعار و قصائد و أدبيات تنسب لعصور ما قبل الإسلام ، هي كلها مزوّرة و مزيفة و منحولة تمت كتابتها بعد ظهور القرآن و ليس قبله كما يعتقد عموم المسلمين
إن كلاً مما توصل له طه حسين و ما قد توصل إليه علماء و خبراء عصرنا اليوم من نتائج و أبحاث يدعم بعضها بعضاً
القرآن يمثّل بداية ظهور اللغة العربية ، و قبل ظهوره لم يكن للعربية أي وجود

#طه حسين و قدرته على اكتشاف التزوير بالتاريخ العربي الإسلامي!! 4213

إن تلكم النتائج المذهلة و العبقرية التي استطاع أن يتوصل لها طه حسين في عصره و زمانه و التي بدورها تتوافق و تتآلف مع نتائج البحوث والدراسات اللغوية و التاريخية الأخيرة التي توصل لها علماء و خبراء عصرنا اليوم في زماننا ، لتجعلنا نقف مذهولين من مدى عبقرية و حدة ذكاء طه حسين و جرأته على نقد المسلّمات في وقت كان السائد من البشر مخدوعين بها