كيف ومتى أصبح إيفرست أعلى جبل في العالم؟
ربما تتكون في المستقبل البعيد حدود متقاربة أخرى، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان ويدفع بعضها بعضا، في مكان ما في العالم، وتزول عندئذ القوى التي أدت إلى ظهور جبال الهيمالايا.
تلعب الجبال دورا بالغ الأهمية في البيئة، إذ تهيئ تضاريسها الفريدة الظروف الملائمة لنمو مختلف أشكال الحياة. وتحتضن الجبال نصف أهم مناطق التنوع البيولوجي في العالم، وتدعم حوالي ربع التنوع البيولوجي على وجه البسيطة.
ويعد إيفرست جزءا من سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الحافة الجنوبية من هضبة التبت. ويتراوح ارتفاع هضبة التبت بين 4 و5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر.
وأشارت دراسة نشرت في دورية "ناشونال ساينس ريفيو" National Science Review، إلى أن هضبة التبت تكونت إثر تصادم أجزاء عديدة من قارة جندوانا العملاقة مع أجزاء من قارة آسيا، مما أدى إلى زيادة كثافة القشرة الأرضية وظهور هضبة التبت.
كيف نفهم تاريخ سلاسل الجبال؟
بحسب تقرير على موقع "ذا كونفرسيشن" The Conversation، يقدّر الجغرافيون ارتفاع الجبال في العصور القديمة من خلال معاينة الأحواض الرسوبية في سلاسل الجبال، وهي مناطق منخفضة تترسب فيها مواد مثل حبوب اللقاح وأوراق النباتات وتتكون فيها المعادن مع مرور الزمن. وتكشف حفريات حبوب اللقاح وأوراق النباتات والمعادن المترسبة عن التغيرات التي طرأت على تضاريس المنطقة.
فعندما ينظر العلماء إلى حفريات حبوب اللقاح، على سبيل المثال، قد يكتشفون أن مصدرها نباتات كانت تنمو حتى ارتفاعات معينة، قياسا بأقاربها الحديثة. وبعد تحديد العصر الذي تنتمي إليه حبوب اللقاح، التي عُثر عليها، يمكن احتساب الارتفاع المحتمل لأراضي المنطقة في هذا العصر عن مستوى سطح البحر.
ويبحث الجيولوجيون أيضا عن نظائر بعض العناصر الكيميائية، مثل نظائر الأكسجين، المختزنة في شمع النباتات والطمي، والمعادن التي تشكلت عبر تفاعلات كيميائية في التربة للتعرف على التغيرات التي طرأت على تضاريس المنطقة.
فعندما يهطل المطر على سلاسل الجبال، تسقط المياه التي تحوي نظائر أكسجين أثقل وزنا أولا. ولهذا فإن مياه الأمطار في المناطق الأكثر ارتفاعا تحتوي على نظائر أكسجين أخف وزنا، تنتقل حينئذ إلى النباتات والمعادن عند هذه الارتفاعات.
وفي حالة العثور على نباتات ومعادن ترسبت في الحوض المنخفض منذ نحو 30 مليون عام، حتى لو كانت الآن في مناطق أكثر ارتفاعا، ستكشف نظائر الأكسجين المختزنة داخلها عن ارتفاع أراضي المنطقة التي ترسبت فيها بادئ الأمر عن مستوى سطح البحر.
منذ متى عُد إيفرست أطول جبل؟
أشارت دراسة نشرت في دورية "إيرث آند بلانيتاري ساينس ليترز Earth and Planetary Science Letters" إلى أن بعض الأجزاء من هضبة التبت، منها جبال غانغديز Gangdese جنوبي الهضبة، كان ارتفاعها يفوق 3.5 كيلومترات قبل 26 مليون عام.
وقد عثر الجيولوجيون جنوب جبال غانغديز، حيث أعلى القمم في العالم، على رواسب عمرها 34.5 مليون عام من مياه ضحلة على بعد عشرات الكيلومترات من جبل إيفرست.
وهذا يدل على أن الجزء الذي يضم إيفرست من جبال الهيملايا كان في مستوى سطح البحر آنذاك، وقد ارتفع أكثر من 8 كيلومترات على مدى 30 مليون عام.
ويبلغ طول جبل إيفرست 8.848.86 مترا، وذلك بحسب آخر قياس عام 2020، بموجب اتفاق بين السلطات النيبالية والصينية على ضم الجليد على قمة الجبل إلى ارتفاعه الإجمالي.
كيف تتكون الجبال؟
تكونت أعظم الأحزمة الجبلية في العالم، الوقت الراهن، إثر تصادم قشرتين قاريتين في الطبقة الصخرية الخارجية للأرض أو الليثوسفير Lithosphere.
