{ قـصـة من التـراث الأمـازيـغـي - أفـافـا إيـنـوفـا }.


 قـصـة من التـراث الأمـازيـغـي - أفـافـا إيـنـوفـا 4727


-يحكى قديما في سالف العصر و الأوان على قرية في منطقة القبائل ابتلت بالجفاف والمجاعة وإشتد بها الحال من سوء إلى الأسوء إلى درجة ان قطعانهم لم تجد في الأرض ما تأكله حتى نحلت وهزلت من الجوع لا حليب ولا لحم فيها يحمي الناس من خطر المجاعة وإستمر الحال على هذا الوضع فلا ماء ولا طعام ولا عشب ولا مرعى..
 وبناء على المحنة التي تسود المنطقة ولم تتحسن الأوضاع بل تمر الأيام من سوء إلى أسوء مما دعا الناس إلى الوحدة ولم الشمل.


 قـصـة من التـراث الأمـازيـغـي - أفـافـا إيـنـوفـا Vava.jpg?resize=790,444


  إجتمع أهل القرية و شيوخها يتناقشون حول الكارثة التي أصابتهم  لإيجاد الحلول الممكنة لاتقاء شر هذه المحنة إلا أن كبيرهم نطق بشدة قائلا : إن الله غاضب علينا بسبب ما.ربما هناك شخص أو أشخاص بيننا اقترفواذنوبا وأعمالا شنيعة ، ولا بد على كل من ارتكب الذنب أو اقترف عملا شنيعا أن يعترف و يتوب عن فعلته وتصرفه الطائش، لكن الجميع سكتوا وساد الصمت، وانتظر الجميع أحدا أو مجموعة تدلي باعترافها عن الذنب الذي اقترفته لكن لا أحد تجرأ واعترف أما الملأ.ولما يئس الجميع نطق أحد الحاضرين قائلا : طيب لا أحد يعترف بالذنب الذي اقترفه .فلابد من تقديم قربان لله عز وجل في الغابة لعله يعفو عنا ويسامحنا على ما اقترفه السفهاء منا ويرحم بذلك الحيوانات.
المهم الجميع وافقوا على هذه الفكرة وفي صباح الغد ذهبواوا شتروا خروفا وانطلقوا به للغابة وقال لهم كبيرهم : إذبحوا الخروف وقوموا بتوزيع لحمه على جميع أهل القرية كصدقة،  ففعلوا مثلما أمرهم وفي الوقت الذي كانوا يقتسمون اللحم إكتشفوا وجود أجزاء ناقصة!!فراحوا يحتجون و يصرخوا  سرقة... سرقة ...ما هذه المهزلة؟ من فعل هذا العمل المخجل؟ ألا يكفي ما لحق بنا وما نعانيه الآن؟ !! نحن نطلب من الله ربنا ليسامحنا على مافعلناه ثم يأتي أحدكم و يرتكب ذنبا آخر !!، حينئذ رفع أهل القرية أيديهم إلى السماء و دعوا الله ربنا لكشف وفضح السارق وفجأة إنشقت الأرض وإبتلعت أقدام شيخ كبير يدعى "إيـنـوفـا"، فإنفجر أهل القرية غضبا عليه قائلين: لماذا ارتكبت هذه المهزلة أيها العجوز الحقير؟...لماذا سرقت اللحم ؟...اللعنة عليك إلى يوم الدين، فقال الشيخ والدموع تنهمر من عينيه كهطول مطر الشتاء:لقد مر زمنا طويلا لم أذق فيه طعم اللحم ولم أستطع التحكم في نفسي فأغواني الشيطان وانتصر علي فسرقت..
وبعد فضح أمره أقر أهل القرية معاقبته أشد العقاب حيث قاموا بتركه في  الغابة المظلمة التي يسكنها غول عظيم (وحش) يقتل كل من يصادفه وكانت نقطة ضعف هذا الوحش أنه ملا يستطيع فتح أو غلق أي باب, هذا مما دعا أبناء الشيخ إينوفا بناء كوخا صغير لأبيهم ليحميه من الغول(وحش الغابة)




