ⵉⵛⴽⴻⵍ ⴷ ⵜⴰⵍⴰⴼⵙⴰثالافسا و إيشكل(ميثولوجية أمازيغية)
قصة أسطورية من فلكلورنا الشعبي #الامازيغ في مكان ما من #تونس قبل زمن بعيد جدا، كانت هناك قرية تقع قرب بحيرة كبيرة تنتهي عندها ستة أنهار جارية، وكان أهلها يسرفون في استعمال الماء، ويتركونه في متناول الأطفال ليلعبوا به، كما أنهم كانوا لا يقدرون أهميته في الحياة، ولا يتقربون للاله بالشكر والقربان على وفرته، فغضب الاله ، وأرسل عليهم لعنة لمعاقبتهم على ذلك، تلك اللعنة تمثلت في أفعى ضخمة اسمها "ثالافسا". بالمتغير اللساني القباءلي  يقال : (الليفعا مي سبعا ايقراي) ..يعني الافعي صاحبة سبع رؤوس.


ⵉⵛⴽⴻⵍ ⴷ ⵜⴰⵍⴰⴼⵙⴰثالافسا و إيشكل(ميثولوجية أمازيغية) 40160


وما إن وصلت ثالافسا(الافعي) إلى البحيرة حتى شربت من نهايات الأنهار الستة فتوقفت عن التدفق، ونمت لثالافسا ستة رؤوس أخرى كل رأس منها مسؤول عن انقطاع نهر من تلك الأنهار، وحاول رجال القرية قتل ثالافسا لكنها لا تقهر، وتقضي على كل من يقف في وجهها، واضطر أهل القرية بعدما نال منهم العطش أن يتقربوا لثالافسا بأجمل نساء القرية كل شهر لستمح لهم بالقليل من الماء بعد أكل القربان.


ⵉⵛⴽⴻⵍ ⴷ ⵜⴰⵍⴰⴼⵙⴰثالافسا و إيشكل(ميثولوجية أمازيغية) 41150


وفي يوم من الأيام كان الشاب "إيشكل" يسير في الغابة حتى سمع صوت طائر كأنه يستغيث، فتبع مصدر الصوت وإذا هي أفعى تريد أكل الفراخ في العش الذي وقع من أعلى الشجرة، والعصفور يصيح ويتقلب محاولا الدفاع عن فراخه، فحمل إيشكل سيفه وضرب به رأس الأفعى فقتلها، ورفع العش وكان فيه ستة فراخ وأعاده إلى مكانه.
وبعد ساعات من السير سمع صوت بكاء فتاة، فتبعه حتى انتهى إلى بحيرة عظيمة، تجلس على حافتها فتاة رائعة الجمال، فسألها :
-لماذا تبكين؟
خائفة على نفسي وعليك.
علي؟ وما الذي يدفعك لقول ذلك.
ثالافسا قادمة.
ثالافسا؟ مهما كان هذا الذي تخافين منه فسأدافع عنك.
فارتمت في حضنه تبكي وهو يخفف عنها، حتى أدركه الإعياء فنام  وهي جالسة، فخرجت ثالافسا لتأكل القربان أخيرا، ولا يزال إيشكل نائما ولم تحرك الفتاة ساكنا، فاقتربت ثالافسا أكثر وأكثر حتى سقطت من عين الفتاة دمعة على وجه إيشكل استيقض بسببها، فقال للفتاة :
ويحكي لماذا لم تقومي بإيقاضي؟ هل تريدين أن تأكلنا !!
أخاف إن لم تأكلني ثالافسا أن يموت قومي عطشا.
-سأقتلها الآن وأريحكم منها، إذهبي وأخبري أهلك بذلك، فذهبت واخذت معها حذاءه الذي سقط منه .
حاول إيشكل الاقتراب من ثالافسا لكن لم يتمكن من ذلك، لأنها كانت تنفث السم من فمها، وبقي الحال كذلك لوقت طويل حتى تجسدت له آلهة الطبيعة "تاموست" وقالت له:
-"أنقذت فراخ العصفور من الأفعى، وسأنقذك من أخرى، سأعطيك دروعا تصد سم ثالافسا بعدد الفراخ الذين كانوا في العش" وكان قد أنقذ ستة فراخ.


ⵉⵛⴽⴻⵍ ⴷ ⵜⴰⵍⴰⴼⵙⴰثالافسا و إيشكل(ميثولوجية أمازيغية) 4511


فحمل إيشكل الدرع الأولى وصد بها سم الرأس الأول وضربه بسيفه ففصله، فقالت ثالافسا: " ذلك ليس رأسي الحقيقي يا أحمق"، فحمل الدرع الثانية وصد به سم الرأس الثاني وضربه ففصله، فقالت مجددا :"ذلك ليس رأسي الحقيقي يا أحمق"، وفعل ذلك بكل الدروع حتى لم يتبقى إلا الرأس الحقيقي، فقفز وتصدى للسم بصدره هذه المرة، وتحمله، وضرب رأس ثالافسا الحقيقي وقتلها، فتدفقت الأنهار وعادت الحياة إلى البركة.
وصل القرويون إلى المكان وبحثوا عن البطل الذي خلصهم من ثالافسا، فأقبل الكثير من الرجال يدعون فعل ذلك، فصاحت الفتاة الجميلة في الحشد الكبير الذي حال دون أن ترى إيشكل: "البطل الحقيقي ضاع منه شيء ما فما هو؟" فصمت الجميع إلا إيشكل الذي  قال :"حذائي"فاستقبلوه بحرارة، وزوجوه بتلك الحسناء وجعلوه ملكا عليهم.
سميت البحيرة على إيشكل ولا تزال كذلك حتى الآن، فيعتقد الكثير من التونسيين أن بحيرة "أشكل" الواقعة بمنطقة #بنزرت هي نفسها المذكورة عندهم في الأسطورة.