فعندما تتصادم قشرتان أرضيتان، تتجعدان وتتداخل شرائح من القشرة الصخرية مع بعضها وتنثني، وهذا يؤدي إلى ظهور الجبال الشاهقة التي تظل تتغير وترتفع ما دامت عمليات التصادم متواصلة.
وبعدها تتعرض الجبال لعمليات التعرية التي تشكل ملامحها الطبوغرافية. فإن التغيرات في درجات الحرارة والرياح والأمطار تتسبب في تآكل الصخور وتفتيتها ونقلها من مكان لآخر. والعجيب أن عمليات التعرية هي المسؤولة عن ارتفاع الجبال مع مرور الوقت.
فكلما زادت عمليات التعرية، تضغط القشرة الأرضية الصلبة أو طبقة الليثوسفير على الوشاح الأرضي الأقل كثافة، وتصعد الصخور المدفونة في باطن الأرض إلى أعلى لتعويض النقص في ارتفاع الجبال، بموجب نظرية توازن القشرة الأرضية.
إلى متى سيظل إيفرست الأطول؟
من المستبعد أن ينتزع أي جبل مكانة جبل إيفرست الأطول في العالم بالمستقبل المنظور. فقد تشكلت سلسلة جبال الهيمالايا -التي تضم جبل إيفرست- بفعل تصادم قارتين كبيرتين تتألفان من صخور منخفضة الكثافة. ومن ثم، كانتا مستقرتين عند ارتفاع أعلى من القشرة المحيطية.
وربما تتكون في المستقبل البعيد حدود متقاربة أخرى، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان ويدفع بعضها بعضا، في مكان ما في العالم، وتزول عندئذ القوى التي أدت إلى ظهور جبال الهيمالايا. وربما تنهار حينها هذه الجبال وتتآكل لتصير مثل جبال أبالاتشيا بأميركا الشمالية، التي كانت حزاما جبليا نشط الفترة من 325 إلى 260 مليون عام مضى.
المصدر : ذا كونفرسيشن + مواقع إلكترونية
https://www.aljazeera.net/news/science/2021/9/11/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%89-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%AA-%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%81%D9%8A
ربما تتكون في المستقبل البعيد حدود متقاربة أخرى، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان ويدفع بعضها بعضا، في مكان ما في العالم، وتزول عندئذ القوى التي أدت إلى ظهور جبال الهيمالايا.
إيفرست جزء من سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الحافة الجنوبية من هضبة التبت (غيتي إيميجز)
تلعب الجبال دورا بالغ الأهمية في البيئة، إذ تهيئ تضاريسها الفريدة الظروف الملائمة لنمو مختلف أشكال الحياة. وتحتضن الجبال نصف أهم مناطق التنوع البيولوجي في العالم، وتدعم حوالي ربع التنوع البيولوجي على وجه البسيطة.
ويعد إيفرست جزءا من سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الحافة الجنوبية من هضبة التبت. ويتراوح ارتفاع هضبة التبت بين 4 و5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر.
وأشارت دراسة نشرت في دورية "ناشونال ساينس ريفيو" National Science Review، إلى أن هضبة التبت تكونت إثر تصادم أجزاء عديدة من قارة جندوانا العملاقة مع أجزاء من قارة آسيا، مما أدى إلى زيادة كثافة القشرة الأرضية وظهور هضبة التبت.
يبحث علماء الجيولوجيا عن بقايا النباتات وحبوب اللقاح المحفوظة في الصخور (ويكيبيديا)
كيف نفهم تاريخ سلاسل الجبال؟
بحسب تقرير على موقع "ذا كونفرسيشن" The Conversation، يقدّر الجغرافيون ارتفاع الجبال في العصور القديمة من خلال معاينة الأحواض الرسوبية في سلاسل الجبال، وهي مناطق منخفضة تترسب فيها مواد مثل حبوب اللقاح وأوراق النباتات وتتكون فيها المعادن مع مرور الزمن. وتكشف حفريات حبوب اللقاح وأوراق النباتات والمعادن المترسبة عن التغيرات التي طرأت على تضاريس المنطقة.
فعندما ينظر العلماء إلى حفريات حبوب اللقاح، على سبيل المثال، قد يكتشفون أن مصدرها نباتات كانت تنمو حتى ارتفاعات معينة، قياسا بأقاربها الحديثة. وبعد تحديد العصر الذي تنتمي إليه حبوب اللقاح، التي عُثر عليها، يمكن احتساب الارتفاع المحتمل لأراضي المنطقة في هذا العصر عن مستوى سطح البحر.
ويبحث الجيولوجيون أيضا عن نظائر بعض العناصر الكيميائية، مثل نظائر الأكسجين، المختزنة في شمع النباتات والطمي، والمعادن التي تشكلت عبر تفاعلات كيميائية في التربة للتعرف على التغيرات التي طرأت على تضاريس المنطقة.
