الخميسات.. باحثون ومهتمون يناقشون وضعية الأمازيغية
أجمع باحثون ومهتمون خلال الندوة الوطنية التي نظمتها كلا من جمعية “الأمل للتربية والتكوين” و”رابطة الإبداع والتنمية الاجتماعية”، السبت 15 يناير الجاري، بدار الشباب 20 غشت بمدينة الخميسات، بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، على أهمية الارتقاء بوضعية الأمازيغية في التعليم والإعلام وفي مختلف مناحي الحياة العامة.
وأكد المشاركون خلال ندوة :”إيض ن ناير… مناسبة لتعزيز الارتباط بالوطن والانتصار للتعدد في ظل الوحدة”، أن التحدّي اليوم هو العمل على الارتقاء بالأمازيغية والعمل على إنجاح ورش الأمازيغية والتركيز على “النصف الممتلئ من الكأس والعمل على ملئ الجزء الفارغ من خلال مشاركات الجميع كل من مكانه، دولة ومؤسسات والفعاليات الأمازيغية وجمعيات المجتمع المدني “.
وأكد محمد مماد، مديرة القناة الأمازيغية خلال مداخلته، أن القناة الأمازيغية ساهمت بقسط وافر في التحسيس بأهمية اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
وذكر مماد بالدور الذي لعبته القناة الثامنة خلال الحملات التحسيسية بشأن فيروس كورنا، مذكرا في ذات السياق بمختلف المراحل التي قاطعتها تجربة تأسيس القناة الامازيغية، كما استحضر التجارب التي اطلعت عليها اللجنة المشكلة أنداك للاطلاع على تجارب الدول التي عرفت تجربة التعدد الثقافي واللغوي.
وأشار مماد إلى إن القناة الأمازيغية تمكنت من انتاج أفلام وثائق وبرامج وافرة رغم الإمكانيات المادية الضئيلة، مبرزا ان التحدي اليوم هو الجودة والرقي بالأمازيغية.
قال الحسين المجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن ” الشروط والظروف الطبيعية تنامت للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين وإدماجهما في مسلسل ومجالات كالتعليم والإعلام والحياة العامة ذات الأولوية “.
وأكد مجاهد، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية، هو “احتفال ثقافي هوياتي وفرصة للتقييم واستحضار ما تحقق للأمازيغية وما يجب تحقيقه في مجال النهوض بالأمازيغية في إطار الثقافة المغربية المتعدد الروافد والمكونات”.
وزاد :”يجب الافتخار بما تحقق للأمازيغية وبالمسار الذي اتخذته ونثمن ما تحقق رغم أننا ننتظر الكثير”، وأردف :” قبل ستة عقود لم تكون هذه الفرصة متاحة، وكانت هناك سنوات عجاف مرة منها الأمازيغية والثقافات بصفة عامة”.
واستحضر الأمين العام لـ”الإيركام” المراحل التي مرت منها الأمازيغية وصولا إلى خطاب أجدير الذي وضع ” حدا فاصلا بين هاته المرحلة والمرحلة الموالية”، مضيفا أن ” بعد خطاب أجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عرف النهوض بالأمازيغية انتعاشا وصولا إلى دستور فاتح يوليوز الذي حقق مبتغى الشعب المغربي بدسترة الأمازيغية “.
رابط الندوة والاحتفال بالصور:
https://www.facebook.com/Amadalpresse/photos/a.644808229022268/1997827757053635/?type=3
من جهته، شدد رشيد الراخا، مدير نشر جريدة “العالم الأمازيغي” على أهمية التدريس باللغة الأم باعتبارها وسيلة ناجعة لتقدم المغرب وتحسن وضعيته في ترتيب التنمية البشرية، مؤكدا أن تأخر المغرب في سلم الترتيب العالمي راجع بالأساس إلى وضعية التعليم المرتبطة أساسا بغياب اللغة الأم.
واستحضر الراخا نجاح تجربة ألمانيا التي اعتمدت على تدريس اللغات الأم لمختلف الشعوب التي تتواجد على أراضيها، ممّا جعل هاته الشعوب تنخرط في المجتمع الألماني وتشكل جزء منه، باستثناء المغاربة الذين وجهوا صعوبات كبيرة في الاندماج داخل المجتمع الألماني، وكذا بلدان الاتحاد الأوربي.
ولفت رئيس التجمع العالمي الأمازيغي إلى أن أسباب ذلك راجع بالأساس إلى تدريس اللغة العربية للمغاربة الذين يتشكلون في أغلبيتهم الساحقة من الأمازيغ.
واعتبر الفاعل الأمازيغي أن تجاهل اللغة الأم في المدرسة المغربية وللمغاربة بالخارج، يعتبر تميزا ويدفع التلاميذ والتلميذات إلى النفور من المدرسة بسبب ما يشعرون به من تمييز، و انفصاما هوياتيا وثقافيا ممّا يجعلهم أكثر عرضا للوقوع في فخ “الإرهاب والشبكات الإرهابية”.