افافا ينوفا شاهد الآن الشرح العربي لأسطورة افافا ينوفة

 وكان  " إيـنوفـا" في الكوخ  والخوف والحزن يقتلانه، وبالمقابل كانت له حفيدة مطيعة صغيرة وجميلة جدا إسمها "غـريـبـا" كانت مُحبة لجدها وكذلك هو كان محبا لحفيدته، وقد سبق له أن أهداها أساورا من الفضة المفقودة باهضة الثمن..
كانت "غـريـبـا"  تأخذ الطعام والشراب لجدها  في الليل خفية عن أهل القرية القاسية قلوبهم وتدخل الغابة الموحشة المظلمة، وعندما تقترب من الكوخ  تدق الباب وتقول:
-إفتح لي الباب يا أبي"إيـنـوفـا" أنا إبنتك"غـريـبـا"
-فيجبها:أنا خائف من وحش الغابة يا إبنتي.
-فترد عليه:أنا أيضا خائفة يا أبي
-فيقول لها: حركي أساورك يا إبنتي حتى أتأكد من أنكي إبنتي "غـريـبـا" ولست الوحش.
يريد التأكد من سماع صوت تصادم الأساور في يديها .فيتأكد من أنها إبنته (غـريـبـا)، وكي  يطمئن يفتح لها الباب، فيأكل ويشرب، وتبقى عنده تحكي له الأخبار، فيعطف عليها عطف الأب الحنون وهي تخدمه خدمة البنت المطيعة، ولا يتركها تنصرف حتى يحس أن الفجر قد إقترب فتعود هي إلى القرية، وكأن شيئا لم يحدث.، وهكذا إستمر الحال حتى إكتشف الوحش بأن الكوخ يوجد بداخله "إيـنـوفـا"، اراد أن يفترسه  لكن لم يستطع  فتح الباب، دق الباب   عليه وقال:افتح الباب
-فقال إيـنـوفـا: لن أفتح لك الباب، إذهب أنت لست حفيدتي "غـريـبـا".، فعاد الغول أدراجه بعد أن تأكد أن هذا العجوز لا يفتح  الباب إلا لحفيدته. استمر يراقب الكوخ حتى شاهد كيف تكلمت إبنته معه وكيف هزت أساورها فعاد هذا الوحش في اليوم التالي أحضر أساور وفعل مثلما كانت تفعل حفيدة هذا العجوز  وقال له::
-إفتح أنا إبنتك "غـريـبـا"
-فقال له إيـنـوفا:ولكن صوتك متغير يا إبنتي..لماذا؟!
-قال الوحش:أصابني البرد فتغير صوتي.
فطلب منه "إيـنـوفـا"  يحرك يديه، وفعلا قام الوحش بتحريك يديه فسمع "إيـنـوفـا" صوت الأساور وقام بفتح الباب فورا معتقدا أنها إبنته ولكن للأسف لقد كان الوحش فأمسكه وقال له: من أين ابتدأ في أكلك؟
-فقال "إيـنـوفـا': إبدأ بالأقدام التي تقدمت لتفتح لك الباب وباليد التي فتحت لك الباب وباللسان الذي تكلم معك. فهجم عليه الوحش و مزقه إربا إربا ثم أكله وإنصرف، وبعد ساعة من الزمن جاءت " غـريـبـا" كعادتها لزيارة جدها في الاخير يبقى الغول ينتظر داخل الكوخ ليأكل غريبة. لكن غريبا ترى الدماء خارجة من الباب فتكتشف ان الغول اكل جدها تعود مسرعة الى القرية لتخبر اباها وعمها وهم بدورهم يخبرون سكان القرية فيذهبون الى الغابة ويحرقون الكوخ وبداخله الغول
تمر الأيام والشهور والسنين وفي يوم من الايام يمر راعي امام المكان الذي كان فيه الكوخ يجد القصب فيصنع منه مزمارا وكلما نفخ فيه يسمع ماكان يدور بين الجد وحفيدته على شكل اغنية
 وهكذا كانت نهاية هذه القصة التي تعتبر أسطورة من أساطير التراث الأمازيغي.


 قـصـة من التـراث الأمـازيـغـي - أفـافـا إيـنـوفـا 1200px-Idir_Hamid_Cheriet


وحولت إلى أغنية من طرف المغني الكبير " إيدير " وترجمت نحو 23 لغة تسرد أسطورتها ونزودكم قليلا منها بالقبائلية
tsxiilek illiyin tabburt a vava inouva,a vava inouva tchcen tchcen tizzebgatin im, a yelli ghriba....
افتح لي الباب يا ابي اينوفا يا ابي اينوفا، دعي اساورك تتحرك يا ابنتي غريبا...
uggadegg lwahch lghaba a vava inouva uggadegh ula d'nekkini,A yelli ghaba...
اخشى من وحش الغابة يا ابي اينوفا و انا ايضا اخشاه يا ابنتي غريبة.




Idir A vava Inouva Traduite en arabe ( أغنية أبي انوفا مترجمة (مليكة السرساري


ومابقى لي إلا أن أقول لكم سلاما مع تحياتي لكم بالمحبة والمودة والتقدير والاحترام ودمتم في رعاية الله وحفظه  .