فعندما يهطل المطر على سلاسل الجبال، تسقط المياه التي تحوي نظائر أكسجين أثقل وزنا أولا. ولهذا فإن مياه الأمطار في المناطق الأكثر ارتفاعا تحتوي على نظائر أكسجين أخف وزنا، تنتقل حينئذ إلى النباتات والمعادن عند هذه الارتفاعات.
وفي حالة العثور على نباتات ومعادن ترسبت في الحوض المنخفض منذ نحو 30 مليون عام، حتى لو كانت الآن في مناطق أكثر ارتفاعا، ستكشف نظائر الأكسجين المختزنة داخلها عن ارتفاع أراضي المنطقة التي ترسبت فيها بادئ الأمر عن مستوى سطح البحر.
يقدّر الجغرافيون ارتفاع الجبال في العصور القديمة من خلال معاينة الأحواض الرسوبية (غيتي إيميجز)
منذ متى عُد إيفرست أطول جبل؟
أشارت دراسة نشرت في دورية "إيرث آند بلانيتاري ساينس ليترز Earth and Planetary Science Letters" إلى أن بعض الأجزاء من هضبة التبت، منها جبال غانغديز Gangdese جنوبي الهضبة، كان ارتفاعها يفوق 3.5 كيلومترات قبل 26 مليون عام.
وقد عثر الجيولوجيون جنوب جبال غانغديز، حيث أعلى القمم في العالم، على رواسب عمرها 34.5 مليون عام من مياه ضحلة على بعد عشرات الكيلومترات من جبل إيفرست.
وهذا يدل على أن الجزء الذي يضم إيفرست من جبال الهيملايا كان في مستوى سطح البحر آنذاك، وقد ارتفع أكثر من 8 كيلومترات على مدى 30 مليون عام.
ويبلغ طول جبل إيفرست 8.848.86 مترا، وذلك بحسب آخر قياس عام 2020، بموجب اتفاق بين السلطات النيبالية والصينية على ضم الجليد على قمة الجبل إلى ارتفاعه الإجمالي.
تكونت أكبر الأحزمة الجبلية في العالم إثر تصادم الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية (شترستوك)
كيف تتكون الجبال؟
تكونت أعظم الأحزمة الجبلية في العالم، الوقت الراهن، إثر تصادم قشرتين قاريتين في الطبقة الصخرية الخارجية للأرض أو الليثوسفير Lithosphere.
فعندما تتصادم قشرتان أرضيتان، تتجعدان وتتداخل شرائح من القشرة الصخرية مع بعضها وتنثني، وهذا يؤدي إلى ظهور الجبال الشاهقة التي تظل تتغير وترتفع ما دامت عمليات التصادم متواصلة.
وبعدها تتعرض الجبال لعمليات التعرية التي تشكل ملامحها الطبوغرافية. فإن التغيرات في درجات الحرارة والرياح والأمطار تتسبب في تآكل الصخور وتفتيتها ونقلها من مكان لآخر. والعجيب أن عمليات التعرية هي المسؤولة عن ارتفاع الجبال مع مرور الوقت.
فكلما زادت عمليات التعرية، تضغط القشرة الأرضية الصلبة أو طبقة الليثوسفير على الوشاح الأرضي الأقل كثافة، وتصعد الصخور المدفونة في باطن الأرض إلى أعلى لتعويض النقص في ارتفاع الجبال، بموجب نظرية توازن القشرة الأرضية.
من المستبعد أن ينتزع أي جبل مكانة إيفرست الأطول عالميا في المستقبل المنظور (غيتي إيميجز)
إلى متى سيظل إيفرست الأطول؟
من المستبعد أن ينتزع أي جبل مكانة جبل إيفرست الأطول في العالم بالمستقبل المنظور. فقد تشكلت سلسلة جبال الهيمالايا -التي تضم جبل إيفرست- بفعل تصادم قارتين كبيرتين تتألفان من صخور منخفضة الكثافة. ومن ثم، كانتا مستقرتين عند ارتفاع أعلى من القشرة المحيطية.
وربما تتكون في المستقبل البعيد حدود متقاربة أخرى، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان ويدفع بعضها بعضا، في مكان ما في العالم، وتزول عندئذ القوى التي أدت إلى ظهور جبال الهيمالايا. وربما تنهار حينها هذه الجبال وتتآكل لتصير مثل جبال أبالاتشيا بأميركا الشمالية، التي كانت حزاما جبليا نشط الفترة من 325 إلى 260 مليون عام مضى.
المصدر : ذا كونفرسيشن + مواقع إلكترونية
https://www.aljazeera.net/news/science/2021/9/11/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%89-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%AA-%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%81%D9%8A