سبايا الاندلس : ابكار و غلمان حسان

سبايا الاندلس : ابكار و غلمان حسان 4049

…..وقد ذكرنا أنه افتتح بلاد الأندلس وهي بلاد ذات مدن وقرى وريف فسبى منها ومن غيرها خلقاً كثراً وغنم أموالاً كثيرة جزيلة ومن الذهب والجواهر النفيسة شيئاً لا يحصى ولا يعدّ، وأما الآلات والمتاع والدواب فشيء لا يدري ما هو، وسبى من الغلمان الحسان شيئاً كثيراً حتى قيل إنه لم يسلب أحد مثله من الأعداء، وأسلم أهل المغرب على يديه وبث فيهم الدين والقرآن وكان إذا سار إلى مكان تُحمَل الأموال معه على العجل لكثرتها وعجز الدواب عنها. (البداية والنهاية ـ الجزء التاسع “موسى بن نصير أبو عبد الرحمن اللخمي”) –
………………………………………………………………………
“قال أبو شعيب الصدفي: لم يُسمع في الإسلام بمثل سبايا ابن نصير، ونقل الكاتب أبو إسحاق بن القاسم القروي المعروف بابن الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقاً فهذا محشر الأمة”، أحمد بن خالد الناصري، الاستقصاء/
………………………………………………………………………….
واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، فلما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، وسار إلى الشام، وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة، ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم، ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام، وقد مات الوليد بن عبد الملك، واستخلف سليمان بن عبد الملك، وكان منحرفاً عن موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله، وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته. الكامل في التاريخ لابن الأثير (4/43) …..
وبعدها وافى موسى رسول من الوليد الخليفة في أثناء غزواته يأمره بالخروج من الأندلس والعودة إليه، فساءه ذلك وماطل الرسول وهو يقصد بلاد العدو في غير ناحية التمثال يقتل ويسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس حتى بلغ صخرة بلاي على البحر الأخضر، وهو في قوة وظهور، فقدم عليه رسول آخر للوليد يستحثه، وأخذ بعنان بغلته وأخرجه، وكان موافاة الرسول بمدينة لك بجليقية، وخرج على الفج المعروف بفج موسى، ووافاه طارق من الثغر الأعلى معه ومضيا جميعاً. الكامل في التاريخ لابن الآثير(4/43)
…………………………………………………………………………
وقيل: إنه بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس، وبعث ابن أخيه في جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس أيضاً من البربر، فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خُمس الغنائم أربعون ألف رأس، قال الناس: إن هذا أحمق، من أين له أربعون ألف رأس خمس الغنائم؟ فبلغه ذلك فأرسل أربعين ألف رأس وهي خمس ما غنم، ولم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير أمير المغرب، وقد جرت له عجائب في فتحه بلاد الأندلس وقال: ولو انقاد الناس لي لقدتهم حتى أفتح بهم مدينة رومية، وهي المدينة العظمى في بلاد الفرنج، ثم ليفتحها الله على يدي إن شاء الله تعالى، ولما قدم على الوليد قدم معه بثلاثين ألفاً من السبي غير ما ذكرنا، وذلك خمس ما كان غنمه في آخر غزوة غزاها ببلاد المغرب، وقدم معه من الأموال والتحف واللآلي والجواهر ما لا يعد ولا يوصف. (البداية والنهاية)


سبايا الاندلس : ابكار و غلمان حسان 40369





https://nidaatatsache.wordpress.com/2016/02/29/%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%88-%D8%BA%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86/