الجيتول
تلك مقاطعة/ منطقة قديمة في شمال إفريقيا أتى الكتاب الرومان على ذكرها، كانت تضم القبائل المتجولة/ الرحل للمنحدرات الجنوبية لجبال الأوراس والأطلس، وكذلك الأطلنطي، والواحات بالمنطقة الشمالية للصحراء.
كان سكانها يتميزون أيضا عن السود في الجنوب، ومما لا يدعو مجالا للشك/ بدون شك، فقد كانوا ينتمون إلى نفس العرق البربري المكون للقاعدة الديموغرافية لمملكة نوميديا، وبعدها مملكة موريتانيا.
وحتما، إن القبائل المتواجدة هناك الآن، من نفس العرق، ولا تزال تتمسك بنفس الطباع والتقاليد / عادات الرحل ؛ ومن الممكن أنهم لا يزالون يحملون نفس أسماء أسلافهم الجيتول Gaetulian ancestors ( إقرأ / تحقق من ذلك في كتاب
( Vivien St Martin, le Nord de
l' Afrique 1863 ).
ويبدو أن قلة فقط منهم قد إختلطت / إمتزجت بالسود / سكان الصحراء, هذا إن فسرنا تلميح بطليموس/ Ptolemy إلى ميلانو- جيتول ( Melano-Gaetuli ( 4, 5, 6 .
لقد إشتهروا / تميزوا بتربيتهم للجياد/ الأحصنة ، وحسب سترابو / Strabo, فقد كان يولد في مزارعهم حوالي 100.000 مهر في العام الواحد .
كان الجيتول يلبسون جلود الحيوانات ، ويعيشون على لحومها وحليبها، والصناعة الوحيدة التي عرفوا بها ، كانت الصباغة باللون الموڥ/ البنفسجي، والتي إشتهرت في التاريخ منذ عهد أوڨوستوس/ Augustus وما تلاه، والتي كانت تستخرج من السمك الموڥ/ البنفسجي المتواجد على سواحل Syrtes والأطلسي.
لقد سمعنا عن هؤلاء الناس أول ماسمعناه في حرب يوغورطا / يوجرثن( .lll -106 B.C )، أين تحالفوا معه؛ يوغورطا/ يوجرثن ضد روما مع أنهم لم يسمعوا بإسمها/ روما أبدا - حسب Sallust - .
لكنهم - وحسب ما كتب عنهم بعدها - فقد تحالفوا مع قيصر روما/ Caesar ضد الإڨليذ / الملك الأمازيغي يوبا الأول/ Bell. Afr. 32 ). Juba l ).
في عام 25 ق.م، يبدو أن Augustus أوغسطس، قد منح جزء من جيتوليا Gaetulia ل يوبا الثاني Juba ll، ليضمها إلى مملكته؛ موريتانيا، بدون شك من أجل التحكم في تلك القبائل العدائية؛ لكن هذي الأخيرة ( القبائل الجيتولية المتمردة ) إنتفضت وقتلت المقيمين الرومان في مجزرة، ولم يتم إخضاعهم إلى حكم الملك/ التحكم بهم, إلا بعدما ألحق بهم Lentulus Cossus ( الذي لقب فيما بعد Gaetulicus ) الهزيمة في العام السادس بعد الميلاد.
وبعدها أصبحت مملكة موريتانيا محافظة/ ولاية رومانية، في عام 40. م ( بعد وفاة الملك يوبا الثاني في 23 .م، وإستخلاف إبنه بطليموس بالحكم ) قام الحكام الرومان بإرسال بعثات متتالية إلى المقاطعة الجيتولية في الجنوب .
وكما يبدو، فإن النظرة العامة يعبر عنها حسب ( Pliny ( v. 4.30, عندما قال بأن جيتوليا كلها والنيجر والحدود الإثيوبية سقطت تحت لواء / خضعت للإمبراطورية الXl. 13.
ولأي مدى كان ذلك، نحن لا نعلم ! غير أن ما ذكر في الكتب يثبت بأن القوات الجيتولية قد خدمت تحت لواء القوات الملحقة/ المساعدة لقوات الإمبراطورية ، لكنه من الواضح بأن الدولة حينها قد دخلت في مجال الحكم الروماني أكثر منه تحت الحضارة الرومانية/ ما يعني إخضاعهم بالقوة إلى نظام روما!


الجيتول قبائل أمازيغية Ayooia10