استحضر الصحفي والباحث عمر إسرى، من جهته/ أهمية القيم الأمازيغية ودورها في انقاد المغاربة من الوقوع في فخ الإرهاب والتطرف”.
وأشار إسرى خلال الندوة، إلى أن “أرض شمال إفريقيا استقبلت وتعايشت مع مختلف الثقافات والديانات من الرومان والفنيقين والإسلام فيما بعد، وثقافات أخرى دون مركب نقص وكان تأثير وتأثر بمختلف هذه الثقافات”. يورد المتحدث.
وأضاف الباحث إسرى ” غالبا ما نتحدث وندافع عن اللغة كلما تعلق الأمر بالأمازيغية، بالنسبة لي الأمازيغية منظومة ثقافية بأبعاد قيمية عميقة، فبدون ربطها بقيم التعايش والتسامح الذي عرف به أجدادنا عبر التاريخ، وكذا التضامن الذي يتجسد في “تيويزي”، والمساواة بين الرجل والمرأة والشعب الأمازيغي كما نعرف كان أميسيا عبر العصور، وكذا قيم التشبث بالأرض والوطن، والانفتاح على كل الثقافات والحضارات بدون مركب نقص، دون ربطها بهذه الأبعاد الأساسية سيبقى أي إدماج لغوي صرف إدماجا منقوصا”.
وزاد المتحدث في معرض مداخلته “حينما ندافع عن الأمازيغية يكون ذلك في إطار المساواة بينها وبين العربية كلغتين رسميتين، دون تهميش الدارجة التي صُنِعت فوق هذه الأرض المباركة، فهي والحسانية رافدين أساسيين، دون أن ننسى الإسلام المغربي المتماهي مع خصوصياتنا الثقافية والقيمية، والرافد اليهودي العبري، هي بشكل عام، منظومة متكاملة تعتبر الأمازيغية جوهرا لها”، مستطردا:” لكن لا يمكن أبدا التخلي أو تهميش أي مكون أو رافد من الروافد مهما كان الأمر، لأن هذه الفسيفساء إرث تاريخي وحضاري ورأسمال لا مادي في خدمة التنمية”.
وأشار إلى أن “الثقافة الأمازيغية، إسوة بجميع الثقافات، لديها علاقة وطيدة بالتنمية، حيث تبين فشل عدد من المشاريع التنموية التي أشرف عليها البنك الدولي بأمريكا الجنوبية وإفريقيا، بسبب عدم أخذ ثقافات وخصوصيات ولغات الشعوب الأصلية بعين الاعتبار، فتمت إضافة الثقافة والهوية كرافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة”.
ودعا المتحدث إلى “الانتصار لمنظومة “تمغربيت” في شموليتها”، مضيفا “بدون أمازيغية تأخذ مكانها إلى جانب العربية وكل الروافد، فلا يمكن الحديث عن نهضة حقيقية وعن بناء مستقبل يتساوى فيه الجميع، ويحس فيه الجميع بالانتماء بنفس القوة، في ظل منطق “التنوع الذي يقوي الوحدة”، كما أن ترسيخ قيم التنوع و “تمغربيت” من شأنهما أن يصيرا بمثابة مناعة قوية ضد الأفكار الهدامة المستوردة، ونشر ثقافة الوطنية والمواطنة والتشبث بالأرض وقيمها”. يورد المتحدث.
وقال إسرى إن “أغلبية المغاربة المتورطين في “الإرهاب” بأوروبا هم أبناء شمال إفريقيا، ومن المغرب وهم مواطنون أمازيغ”، وأرجع ذلك إلى “مسألة القيم”. وأستطرد في معرض مداخلته قائلا :” غالبا ما نركز في مسألة إعادة الاعتبار للأمازيغية على اللغة وننسى القيم”.
وأضاف الصحفي إسرى “الأمازيغ شعب منفتح شعب متعايش”، و”عندما نتحدث عن القيم الأمازيغية فنحن نتحدث عن قيم التسامح والتعايش والانفتاح”، وأرجع إسرى سبب سقوط “الشباب الذين يرتمون في أحضان الإرهاب، إلى استيراد منظومات ثقافية مختلفة تماما عن ثقافتنا الأصيلة “.
وقال المتحدث “لو حافظنا على القيم الأمازيغية التي هي قيم التسامح والتعايش ودرسنا هاته القيم في المدرسة منذ نعومة الأظافر للشعب المغربي لمّا وقعنا في مشكل الإرهاب والتطرف “.
وشهد الحفل تكريم كل من الأستاذ محمد مماد، مدير القناة الأمازيغية، الأستاذ رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، الأستاذ الحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والصحفي والباحث عمر إسرى.
رابط الندوة بالفيديو:
https://www.facebook.com/watch/Amadalpresse/
منتصر إثري
https://amadalamazigh.press.ma/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%85%d9%87%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b4%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b6%d8%b9%d9%8a/?fbclid=IwAR2L1lSf8PcyNTYvwJ-NyTQs29qwrko8bxQZenMuIhautTRg3PAroz7BknQ